أدوات كهربائية متنوعة وأشكال وأحجام من الأوانى والملاعق والكئوس فى انتظار عروسة جديدة تأتى لتدخل السعادة على الباعة فى سوق "حمام التلات"، بعد أن اشتهر هذا السوق قديماً بالازدحام المستمر أصبح الآن يشتهر بالفراغ، والسبب واحد هو المشاكل الاقتصادية التى وقعت فيها غالبية الأسر المصرية نظرا لارتفاع أسعار المنتجات الأساسية والضرورية لهم.
يقول "عمرو حسن" يعمل فى أحد محلات تجارة الأدوات الكهربائية المنزلية فى حمام التلات، أعمل منذ ثلاث سنوات فى هذا المكان، الحال قبل الثورة اختلف عن بعدها كثيراً، ومنذ اندلاع الثورة ولمدة 8 اشهر لم يكتظ الشارع بالزبائن كسابق عهده، الجميع كان خائفا من الأحداث وعدم الأمن وانتشار البلطجية فى الشوارع ، ثم عادت حركة البيع والشراء على "استحياء" فيمكن أن نبيع يوما دون باقى الأسبوع .
ويضيف قامت بعض الشركات نتيجة للخسائر أيام الثورة برفع أسعار المنتجات الخاصة بها بالإضافة إلى المنتجات التى تقوم باستيرادها، ونضيف عليها أزمة البنزين التى قد تقف عائقا أمام نقل البضائع من الميناء إلى التجار ، فيضطرون إلى تركها فى الميناء فيتضاعف سعر الجمرك عليها وبالتالى يزيد سعرها للمستهلك، كما تحول الزبائن إلى شراء المنتجات الضرورية التى تتسم بالأسعار المنخفضة ، بعد سماع الأسعار التى لا يستطيعون تحمل تكاليفها.
وهناك نوعية من الزبائن تفكر بشكل مختلف حيث تقوم بشراء ما يلزمها من "المولات الكبيرة" التى أصبحت متواجدة بسهولة فى كل مكان والتى تقوم بعمل عروض تخفيضات كبيرة فى فترات محددة من السنة، وهو سبب قلة الزبائن هنا الذين انحصروا فى زبائن القرى الريفية التى لا تعرف غير حمام التلات طريقاً لسد احتياجاتهم.
أما مجدى عبد الرءوف صاحب محل بيع منتجات منزلية يشير إلى أن الاستقرار السياسى والاقتصادى للبلد هو الحل الوحيد لعودة حمام التلات لحركته القديمة فى البيع والشراء ، فهو يشتهر أكثر من أى مكان آخر بمستلزمات العرائس المنزلية والتى تتسم بجودة الصنع وتفاوت الأسعار فمن يريد المنتجات الغالية يجدها هنا ومن يريد المنتج الضعيف أيضا يجده هنا.
عند توغلك قليلا فى حمام التلات تجد أصحاب المحلات يشربون القهوة وينشغلون بقراءة الجرائد التى لم يستطيعوا قراءتها قبل الثورة بسبب كثرة الزبائن التى لم تكن تعطى لهم الفرصة لممارسة هذه الهواية، ثم تجد بعض الشباب والتى يطلق عليهم "صبيان المحل" يتجولون حتى يروا زبونا دخل بالخطأ إلى هذا الشارع ويبدأون فى جذبه إليهم مختلف الطرق منهم من يكذب ويقول إن لديهم تشكيلا منتجات لم يرها أحد من قبل، ومنهم من يقول إنه يقوم بعمل خصومات هائلة على جميع المنتجات، وعندما تذهب معهم تجد الأسعار مرتفعة، فهل سمعة تجار السوق التى يعرف أنهم يرفعون فى الأسعار لأن الزبون المصرى يعشق الفصال السبب أم أن الحالة الاقتصادية هى التى تجعل الزبون يشعر بارتفاع الأسعار؟.
بالصور.. سوق حمام التلات يشهد فراغًا غير مسبوق بسبب ارتفاع الأسعار
الإثنين، 24 سبتمبر 2012 04:23 ص
حمام التلات