تعتبر مهنة الدباغة وتصنيع الجلود من أكثر المهن التى ترتبط ارتباطا وثيقا بانتهاء عيد الأضحى المبارك، بل تمثل فترة ما بعد العيد أقوى المواسم بالنسبة لها، كنتيجة طبيعية لتزايد كميات الذبح التى توفر أعدادا هائلة من الجلود بأنواعها.
"بشكا، نقال، دباغ، قفيل" هذه هى دورة صناعة كل المنتجات الجلدية، والتى تسمى بمهنة "الدباغة"، وعلى الرغم من اعتقاد البعض بسهولة هذه المهنة، إلا أنها من أصعب المهن والصناعات التى تمر بأكثر من مرحلة، بل وإن أكثر من عامل يشارك فى تصنيع المنتج والحصول على شكله الأخير سواء كان جاكت أو حقيبة أو حتى سجاد.
يحكى المعلم "حسن حمودة"، أحد الجزارين بالمذبح الممتاز، عن دورة صناعة المنتجات الجلدية، أو "الدباغة" قائلا، "الصناعة دى من أصعب الصناعات واللى بتمر بكذا مرحلة، كل مرحلة مختلفة عن التانية، ولها ناس متخصصة بيشتغلوا فيها وميعرفوش يقوموا بدور اللى شغالين فى المرحلة اللى بعدها، فتبدأ الدباغة من أول عملية السلخ بعد الذبح، وبعد كده التسويق وبعده التتبيغ وفى النهاية التشكيل".
يتابع: "اللى بيسلخ ما يعرفش يدبغ واللى بيدبغ ميعرفش يشكل وهكذا، فمثلا أنا بما إنى جزار فبشارك فى الدباغة بالسلخ، واللى بيعتبر من أهم وأصعب مراحلها، لأنها بتعتمد على الدقة والاحترافية فى الحفاظ على سمك معين للجلد، فلازم نحافظ على فصل اللحم تماما عن الجلد، من غير ما نفقد جزءا ولو سنتمتر من الجلد، ولا يطلع الجلد فيه بواقى لحم علشان مايفسدش ويكون صالح للدباغة".
بينما يشرح شنودة أنور، الذى يعمل "نقال" تفاصيل مرحلة التسويق التى تعتبر المرحلة الثانية فى دورة التصنيع أو الدباغة، "تعتبر مرحلة النقل أو التسويق من أهم المراحل، لأننا بنبقى مسئولين عن سلامة الجلد من أول ما بنشتريه من الزبون لغاية لما نوصله للدباغ".
يتابع: "النقال ده عبارة عن موصلاتى يدور بعد صلاة العيد أو فى الأيام الأولى، على جلود بعد عمليات الدبح سواء من الناس العادية أو من البشكار، والذى يعتبر جزار متخصص فى السلخ، وبجمعها وبملحها كويس علشان أحافظ عليها لغاية ما توصل للدباغ وتكون انتهت مهمتى، واللى مدتها ماتزدش عن يوم بالكتير لأن الجلود بتفسد بسرعة".
أما بالنسبة للمرحلة الأخيرة، مرحلة الدبغ والتشكيل، فيقول المعلم "سيد الطماوى" أحد أكبر معلمى المدابغ، "مرحلة الدباغة والشكيل دى فى حد ذاتها بتمر بأكتر من مرحلة، أول ما بنستلم الجلود المملحة من النقال، بننضفها كويس وبنستخدم الأرزة، اللى هى نوع من أنواع مياه النار علشان نطهر الجلد، بعد كده مرحلة "الحلق"، ودى اللى بنتحكم فيها بطول الشعر، لو كان المنتج هيبقى جلد خالص من غير فرو بيتحلق زيرو، أما إذا كان فرو يبقى نساويه بس وهكذا".
يتابع: "بعد كده التتبيغ بالكروم وده اللى بيعمل على تماسك الجلد والزيادة من كثافته بحيث يكون صالح للتصنيع، وبعد كل ده بيتصبغ بالرش، وبعدين يتصنع حسب نوعه فإذا كان جلد بقرى دكر، بيكون سميك صالح للأحذية والأحزمة، أما لو كان نتايه يستخدم فى صناعة الجواكت أو السجاد لأنه بيبقى أقل سمك، إنما الجلد الضانى فللشنط والملابس والمنتجات الفرو".
عامل جلود
كتبت جهاد الدينارى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة