فى محلات لا تتجاوز مساحتها بعض الأمتار، يقضون ليلهم بالعشرات الواحد فوق الآخر، ليستيقظوا مع إشراق الشمس الأولى فى مجموعات متجهين إلى أحد أرصفة التجمع غير مبالين بحرارة الشمس أو برد الشتاء نمر عليهم يوميا لنراهم بملابسهم لا تتغير، وبنظرات اليأس التى تملأ وجوههم، وهم يبحثون عن عمل يأكل شبابهم، دون أن يترك لهم أمل فى المستقبل أو فائض، يضمنون به طعام ونومة الغد، أو أمان من الشيخوخة التى يعرفوا أنها بمجرد أن تأتى لن يطلبهم أحد ولن يؤمنهم أحد منها.
هكذا نرى جميعا عالم عمال الترحيلة واليومية من الخارج ولكن كيف يدور هذا العالم من الداخل؟ وكيف يعيش أصحابه؟ وهل غيرت الثورة فيهم أو أعطتهم أمل جديد فى المستقبل، وخصوصا بعد حصولنا للمرة الأولى فى تاريخ المحروسة على رئيس منتخب؟ هذا ما حاولت اليوم السابع أن تتعرف عليه من داخل عالم عمال الترحيلة فى هذا التحقيق.
" اتقى ربنا فى الشعب المصرى و بص للناس الغلابة " كلمات وجهها العديد من عمال الترحيلة، للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، ففى تمام السابعة صباحا يجلس العديد من عمال الترحيلة والذين أصبحوا لا يقتصروا على الرجال فقط فمع ضيق العيش الذى يزداد كل يوم، أصبحت تتجه الفتيات أيضا للبحث عن عمل ولو رفع الرمال والحجارة على الأرصفة، من اجل انتظار أى شخص أو سيارة نقل تنتظر على الطريق و بداخلها أحد مقاولى الأنفار.
بمجرد نزول المقاول من السيارة يلتف حوله العشرات آملين، أن يختارهم للعمل، و بعد ذلك يتحدث المقاول للعمال عن طبيعة العمل سواء كان فى البناء و المعمار، أو فى حصد المحاصيل الزراعية و بعدها يتم تحديد مكان العمل.
قال "سعد ابراهيم " 47 سنة، من قرية ميت السباع، متزوج و له أربع أبناء" أنه يخرج يوميا من بيته عقب صلاة الفجر، ليجلس على هذا الرصيف فى انتظار أى شخص أو مقاول يعطف عليه و يأخذه معه للعمل، موضحا أن هناك أيام تكون اليومية 10 أو 20 جنيه و أيام أخرى لا نجد، أيام نحمل الرمل وأيام نحمل الطوب، واصفا هذا بالذل لأن تلك الجنيهات القليلة لا تكفى قوت يومهم.
و أضاف إبراهيم، أنه حاول أكثر من مره الحصول على وظيفة حكومية و لكن رد فعل المسئولين كان "فوت علينا بكره يا أستاذ" موجها رسالة للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية قائلا " اتقى ربنا فى الشعب المصرى و بص للناس الغلابة ".
و أشار نبيل عبد المنعم 58 سنة" الى أنه رغم كبر سنه، و عدم قدرته على العمل، إلا أنه يخرج يوميا عقب صلاة الفجر من أجل الحصول على لقمة العيش لأبنائه، مضيفا إلى أن لديه 3 أولاد وأربع بنات وفى حالة عودتى إلى البيت بدون أى مبلغ مالى لجلب أى طعام لأبنائى، يقوم الأولاد بالخروج للعمل فى أعمال العمارة أو العمل فى الأراضى.
ووجه عبد المنعم، رسالة للدكتور محمد مرسى قائلا " الله يعينك و يقويك و تشوف مصلحة الشعب لأنك منتخب من قبل الشعب، مطالبا بعيشة كريمة وتوفير وظيفة لأبنائه.
و تابع عبد الستار على محمود، متزوج وله 3 أبناء قائلا "لست أتمنى سوى لقمة عيش ودخلا ثابت من وظيفة حلال تتوفر لنا وذلك بدلا من الجلوس على الأرض والرصيف فى انتظار من يرضخ لحالنا مع العلم اننى أسكن فى شقة دور ثانى وإيجارها 300 جنيه شهريا بالإضافة إلى هناك من ينام فى الجامع وتحت الكبارى ولا يملكون من يسأل بهم فأين المسئولين من هؤلاء".
وعندما توجهنا إلى إحدى الفتيات التى خرجن من بيوتهن، من أجل جلب لقمة العيش، قالت فايزة على 26 سنة، إنها تركت الدراسة بعد حصولها على شهادة الإعدادية من أجل مساعدة والدها غير القادر على الكسب مضيفة، أنها تخرج يوميا من بيتها فى السابعة من صباح اليوم، فى انتظار أى مقاول أو مزارع يأخذها معه للعمل.
و ذكرت فايزة، أنها تتعرض للكثير من التحرشات الجنسية، ولكن تصبر من أجل لقمة العيش لمساعدة والدها الغير قادر على الكسب.
عمال الترحيلة على الرصيف فى انتظار لقمة العيش.. و يطالبون الرئيس بتوفير وظائف لأبنائهم.. أحد العمال لـ"مرسى" اتقى ربنا فى الشعب و بص للناس الغلابة.. عاملة: أصبر على التحرشات من أجل مساعدة والدى
الخميس، 06 سبتمبر 2012 04:25 ص
عمال الترحيلة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء نبوى
اعلمو قيمة جمال عبد الناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمد
هما دول اللى اختاروا محمد مرسى رئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
اللجنة الإلكترونية اليسارية