أكد أنه لن يقبل بالوسطية والمحسوبية والرشاوى فى التعيينات وإجرائها بشفافية ومن خلال مسابقات تجريها الدولة بشكل رسمى يراه الجميع علنا، الدكتور محمد مختار جمعة؛ وزير الأوقاف، الذى حمل على عاتقه توثيق الصلة بين الأزهر وذراعه الدعوى التنفيذى "الأوقاف" لضمان وسطية المنابر وصعود المنابر للأزهريين فقط، وكان لنا معه الحوار التالى...
هل تعتزم وزارة الأوقاف السيطرة على كافة مساجد مصر؟
لابد أن نسعى بجد ودأب على أن تبسط وزارة الأوقاف سيطرتها على كافة المساجد وعلى كل ركن دعوى فى مصر، بحيث تكون كل المساجد تحت مظلة الأوقاف والمظلة الكبرى هى الأزهر الشريف بحيث لا يعتلى منبر النبى صلى الله عليه وسلم إلا دارس متخصص من أبناء الأزهر الشريف من المتخصصين المدربين سواء أكان إماما وخطيبا بالأوقاف أم كان واعظا بالأزهر الشريف، وفى إطار ذلك ننسق مع الوعظ والأزهر الشريف لتغطية مساجد الجمهورية كلها وفق خطة معدة.
كيف يتم ذلك؟
نعم فتحنا الباب أمام جميع خريجى الأزهر الشريف للتقدم والعمل كخطيب بنظام المكافأة ممن يعملون بالمعاهد الأزهرية والوعظ للتقدم للعمل بالخطابة، وذلك حتى نسد الفجوة ونبسط سيطرتنا على كل المساجد بإذن الله.
الوزارة قررت وقف جمع التبرعات أو أى أموال فى المساجد فما شكل التبرعات التى تقبلها؟
نعم الإطار الذى نعمل من خلاله هو إطار الشرع والقانون ونعمل من خلالهما، والشرع يقول فى هذا الصدد عليك أن تتأكد أن زكاتك وصدقتك تقع فى يد المستحق حتى لا يضار المال وحتى يتحقق المقصد من المال ومن الصدقة ونعمل فى إطار القانون، وأنا أؤكد أن جمع المال بدون رخصة أو تصريح رسمى من الجهات المختصة أمر يحاسب عليه القانون ونحن سنقوم بتطبيق القانون بحزم على كل من يجمع الأموال بدون تصريح رسمى أو ترخيص رسمى.
هل سيطبق الأمر على كافة الجهات حتى الجمعيات الخيرية؟
الجهات المرخصة أو الملحقة بالمساجد أو لجنة زكاة ملحقة قانونا بمسجد فما يجمع بشكل رسمى وفق إيصالات معتمدة فهو صحيح ومالا يجمع بإيصال فهو جمع بدون ترخيص، فإذا أنت كنت تريد أن تتصدق أو تعطى مالا فلابد أن تأخذ به إيصالا معتمدا وأن تتأكد من صدق هذا الإيصال وصحته ورقم الجمعية وإن ارتبت فى شىء فاذهب إلى وزارة التضامن وأعطهم الإيصال وأمرهم بمراجعته ومحاسبته ونحن نطالب وزارة التضامن والجهات المختصة بتشديد الرقابة على مسألة جمع المال بحيث يخرج من يد المتصدق إلى يد المستحق فعلا، ونؤكد على المتصدق بأن لا يدفع مالا بدون سند قانونى والحصول على إيصال معتمد، أما الذى يقف بصندوق أو كيس على الطريق أو إمام مسجد فهذا فى الغالب الأعم لا يذهب إلى حيث قصد به، وحتى نتسم بالشكل الحضارى فى جمع التبرعات بأن تتصدق الناس فى المكان الرسمى لضبط مال المصريين.
كيف تحاسبون من يستخدم المساجد فى جمع المال بالمخالفة للقانون؟
إن كان من أبناء الأوقاف اتخذنا ضده الإجراءات القانونية اللازمة لردعه، وإن لم يكن من أبناء الوزارة أحلناه إلى الجهات المختصة بأدلة وأوراق تحت يدنا فسوف نقدم هذه الأدلة للجهات المختصة، ونحن نناشد هذه الجهات تفعيل قانون عقوبة جمع المال بدون ترخيص.
كيف تسير التعيينات فى الوزارة خاصة بعد تركة مثقلة من فساد وتعيينات وهمية كشف عنها مسبقا؟
من المنطقى أن نناقش هذا الأمر، فقد وضعنا معايير أولها الكفاءة، والعدالة والشفافية، ونشكل لجان متخصصة من عمداء الكليات ومن كبار وكلاء الوزارة ومن كبار العلماء والمتخصصين والهدف الأول وبخاصة فى مجال الدعوة أن يكون من يعتلى المنبر أزهريا خالصا قلبا وقالبا شكلا ومضمونا سمتا وأداءً فكل من يحقق الفكر الإسلامى الوسطى الذى يحمل لواءه الأزهر الشريف هو ما نسعى إلى تأصيله، وفى جانب العمال وكل جوانب الوزارة نسعى إلى تكافئ الفرص وأن يكون التعين من خلال تعيينات أو المسابقات العامة بضوابط واضحة لا مجال فيها للمحسوبية ولا للرشاوى.
ماذا تقول لمن يبحث عن فرصة عمل ويأمل أن يعين بالأوقاف بالطريقة القديمة؟
أوجه تحذيرا لهم ولكل أبناء مصر ممن كانوا يفكرون فى التعيين كعمال أو كذا أقول لهم إذا دفعت أى مال لأى إنسان فتأكد أنه ينصب عليك، ويأكل سحتاً وأنه لن يستطيع لك أن يفعل شيئً، وأقول كما أعلنت سابقاً إن أى تعيينات لا تنشر على الموقع الرسمى للوزارة هى تزوير وتدليس ولا أصل لها.
فمن أوهم أحداً أنه عينه أو أنه سيعينه فإنه يبيع له الوهم، وأؤكد مرة أخرى وأحذر من دفع أى أموال بأى شكل من الأشكال لأى شخص وعليه بأن يبلغ عن هذا الشخص ويعلم بأنه مدعى وأنه لم ولن يستطيع أن يقدم له شيئا لأننا لن نعترف بأى تعيينات لم تصدر بقرار وزارى وتنشر عبر الموقع الرسمى للوزارة ولك أن تتوقع من ادعاءات أى شخص من خلال موقع الوزارة الرسمى، وتبع ذلك خطابا من المديرية التى أنت فيها مصدق من الوزارة وصورة من القرار الوزارى وإلا فأنت تشترى الوهم والهواء.
ما هى فكرة القوافل الدعوية.. وماذا تقدم.. وهل هناك تخطيط لتعميمها على مستوى الجمهورية؟
نعم هناك فكرة لتعميمها على مستوى الجمهورية، وقد بدأنا بقافلة واحدة فى الشهر وبعدها قافلة كل أسبوعين والآن قافلة فى الأسبوع الواحد وانطلقنا إلى محافظات المنيا والغربية والسويس والمنوفية وحلوان والغربية ونسعى أن تعم هذه القوافل بتنسيق وتوجيه وإشراف كامل من الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالتنسيق بين الأوقاف والأزهر ونسعى لتعميمها وقد بدأنا فى تسيير قوافل داخلية وخارجية من علماء الأزهر ووزارة الأوقاف فى كل ربوع مصر فى آن واحد وهذه القوافل تسعى إلى ترسيخ القيم والأخلاق والفكر الوسطى.
ماذا عن إلغاء النقابة "الإخوانية" واستبدالها بنقابة الأئمة والدعاة ومنحها مقرها فى مسجد الفتح؟
لم تكن هناك نقابة أصلا.. ولم يصدر ترخيص بهذه النقابة التى كانت يسعون إليها وبالعكس فهذه محاولة من فصيل ما أراد أن يخطف أو يوجد له دوراً على حساب الوزارة وحتى على حساب الأزهر نفسه فحاول أن يصنع نقابة ويجعلها فوق الأوقاف وفوق الأزهر وفوق القانون ويجعل من ينتقيه له صفة فوقية.
وحاول بعض من أسسوا هذه النقابة الخروج حتى عن نطاق الأزهر، وبالعكس قالوا سنفتحها لخريجى الأزهر وغير خريجى الأزهر، وسنفتحها للمتخصص وغير المتخصص، وأنا قلت لو أن إنسانا ذهب إلى طبيب عيون ليجرى جراحة فى عينه ووجده طبيب عظام فهل يقبل المريض أن يجرى له الجراحة حتى ولو كان طبيبا فما بالك لو لم يكن له علاقة بالطب، فما بالك بدين الله حيث أراد هؤلاء أن يفتحوا النقابة لكل من هب ودب وأن يسيروا الدعوة فى مصر على هوائهم.
لكن شاء الله أن تعود الأمور إلى نصابها وأن تعود اللحمة بين الأوقاف والأزهر، ولما كان هذا المكان المحتل فى مسجد الفتح لا علاقة له لا بالأوقاف ولا بالأزهر ولا بالمنهج الدعوى الرصين كلفنا وكيل الوزارة بسحب المقر الذى أخذوه فى ظروف معينة ونحن نستفيد بأبناء الوزارة وكل الجهود ونلتقى بالجميع كل الشباب والطوائف وكل أبنائنا ونحن نلتقيهم ونستمع إليهم ونتفهم مشاكلهم وما يكون عندهم من بعض الأفكار تضيف إلينا فالحكمة ضالة المؤمن.
ونؤكد أن كل من يعمل تحت لواء الأزهر ووسطيته فهو منا ونحن منه وطالبت الجميع بأن نتوحد تحت مظلة واحدة وأنا طبعا فى خدمة الوطن وفى خدمة الإسلام والدعوة وفى خدمة الأزهر الشريف وفى خدمة أبناء الوزارة من أبناء الأزهر الشريف.
كيف تواجه الوزارة حالة التطرف والعنف الفكرى والبدنى فى سيناء؟
بالطبع بدأنا فى ذلك بداية من القيادات الكبرى فأرسلنا قيادة أزهرية خالصة أثنى عليها جميع المسئولين قلبا وقالبا من الوسطيين فى الفكر، وأقول إن سيناء أولوية لكل وطنى مخلص وسيناء مصرية رويت بدماء مصرية ولها حق على كل مصرى.
وهى أولوية بالنسبة لنا جميعا وهى أولوية للحكومة وأولوية للأوقاف والأزهر ونسعى لبسط المنهج الأزهرى الوسطى بها ونحن ندعمها بقوافل متتابعة من علماء الأزهر والأوقاف المشتركة بين الجانبين من خيرة الدعاة نمد بها أبناء سيناء وباقى الوطن.
وزير الأوقاف فى حواره لـ"اليوم السابع": لن نسمح لغير الأزهريين بصعود المنابر.. وسنتصدى لمحاولات جمع الأموال فى المساجد دون سند قانونى.. وإرسال قوافل دعوية إلى سيناء لنشر "الوسطية" ونبذ العنف
الإثنين، 14 أكتوبر 2013 01:38 م
د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة