كشف خطاب بخط يد "مانفريد روميل" ابن القائد الألمانى "إيروين روميل" الشهير بـ "ثعلب الصحراء" عن اللحظات الأخيرة لحياة أحد قادة الحرب العالمية الثانية، بعد أن أمره هتلر بالانتحار بسم السيانيد.
وأوردت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن مانفريد –المراهق، فى ذلك الوقت- ذكر فى خطابه أن والده أوضح له أنه يتوجب عليه أن ينتحر بالسم بعد أن تورط فى مخطط لاغتيال الدكتاتور النازى أدولف هتلر.
وذكرت الصحيفة، أن المارشال روميل توفى خلال خمس ثوان من تناوله كبسولة السيانيد، أثناء جلوسه فى المقعد الخلفى بالسيارة التى كانت تنقله من منزله إلى المستشفى.
وأقدم مانفريد على كتابة هذه القصة فى 27 أبريل عام 1945، عندما امتلك الحلفاء كل شىء وانتصروا فى الحرب فى أوروبا، مشيرا إلى أنه يعتقد أنه قد تم إملاؤها عليه كما هى باللغة الإنجليزية.
واضطر روميل للانتحار "الشريف" -على حد وصفه - فى أكتوبر من عام 1944 لتجنيب أسرته المعاناة، حيث اتهم بالتآمر ضد هتلر ووضع أمامه الاختيار بين الانتحار أو المحاكمة التى من شأنها أن تؤدى إلى إدانته وإعدامه والتسبب فى الألم لعائلته.
وقال مانفريد فى خطابه "إنه عند الساعة 12 ظهرا استقبل والدى جنرالين بالجيش الألمانى، وأنه بعد حوالى ثلاثة أرباع ساعة التقيت بوالدى وهو قادم للتو من غرفة والدتى، ثم قال لى "إن أدولف هتلر منحه الاختيار بين تناول السم أو مثوله أمام محكمة الشعب".
وكان أدولف هتلر قد سمح أيضا لرومل معرفة أنه فى حالة قيامه بالانتحار فإنه لن يحدث شىء لأسرته، وأضاف مانفريد فى خطابه "أنه بعد أن ودعنى أبى، غادر المنزل وهو يرتدى الزى العسكرى، ونحن بصحبته إلى السيارة، حيث حياه الجنرال بهايل هتلر- يحيا هتلر-".
وتابع "ودخل والدى السيارة أولا وجلس بالمقعد الخلفى وتبعه الجنرالان، وتحركوا بالسيارة، وبعد 15 دقيقة من ذلك تلقينا مكالمة هاتفية من المستشفى العام بأن الجنرالين أحضرا والدى إلى هناك، وأنه على ما يبدو أنه مات نتيجة لتعرضه لسكته دماغية".
وذكر فى خطابه قائلا "إننى وفى حديثى الأخير مع والدى قال لى، إنه مشتبه فى أنه تواطأ فى المؤامرة فى 20 يوليو 1944، وأن "الفوهرر"، كما كان يطلق على "هتلر"، لا يرغب فى خفض مكانته مع الشعب الألمانى، لذلك عرض عليه فرصة الوفاة الطوعية عن طريق أقراص السم، والتى سيكون لها تأثير مميت فى غضون 5 ثوان، وفى حالة رفضه لذلك، كان سيتم القبض عليهم على الفور".
وقال برنارد باس، من قاعة بوسلى لمارلو للمزادات، فى باكز، حيث تباع الوثيقة، إن "ابن رومل يجب أن يكون قد ذهب إلى الحلفاء، وقدم هذه القصة الحقيقية لما حدث لوالده، بدلا من تلك التى كانت قد صدرت عن جهاز الدعاية النازية، مضيفا أن روميل كان بطلا قوميا وشعبيا فى ألمانيا مثله مثل هتلر".