كشف الدكتور محمد فتحى عثمان، رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية عن تضاعف إنتاج مصر من الأسماك من خلال الاستزراع السمكى إلى 700 ضعف مقارنة ببدء الاستزراع فى ثمانينيات القرن الماضى، وقال إن انتاج مصر من الأسماك بلغ مليون و400 ألف طن سنويا منهم مليون طن بنظام الاستزراع مقارنة بـ200 ألف طن سنويا من بينهم 19 ألف طن فقط بنظام الاستزراع فى بداية الثمانينيات.
وأكد عثمان أن مصر لا يمكنها زيادة الإنتاج عن طريق الصيد الحر من البحرين المتوسط والأحمر ونهر النيل والبحيرات حتى لا ندخل فى نطاق الصيد الجائر بما يؤدى إلى القضاء على الأمهات التى تنتج الزريعة، وبالتالى يتراجع الإنتاج وأن السبيل الوحيد لزيادة الإنتاج هو الاستزراع السمكي، جاء ذلك خلال افتتاح مزرعة إنتاج سمكى اليوم الأربعاء ببحيرة المنزلة على مساحة فدانين.
وقال عثمان إن ترتيب مصر فى قائمة الدول الأكثر إنتاجا للسمك قفز إلى المركز الثامن بعد أن كانت فى المركز الحادى عشر منذ قبل ثلاث سنوات، وجاءت مصر فى مقدمة الدول الأفريقية الأكثر إنتاجا للأسماك بنظام الاستزراع السمكى بإجمالى 71% من إنتاج قارة أفريقيا، وأوضح أن 83% من إنتاجنا من السمك لصالح محدودى الدخل ويبلغ إنتاج سمك البلطى الأكثر استخداما بين المواطنين 53% من إجمالى الإنتاج، مؤكدا أن وزارة الزراعة حريصة على تقديم بروتين حيوانى عالى القيمة بأرخص الأسعار.
وكشف رئيس هيئة الثروة السمكية عن دراسة تطبيق نظام الاستزراع السمكى التكاملى فى الصحراء يعتمد على استخدام المياه الجوفية فى الاستزراع السمكى، وإعادة استخدام المياه فى الرى الحقلى لزراعة محاصيل تستخدم علفا للمواشى واستخدام روثها فى إنتاج الطاقة لتسخين المياه المستخدمة فى عمليات التفريخ وإنتاج الزريعة، وقال إن نجاح تجربة الاستزراع بالصحراء فى وادى النطرون اعتمادا على مياه الآبار الجوفية شجعت الوزارة على تعميم التجربة.
وعن توزيعة إنتاج مصر من الأسماك قال، إن 70% من الإنتاج تقدمه مزارع السمك و6,5% من نهر النيل و14% من البحيرات وأكبر البحيرات المنتجة البرلس والمنزلة وتقدمان ثلثى إنتاج البحيرات تليهم بحيرة ناصر والبحر المتوسط يقدم 388 ألف طن بينما نفى انخفاض الإنتاج السمكى لبحيرة البردويل مقارنة بأيام الاحتلال الإسرائيلى.
وأوضح أن إنتاج "البردويل" من الأسماك خلال الاحتلال الإسرائيلى بلغ 1800 طن فى حين الإنتاج الحالى لها 4 آلاف و700 طن، مشيرا إلى أن إنتاج البحر الأحمر تراجع من 73 ألف طن إلى 43 ألف طن بسبب الصيد الجائر، مؤكدا عدم إمكانية التوسع فى عمليات الصيد حماية للشعاب المرجانية، وأضاف عثمان أن مصر بها 100 جمعية تعاونية تعمل بالاستزراع السمكى تضم 95 ألف عضو.
وقال عثمان، إن هيئة تنمية الثروة السمكية انتهت من إعداد خرائط التصوير الجوى الجديد للبحيرات الشمالية فى الدلتا، وهى المنزلة والبرلس وادكو ومريوط، وقامت بإيداعها لدى المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة وهيئة المساحة المصرية، تمهيدا لتحديد المساحات الحقيقية للتعديات عليها منذ عام 2010 حتى الآن، وقال إن الخرائط الجديدة للبحيرات تعتمد على صور الأقمار الصناعية للبحيرات لعام 2009، وتدقيقها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية المعروفة بـ "GPS " اعتمادها باعتبارها الخريطة الرسمية للبحيرات الشمالية قبل أن يتم التعدى عليها من المخالفين، موضحا أن صور الأقمار الصناعية تحدد بدقة مساحات التعديات.
بينما أشار إلى أن الحكومة تقوم حاليا بإعداد مخطط جديد للحفاظ على بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، باعتبارها ضمن المحميات الطبيعية، وأنقى بحيرة طبيعية فى العالم، والتى تتميز بإنتاجها من أفخر أنواع الأسماك فى العالم مثل الدنيس والقاروص، وأضاف رئيس هيئة الثروة السمكية أنه تم البدء فى تنفيذ مشروع جديد للأقفاص السمكية البحرية فى المنطقة المحصورة بين الساحل الشمالى الغربى حتى هضبة السلوم ومناطق جنوب البحر الأحمر وكذلك بعض البحيرات الداخلية مثل بحيرة قارون ووادى الريان، بالإضافة إلى البحيرات المرة ومنطقة بحيرة ملاحة بور فؤاد تكون بديلا لأقفاض النيل.
وقال إن الهيئة بدأت المرحلة الأولى لإنشاء مزرعة نموذجية للإنتاج السمكى على مساحة فدانين كنموذج للاستزراع السمكى على أن تكون على دورتين مدة الدورة الواحدة 6 أشهر تحقق إنتاجية تتراوح ما بين80 إلى 120 طن سنويا من أسماك البلطى والبورى والطوبار، وأضاف عثمان أن مشروع الأقفاص البحرية الجديد سيتم البدء فى تنفيذه ببحيرة البردويل التى تعد أنقى بحيرات العالم ومن ثم لابد من الحفاظ عليها من التلوث لافتا إلى أن الجانب الإيطالى يقوم بتقديم منحة إلى مصر تصل إلى 37 مليون جنيه للبدء فى تنفيذ خطة لإقامة مشروع "عملاق" للأقفاص السمكية البحرية يكون بديلا للأقفاص السمكية فى نهر النيل.
وأشار رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية إلى أن بداية مشروع الأقفاص السمكية بنهر النيل كانت ناجحة، وتمت إزالتها، بدلا من تقنين أوضاعها طبقا للاشتراطات البيئية لضمان جودة نوعية مياه النيل، والحفاظ عليه من التلوث.
وأضاف عثمان: "يقوم المشروع على إنشاء مفرخ سمكى بحرى بطاقة 4 ملايين أصبعية سنويا وذلك فى مدينة الإسكندرية يستهدف تغطية احتياجات المزارع السمكية من الأسماك البحرية لتقليل ومنع الصيد الجائر للزريعة من البحرين المتوسط والأحمر، بالإضافة إلى إقامة مركز تدريب للصيادين بالإسكندرية "الكيلو 21"، على أعمال استزراع الأسماك البحرية بالكيلو 21 بالإسكندرية، بالإضافة لإقامة مشروع للأقفاص السمكية البحرية فى منطقة بحيرة البردويل "البالغ مساحتها 160 ألف فدان" لتنمية الإنتاج السمكى من البحيرة وتدريب الصيادين على طرق التربية المختلفة للأنواع البحرية مما يدفع إلى مضاعفة الإنتاج فى البحيرة .
"الثروة السمكية": إنتاجنا زاد 700 ضعف مقارنة بالثمانينيات.. و83% من الإنتاج لصالح محدودى الدخل.. وندرس الاستزراع التكاملى بالصحراء.. ومصر الأولى أفريقيا فى إنتاج السمك بنسبة 71% والثامنة عالميا
الأربعاء، 26 سبتمبر 2012 02:44 م
الدكتور محمد فتحى عثمان رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية