"تعرفت على واحد كان موظفا وطلع معاش ومعاه شوية فلوس فتح بهم محل وشغلنى فيه باليومية..ولما المحل خسر وقفله قررت أسيبه فقرر الانتقام منى فكان ليه فى السحر والشعوذة، وبعد أيام تحولت وبقيت شخص تانى لدرجة أن عديم الضمير ربطنى وخلانى لما أكون قاعد مع امرأتى ما باعرفش فطلقتها..نهايته دمر حياتى فقتلته ودا كل اللى حصل..بس أنا خايف من حبل المشنقة.." كانت هذه الكلمات للمتهم بقتل موظف بالمعاش بأكتوبر.
وأضاف المتهم "عبد الحميد.ع" عاطل 35 سنة، لليوم السابع، ولدت فى منطقة الوراق بالجيزة بين 5 بنات شقيقات وأخ، ولم أتلق إلا تعليما بسيطا جعلنى "أفك الخط بالعافية"، وكانت زوجتى من مدينة فايد بالإسماعيلية ونشأت قصة حب بيننا واتفقنا على الزواج، وبالفعل تزوجتها واستأجرت لها شقة فى مدينة السادس من أكتوبر بالحى الـ12 وسكنا فيها، وأنجبت منها 3 أولاد عزة 13 سنة، ومصطفى 10 سنوات، وأحمد 8 سنوات.
تعرفت على شخص يدعى "جمال.أ" 48 سنة، وكان موظفا حكوميا وقام بتسوية المعاش، وكانت لديه أموال كثيرة اشترى بها سوبر ماركت، وطلب منى أن أعمل لديه، وبالفعل كنت أعمل بالمحل مقابل أجر شهرى، لكن المشروع باء بالفشل ومع مرور الوقت قرر هذا الرجل أن ينهى المشروع.
وتابع المتهم، بطبيعة عملى مع هذا الرجل تعرفت عليه جيداً ونشأت بيننا قصة صداقة عرفت من خلالها بأنه تزوج من سيدة مطلقة ولديها 3 أولاد من زوجها الأول، لكن مع مرور الرجل بضائقة مالية تركته الزوجة وذهبت إلى منزل والدتها بعدما فشل الزوج فى توفير لقمة العيش لهم، وكان يلح على ألا أتركه وحيداً، وطلب منى الوقوف بجواره فى أزمته، وبالفعل لم أتركه نهائيا، إلا أنه كان رجلا طائشا فكان يصرف معاشه كاملا على "الشيشة" والخمور فى حين أنه لا يجد ما يشترى به الطعام.
بدأ الخلاف يحتدم بيننا وقررت أن أترك هذا الرجل ـ المتهم يواصل حديثه ـ وشعرت بأنه يحقد على ويحاول الوقيعة بينى أنا وزوجتى، فأكدت له بأننى سأترك المنطقة وأذهب إلى مكان آخر للبحث عن فرصة عمل شريفة تدر على مبالغ مالية أستطيع من خلالها أن أعيش حياة كريمة أنا وزوجتى وأطفالى، الأمر الذى جن جنونه وجعله يقرر الانتقام منى.
وأضاف المتهم، بدأت "الكوابيس" تطاردنى فلم أستطع أن أنام حيث خاصم النوم جفون العين، وأصابتنى حالة هياج وتحولت إلى شخص آخر، ثم كانت الكارثة عندما اكتشفت بأننى "مربوط" فبالرغم من أننى أنجبت 3 أطفال من زوجتى إلا أننى أصبحت لا أستطيع أن أفعل شىء معها عندما أخلو بها، وظهرت أزمة جديدة مع زوجتى وانكسرت عينى أمامها، وانتهى الأمر بالطلاق، وأيقنت أن هناك شخصا ما يريد أن يدمر حياتى، ولم أشك يوما من الأيام فى هذا الرجل الذى كثيرا ما أكلت معه "عيش وملح".
وعن يوم الحادث، يقول المتهم، كنت أشكو للرجل الذى تعرفت عليه العذاب الذى أعيش فيه وأطلب منه مساعدتى، وجلست معه داخل منزله أتجاذب معه أطراف الحديث، حتى جن المساء وطلب منى أن أبات معه، وبالليل تجولت داخل الشقة واكتشفت بأن هناك أوراق سحر وشعوذة تخصنى وأن اسم والدتى مكتوب فى هذه الأوراق، وعرفت بأن هذا الرجل يجيد أعمال السحر والشعوذة وأنه قرر أن ينتقم منى بعدما عرف بأننى سأتركه، فجن جنونى وأيقظته ودار بيننا عتاب واحمر وجهه خجلا ثم أسرع إلى المطبخ واستل سكينا وقال لى بأنه سيقتلنى بعدما كشفت سره، وطعننى بالسكين فى بطعنى من الجانب الأيسر، وبدأ الدم يسيل من جسدى وشعرت بالألم، فخطفت منه السكين وضربته بيدى على وجهه فصرخ فى الشقة وحاول الاستغاثة بالجيران مرددا "حرامى..حرامى" فقررت أن أتخلص منه فضربت رأسه فى الحائط عدة مرات حتى سقط مغشيا عليه، ثم أسرعت نحو الباب وهربت إلى الشارع بعدما بدأ الجيران يتجمعون أمام الشقة.
وأشار المتهم، ذهبت إلى المستشفى التى تم نقل المصاب إليها حتى أستطلع آخر الأخبار، وعرفت بأنه مات، وحاولت الهرب إلا أن الأمن كان متواجدا بكثافة فى المستشفى وألقوا القبض على، بعدما أدلى الجيران بمواصفاتى.
واختتم المتهم حديثه قائلا، أشعر بالندم الشديد على ما ارتكبت من جرم، لكن القتيل دمر حياتى وجعلنى مثل "الخروف" مع زوجتى، وجعلنى أتمنى النوم دون أن أنوله، وقتلته دفاعا عن النفس بعدما حاول التخلص منى.
وكان المقدم أحمد نجم رئيس مباحث قسم أول أكتوبر تلقى إشارة من المستشفى بوصول مواطن مقتول، فانتقل الرائد محمد عتلم والنقيب حسن هانى معاونا المباحث وتبين أن وراء قتل المجنى عليه عاطل فتم إعداد الأكمنة بإشراف اللواء حسام فوزى رئيس قطاع أكتوبر والعميد عبد الوهاب شعرواى مفتش مباحث أكتوبر والقبض على المتهم، الذى أنهار أمام اللواء محمد الشرقاوى مدير المباحث والعميد مجدى عبد العال رئيس المباحث الجنائية بارتكابه للواقعة، وتحرر المحضر رقم 9417 لسنة 2013 بالحادث وأحال اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة المتهم للنيابة التى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء رشاد
سناريو هابط