بعد أن وصلوا إلى قمة هرم السلطة، ولم تستقر لهم تماما كل أركان الحكم، أحب أن أقول للإخوان بعض ما أراه صالحًا لهم ولمصر كلها فى عهدهم.
وهى عبارة عن ملاحظات قد تخرج أحيانا فى شكل واجبات، وأولها: توسيع دائرة ثقة الإخوان فى غيرهم، وهذا يعنى ضرورة التخلى قليلا عن ثقتهم المحصورة فقط فى اتباعهم أو من يتعاطفون معهم.. والسبب فى ذلك أن الكفاءات البشرية فى مصر ليست محصورة كلها فى الإخوان، بل إنها موجودة فى مختلف التيارات، وكذلك فى المستقلين الذين لاينتمون لأى تيار سياسى معين.. ثانيا: ضرورة إدراك أن المبادئ التربوية والأخلاقية، التى تركها حسن البنا للإخوان لا تنطبق تمامًا على حركة الحياة السياسية، التى أصبحوا الآن فى قلبها، وهذه الحركة تتطلب اتخاذ قرارات وتنفيذ إجراءات عملية تطالب بها جماهير الشعب بصورة عاجلة، ولا ينفع معها أسلوب التهدئة الدينية، التى تعتمد فى نصف خطابها تقريبًا على الوعد بنعيم الآخرة..
ثالثا: أهمية إدراك أن عدد الناخبين الذين صوتوا للإخوان فى الانتخابات يبلغ ثمن عدد المصريين جميعًا، وأن نسبة كبيرة قد انحازت إليهم هربًا من مرشح النظام السابق، الذى أذاق مصر الأمرين، ولذلك فإن أى حزب، أو أحزاب أخرى قادمة، سوف تكون منافسا قويا وخطيرا للإخوان، الأمر الذى يتطلب منهم بذل جهد مضاعف لتحسين أحوال المصرييـن، والتقدم بمصر خطوات سريعة إلى الأمام، بدلا من حالة البطء الواضح فى اتخاذ القرارات، والتراخى فى تنفيذ الإجراءات.. رابعا: إن تغيير عادات وتقاليد الشعب المصرى التى استقرت منذ مئات السنين لن يستطيع أى اتجاه أو تيار سياسى أو اقتصادى أن يغيرها بين يوم وليلة، لذلك ينبغى أن تكون قرارات الإصلاح متمشية مع تلك التقاليد والعادات، وليست صادمة لها.
ومن الغريب أن محمد على أدرك هذه بينما لم يدركه جمال عبد الناصر عند تطبيق مشروعيهما للنهضة.. خامسا: إن متطلبات الثورة التى مهدت لمجىء الإخوان أنفسهم لم يتم تحقيق أى منها حتى الآن، مع أن بعضها لا يتطلب تمويلا ولا إمكانيات مستحيلة.. ومن ذلك ضرورة تغيير المحافظين، والإتيان بهم عن طريق الانتخاب من محافظاتهم، وضرورة تطهير المحليات من الفساد الذى طفح فيها أثناء النظام البائد، ومازال مستمرا، ومن ذلك عدم إحكام السيطرة على توزيع الغاز، والوقود السائل، ورغيف الخبز الذى وصل إلى أدنى حالاته! سادسًا: عدم اتخاذ قرارات سريعة بشأن المعاشات، وتقنين الحد الأدنى والأقصى للأجور، والقضاء على ظاهرة المستشارين ومايتقاضونه من مكافآت باهظة، بالإضافة طبعا إلى عدم صدور قانون عادل للضريبة التصاعدية التى تجعل رجال الأعمال يشاركون بصورة حقيقية فى تنمية البلاد.. سابعا: الحد من التصريحات المختلفة والمتضاربة أحيانا لقيادات من الإخوان، وذلك بتحديد متحدث رسمى للجماعة، وآخر للحزب، وثالث لرئاسة الجمهورية مع إمكانية استيعاب تلك القيادات فى الجهاز التنفيذى للحكومة، حتى يدخلوا فى مسيرة العمل التنفيذى، بدل الكلام! ثامنا: لا داعى على الإطلاق مواجهة جهات مثل الإعلام والفن بقرارات فوقية، فهذه المجالات انعكاس للمجتمع والسلطة، وحين يبدأ هذان فى الاتجاه الصحيح، سوف تصلح هذه المجالات من نفسها بنفسها، لأن ما تقدمه من أمور تافهة لن يكون له محل.. فى مسيرة جادة.. تاسعًا: لابد من الابتعاد ما أمكن عن محاكاة النظام البائد فى طقوسه، وجعل الشعب المصرى يشعر بأن نظاما جديدا قد أصبح هو السائد.
عاشرا: إن يتحلى الإخوان بمسامحة من عذوبوهم فى الماضى، محتسبين ذلك عند الله تعالى، مع ضرورة تطبيق القانون بحسم على المجرمين والمفسدين.
بلال
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
مقال جيد ولكن ...
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن بيحب مصر
الى صاحب التعليق رقم1
اوجزت فانجزت يااخ عصام الله يفتح عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
mostafa
ماذا قدم عبد الناصر لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محب
نصائح غالية