الأمل والتفاؤل من سمات الناجحين المتميزين، وضدهما من التشاؤم وغياب الأمل من صفات الفاشلين وأصحاب القدرات الباهتة والإمكانيات البسيطة، فكل عالم مشهور أو تاجر كبير أو أى فنان مبدع أو أى متميز فى مجال عمله، لم يصل إلى ذلك إلا بالأمل والتفاؤل والعمل الجاد برغم الصعاب التى تواجه أى إنسان فى بداياته الأولى، فالتفاؤل يصنع الحياة، ولولا كون النفوس متفائلة لتوقفت الحياة على أصعب الأمور.
إن تحلى الإنسان بروح الأمل والتفاؤل يجعله قادرًا على مواجهة الصعوبات، وتحمل أعباء الحياة كما يعوده على الصبر والشجاعة والثبات فتهون الشدائد وتفرج الكروب ويتحول العسر إلى يسر، كما قال عمر بن عبدالعزيز، رضى الله عنه، فى خطبته لمّا ولى الخلافة: أيها الناس إن لى نفسًا تواقة لا تعطى شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أعلى منه، وإنى لما أعطيت الخلافة تاقت نفسى إلى ما هو أعلى منها وهى الجنة.
وهناك علاقة جدلية بين الأمل والتوكل، إذ إن الأمل لا يكون له أى قيمة إلا إذا ارتبط بالتوكل وفى ظل غياب التوكل يفقد الأمل، لأن التوكل يؤسس للثقة فى الله والرجاء فى ثوابه كما يدفع الإنسان للأخذ بالأسباب والتأهب المستمر للقيام بالفعل والتسلح بالإرادة القوية والعزيمة الثابتة مما يحول الضعف إلى قوة والفشل إلى نجاح والقلة إلى كثرة.
فالكون كالصدى، إذا صرخنا بكلمة «فشل» سنسمع كلمة «فشل» فى كل شىء.. من الجيد أن الحياة تتلون بالطريقة التى ننظر بها إليها، وبعبارة أخرى، تشبه السعادة نظرتنا إلى حالتنا الذهنية الخاصة بشكل غريب.
خلاصة القول، إذا كنا متشائمين، فيبدو لنا العالم كئيبًا وشريرًا، لأن الذى يضع نظارتين سوداويين لا يفاجأ برؤية عالم مظلم. فضلاً عن ذلك، يعيش الشخص العصبى حياته فى خداع بصرى، ويتساءل: لماذا أنا غير سعيد؟ فهو أدخل سوء الحظ بنفسه إلى حياته، وينتهى بالنظر إلى العالم بطريقة فرضها هو على ذاته.
أود أن أقول، برغم كل ما يحدث من حولنا من مشاكل وأزمات: علينا أن نتفاءل وأن نُقرن الأمل بالعمل، فلن تكون لنا قائمة أو قوة وتقدم إلا بالعمل المتواصل الجاد، ومن ثمَّ هناك بعض النصائح التى من الممكن أن تفيد فى هذا السياق: عوّد نفسك أن تصبح قــويًا، وحاول أن تتحدث عن الصحة والسعادة، اجعل أصدقاءك يشعرون بأن فى كل منهم شيئا مهما، عوّد نفسك أن تنظر إلى الجانب المشرق فيما ترى وتسمع، فكِّر فى الأفضل، وتحمّس لنجاح الآخرين، كما تتحمس لنجاحك، وعوّد نفسك نسيان أخطاء الماضى، استخدم المستقبل لإنجاز أهدافك، وحاول بجدية أن تكون ودودًا، واجتهد أن تقضى وقتًا أطول فى تطوير نفسك بحيث لا يبقى وقت لانتقاد شخص آخر، وعوّد نفسك أن تكون عصيًا على الهموم، حليمًا عند الغضب، سعيدًا بحيث لا تسمح بحضور ما يعكِّر صفو حياتك.
لعلنا فى الأيام القادمة نشهد حرص الجميع على المساهمة الحقيقية فى بناء مصر والسعى لخيرها وتقدمها، دون محاولة البعض هدم المعبد بما فيه. حفظ الله مصر من كل سوء، وكل عام وحضراتكم جميعًا بخير.
عدد الردود 0
بواسطة:
الطيب
يسلم فمك