ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الآلاف من الأشخاص مفقودون بسبب النزاعات لكن التطور فى تحاليل الحمض النووى (دى.إن.إيه) جعلت من الممكن الآن التعرف على هويات القتلى من المقابر الجماعية ليتوافر الدليل لمثول القتلة أمام العدالة، وأن تستريح قلوب الأسر المكلومة.
وقالت الصحيفة- فى تقرير خاص نشرته على نسختها الإلكترونية أمس الاثنين، إن اللجنة الدولية لشئون المفقودين التى ترأسها كاثرين بومبرجر بذلت جهودا أكثر من أى جهة أخرى لرصد عدد كبير من آلاف الأشخاص المفقودين فى العالم بسبب الحروب والتطهير العرقى والكوارث الطبيعية وذلك بشهادة مسئولين من مختلف دول العالم.
وأردفت الصحيفة تقول، إن الرئيس الكرواتى إيفو يوسيبوفيتش الذى اكتشفت بلاده 150 مقبرة جماعية من الحرب التى دارت رحاها فى التسعينيات يرى "أن قضية المفقودين مازالت فى قلب أى صراع مسلح ".
وقالت بومبرجر، إن سوريا تشكل "تحديا كبيرا ".. موضحة أن التحدى الذى يشكله البحث غير الانتقائى يعد تحديا ليوغوسلافيا السابقة. . لسوريا. . لليبيا. . وللعراق ".
وقالت الصحيفة، إن اللجنة الدولية لشئون المفقودين عندما تم تأسيسها فى عام 1999 بهدف الكشف عن هوية 8100 من رجال وأطفال البوسنة المسلمين المفقودين من مذبحة سربرينتشا فى شرق البوسنة فى عام 1995 قال كثير من الناس إن هذه المهمة مستحيلة.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان تصريحات طبيب شرعى عندما أوضح أن العثور على الضحايا والتعرف عليهم وإعادتهم إلى أسرهم ربما يكون أشبه بحل أكبر متاهة للطب الشرعى والجنائى عرفها العالم.
وقالت الصحيفة، إن بومبرجر واللجنة واجهتا هذه القضية بشجاعة وبعد 18 عاما وباستخدام تقنيات متطورة للتعرف على الحمض النووى فى معمل اللجنة فى سراييفو تمكنت من التعرف على جثث حوالى سبعة آلاف شخص من قتلى مذبحة سربرينتشا إلى جانب عشرة آلاف آخرين من المفقودين فى نزاعات البلقان فى التسعينيات.
وتابعت الصحيفة، إن المنظمة الصغيرة المكونة من 175 ألف موظف فقط يعمل بها خبراء فى الطب الشرعى وأخصائيون فى علم الوراثة وفى علم الأحياء وخبراء فى حقوق الإنسان إلى جانب طاقم دعم.
وقالت الصحيفة، إن اللجنة حاليا وسعت أجنحتها التشغيلية وأنها تساعد فى التعرف على المفقودين فى العراق وليبيا وضحايا إعصار كاترينا فى عام 2005 وموجات المد البحرى تسونامى فى آسيا فى ديسمبر 2004 بل وحتى جنود من الحرب العالمية الثانية.
وأضافت الصحيفة، إنه عندما زار وزير الخارجية البريطانى السابق ديفيد ميليباند مقر اللجنة فى البوسنة فى عام 2009 وصفها بأنها " مركز عالمى للريادة " وأنه لم يبالغ فى هذا الوصف حيث إن البروفيسور الدنماركى نيلس مورلينج نائب رئيس الجمعية الدولية للطب الشرعى وعلم الوراثة قال عندما تحدث عن اللجنة " أن عمل اللجنة لا يصدق. . عملهم مع الحمض النووى دون شك هو الإنجاز الأكثر أهمية فى مجال التعرف على الهوية عن طريق تحليل الحمض النووى ".
الجارديان: من البوسنة إلى سوريا مهمة صعبة للتعرف على ضحايا الإبادة
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 02:15 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة