جمال نصار

أهمية زيادة الإنتاج لبناء مصر «1»

الخميس، 27 سبتمبر 2012 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما يعالج قلة الإنتاج تشجيع العمل على زيادته، وترجع قلة الإنتاج إلى عدم استغلال موارد الثروة على كثرتها وتنوعها، وذلك إما جهلا وإما كسلا وإما لأسباب أخرى، وأهم ما يتحقق به زيادة الإنتاج: مضاعفة استخدام الطاقة اللازمة للاستغلال، سواء فى ذلك الطاقات البشرية والطبيعية والميكانيكية وما يُستحدث من طاقات أخرى، وتوسيع قاعدة العمل وتعدد مجالات النشاط الاقتصادى، وتحسين الإنتاج، وحماية الثروة ومنابعها من التلف، وتعميق المعنى الجماعى والتمكين للروح التعاونية بين الأفراد والجماعات والدول.

أولا: مضاعفة الطاقة والجهد: وذلك يتطلب توجيه الطاقات لاستخراج كنوز الأرض والإفادة من مدخرات الكون لتحقيق الكفاية الإنتاجية، والعمل الدائب المستمر والإفادة من كل جهد، والمقصود بالعمل هنا كل نشاط فكرى أو بدنى مادى أو أدبى يهدف إلى الخير للفرد وسعادة المجتمع.

وقد قرر القرآن أن نتيجة هذا النشاط هى الحياة السعيدة الطيبة، قال تعالى: «من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»
والإسلام ليس دينًا روحيًا يعزل العلائق المادية، فهو دين واقعى ومثالى فى هذه الواقعية، فكما أن المسلم مأمور بأداء الصلاة وهى العلاقة الخاصة بين العبد وربه مأمور أيضًا بالسعى لطلب الرزق والكفاح من أجل لقمة العيش.

ولا يرضى للمسلم أن يقنع بالدون وهو قادر على الكمال، فالله يحب معالى الأمور ويكره سفسافها، وقد جعل الإسلام العمل ضريبة على الفرد للمجتمع الذى يعيش فيه.

والرجل الحر الأبى لا يرضى أن يوصف بالكسل والعجز، والإسلام يشجع على ابتكار الوسائل الجديدة للاستغلال التى تتطور مع الزمن وتناسب مقتضيات العصر، وتواجه واقع الحياة لتغطى مطالبها. وما من شك فى أن الآلات والوسائل البدائية للاستغلال تستنفد طاقة بشرية كبيرة، فى الوقت الذى لا تنتج فيه إلا قليلا لا يجارى نمو عدد السكان وتعقد مطالب الحياة.

والعلم والاختراع وتبادل الخبرات خير ما يفيد فى هذا المجال، ولا يخفى على أى إنسان موقف الإسلام من العلم، ذلك الموقف الذى لا يوجد له مثيل فى أى دين من الأديان. وهو إذ يشجع العلم ويُكرّم العلماء، يريد بالعلم كل معرفة صحيحة تجلى أسرار الكون وتزيد من ذخائره وتدعم اليقين بالله وتخدم المجتمع وتعمر الأرض بالخير.

وإذا أمعنا النظر فى الآية الكريمة التى يقول الله سبحانه وتعالى فيها: «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود.. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور».

تنكشف لنا أهمية علوم النبات والحيوان والإنسان والطبيعة والكيمياء والجيولوجيا والفلك والحيوان والمساحة والطب وغيرها؟ ذلك هو موقف الإسلام من مضاعفة الجهد واستغلال كل القوى والطاقات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة