أم محمود تزيح عبارة "للرجال فقط" من عالم الكوارع ولحمه الرأس

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 09:39 م
أم محمود تزيح عبارة "للرجال فقط" من عالم الكوارع ولحمه الرأس أم محمود بائعة لحمة رأس
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خاتم ذهبى يلمع فى يد تحفظ طريقها جيدا وهى ترتفع ببلطة وتسقط لتقسم "كارع" ضخم لنصفين يعلن عن سيدة اقتحمت تجهيز وبيع كوارع والرأس، بعيدا عن الأماكن "الحريمى" فى دنيا الجزارة حصلت على موقعها بنفسها، عظام ثقيلة ومخاطر ضربة خاطئة تساوى إهدارا لجنيهات المكسب القليلة، حصرت المهنة فى عالم الرجال تجاهلتهم وهى تتولى قيادة فرشة كوارع ولحمة رأس، سنوات فى هذا العالم الرجالى ذهبت بابنها الأكبر إلى كلية التجارة، والأوسط للثانوية العامة، والأصغر للإعدادية.

منذ قرابة الخمسة وعشرين عام كانت أم محمود تتعلق بمهنه والدها، تجلس إلى جانبه وتعرف أسرارها الرجالى بينما تتعلم باقى البنات صناعة الممبار والكرشة، تنتقل من تعلم التنظيف والصمت إلى التكسير ثم التقطيع، وتقول "كل جزء من ده ليه صعوبة معينه، واللى بيخلى الرجالة هما اللى بيشتغلوا أكثر هو التكسير والتقطيع اللى محتاجين عافية تمسك البلطة والساطور بسهولة لأن أى غلطة بتفسد الحتة وممكن تطير أيد اللى ماسكها".

فى المذبح القديم يستقر زوج أم محمود بمحل متكامل لبيع الكوارع والرأس بينما تستقر فرشتها فى المذبح القديم، قانون خاص يجمعهم تشرحه ببساطة وتقول: "أنا آه بشتغل هنا لوحدى بس كله لحساب جوزى، أنا وعيالى بنقف ونشتغل بس كله لحساب البيت وكلها حاجته، الست اللى تفتح حاجة لوحدها دية تبقى مش محترمه عيلتها، وطالما هو ما بيستخسرش فينا وفى البيت حاجة يبقى ليه أشتغل لوحدى".

خمس سنوات احتاجتهم السيدة الأربعينية لتتحول من بنت تتعلم إلى معلمة فى هذه المهنة، تشرحهم وتقول: "أحنا بنتعلم الصنعة حتة حتة، وبعد وقت بقيت بحتاج حوالى 3 ساعات عشان أعمل الكارع، طبعا فى الشغل الوقت ده ما ينفعش، بالكثير قوى المفروض الموضوع ياخد معايا ساعة، وده الوقت دلوقتى، غير صنعة البيع واستقبال الزبون عشان تقدر تبيع".

المذبح القديم، كلمه تتذكرها أم محمود بلهجة لا تخلوا من الشجن والذكريات مثل الجميع، تشير إلى موقع المذبح قبل إنشاء مستشفى سرطان الأطفال 57357، وتقول: "كانت أيام عز، أول ما بدأت أشتغل كان الكارع بخمسة جنيه دلوقتى وصل خمسين وخمسه وعشرين، وحتى بقينا نبيع كوارع الخرفان عشان الغلابة".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

المواطن السعيد

يبدو ان كاتب المقال كان يعيش فى فرنسا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة