الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: أهمية العلاقات الاجتماعية

السبت، 16 نوفمبر 2013 11:04 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: أهمية العلاقات الاجتماعية الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعى وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله, فالشخص الوحيد يعانى دائماً من القلق والملل والوحدة والعصبية وعدم تقدير الذات, لأن العلاقات الاجتماعية توفر للإنسان الشعور بالسعادة والاطمئنان والأمان والراحة النفسية، وبالتالى تنتج شخصية سوية متزنة نفسياً وصحياً.

تنوع العلاقات الاجتماعية يعتبر من عوامل النجاح فى الحياة الزوجية، لأنها لن تخنق الزوج أو الزوجة، وستمكن كلاً منهما من اكتشاف جوانب جديدة فى ذاته وشخصيته من خلال أصدقائه, وفى عصرنا الحالى أصبح هناك الكثير من المتغيرات, فلا زواج مضمون العمر كله، ولا عمل يدوم للنهاية, لذا أصبح من الضرورى أن ينسج الإنسان شبكة من العلاقات الاجتماعية تحميه من السقوط فى بئر الوحدة, وكما نستثمر المال ليحمينا من تقلبات الزمن، كذلك علينا أن نستثمر الوقت فى إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.

التواصل الاجتماعى أصبح ضرورة ملحة، وحاجتنا إلى تكوين علاقات اجتماعية أصبح أقوى من قبل, لكن علينا أن نتمتع بالوعى والحذر واتساع الأفق، فطبيعة الإنسان أنه لديه رغبة فى الاستقلال بذاته والشعور بحريته، ورغم ذلك لا يستطيع أحد أن يعيش بمنأى عن الآخرين, ولكى نُقيم علاقات ناجحة نحتاج لبعض المهارات الاجتماعية التى تساعدنا على اكتساب الأصدقاء والحفاظ عليهم، كالدعم المعنوى والمجاملة والتعبير عن الحب، والالتزام بشروط الصداقة، إلى جانب الثقة والاهتمامات المشتركة والتكييف والتنازل بحدود.

إن تعدد العلاقات الاجتماعية يرضى احتياجات الإنسان فاكتشافه لأنماط مختلفة من الناس تمكنه من التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات, لذلك يجب ألا تنحصر فى علاقات من نوع واحد، بل كلما كانت العلاقات متنوعة كلما كانت أفضل, فيكون فى حياتنا مكان للأصدقاء, زملاء العمل, الجيران, زملاء الدراسة, العائلة, إلى جانب المشاركة فى خدمات اجتماعية كالانتماء لجمعيات خيرية أو دور للمسنين أو ملاجئ الأيتام, بهذا التعدد فى العلاقات الاجتماعية نكتسب نوعاً من الاستقلالية بعيداً عن إطار العائلة والعمل.

وسيظل السؤال يطرح نفسه.. كيف أحصل على حريتى واستقلالى وأنا مطالب بنوع من الالتزام تجاه العلاقات الاجتماعية إلى جانب أنه كلما كثرت العلاقات كلما قل الالتزام؟ الإجابة بسيطة، وهى أننا لكى نشعر بالاستقلالية والحرية الشخصية، وبالتالى السعادة من خلال وجود علاقات اجتماعية تربطنا بالآخرين، علينا أن نكون متوازنين ونضع حدوداً خاصة بنا لا يتجاوزها الآخرون، ونعمل جاهدين للحفاظ على عدم تخطيها, وفى الوقت نفسه نعبر عن أهدافنا ورغباتنا وما يزعجنا وضرورة تنظيم العلاقة بيننا وبين الآخرين بحيث لا يكون هناك فرض لنوع من السيطرة من أحد الأطراف بل يكون هناك ثقة والتزام.

يقول أحد علماء النفس، إن نجاح أى علاقة يعتمد على أساس التوافق بين أهدافنا وأهداف الطرف الآخر والاستعداد لبذل جهد لمساعدة الطرف الآخر لتحقيق أهدافه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة