حصلت "ذاكرة مصر المعاصرة" التابعة لمكتبة الإسكندرية على المجموعة الأرشيفية الخاصة بقائد القوات البحرية خلال حرب أكتوبر، الفريق فؤاد أبو ذكرى، وقد أهدت هذه المجموعة حرم الفريق الراحل السيدة نادية الشاذلى.
وقال رئيس قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب، إن ذلك تم فى إطار توثيق مكتبة الإسكندرية لتاريخ مصر الحديث والمعاصر، وبحثها عن العائلات، التى يكون أحد أفرادها قد شارك فى صنع وتنفيذ السياسة المصرية خلال أى فترة من فترات تاريخ مصر الحديث والمعاصر لأرشفته ضمن الموقع الإلكترونى modernegypt.bibalex.org.
وأوضح مدير المشروع عمرو شلبى، أن الفريق أول فؤاد أبو ذكرى من مواليد 17 من نوفمبر لعام 1923 بالعريش وتخرج فى الكلية الحربية برتبة ملازم بحرى فى الثانى من فبراير عام 1946، وعمل فى وحدات البحرية العائمة بالفرقاطات والكاسحات، ثم عمل كقائد لقاعدة الإسكندرية البحرية، وقيادة المدمرة القاهرة ثم المدمرة الظافرة.
وتابع "شلبى" قائلا: "منذ عام 1959 حتى 1963 تولى قيادة لواء المدمرات، ثم تولى قيادة شعبة عمليات القوات البحرية، وبعد أسبوع من هزيمة يونيو عام 1967 صدر القرار بتعيينه قائدا للقوات البحرية، ولعب دورا كبيرا فى بناء القوات البحرية خلال تلك الفترة".
وأضاف مدير المشروع عمرو شلبي: "وقد نقل على إثر حادث الزعفرانة الشهير كنائب وزير فى وزارة النقل البحرى حتى عام 1972 حيث أعاده السادات قائدا للقوات البحرية ورقى إلى درجة الفريق الفخرى فى أول يناير 1972 ليشارك فى حرب أكتوبر، ويحصل على وسام نجمة الشرف العسكرية".
وأشار مدير المشروع عمرو شلبى إلى أن الفريق الراحل له تاريخ مهنى لامع، فهو الضابط الوحيد الذى تولى منصب قائد القوات البحرية مرتين، وخدم عدد ساعات فى البحر أكثر من أى ضابط فى البحرية المصرية وفقا لملفه، كما أنه مؤلف كتاب "البحرية المصرية، الطريق إلى أكتوبر".
وقال "شلبى"، إن دور الفريق الراحل قد برز قبل حرب أكتوبر بسنوات عندما كان يعمل رئيسًا لشعبة العمليات البحرية، عام 1967، عندما خطّط وأدار عملية عودة القوات المصرية من اليمن إلى ميناء أبو الغصون جنوب برنيس، ومن هناك اتّجهت قواتنا مباشرة إلى سيناء.
وأضاف أنه من التحديات الكبيرة، التى تصدّى لها أبو ذكرى بعد هزيمة 67 وقبل حرب أكتوبر، إعادة بناء وتنظيم القوات البحرية، واستيعاب أنظمة التسليح الجديدة، التى تم الحصول عليها من الاتحاد السوفيتى، فضلًا عن صيانة وإصلاح وإعادة تعمير القطع البحرية، التى استهلكت، خصوصًا تلك، التى كُلّفت بإغلاق مضيق تيران طبقًا لقرار الرئيس الراحل عبد الناصر فى أواخر مايو 1967.
وأشار مدير المشروع عمرو شلبى إلى أن "الفريق فؤاد أبو ذكرى" اعتبر أن ذلك القرار كان الذريعة، التى كانت تنتظرها إسرائيل لشن عدوانها آنذاك على مصر، حيث تم إرسال هذه القطع إلى الهند وباكستان لإجراء عمرات رئيسية فيها على نفقة الدولتين.
وأوضح أن "أبو ذكرى" لم يشغله إعادة بناء وتنظيم القوات البحرية عن تخطيط وتنفيذ عمليات بحرية تعرضية ضد القوات الإسرائيلية، ومن أبرز تلك العمليات إغراق الغواصة الإسرائيلية "داكار" أمام الإسكندرية فى مارس 69 بواسطة كاسحة الألغام أسيوط، وقبل ذلك إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 بواسطة لنشات صواريخ، ومنذ التاريخ الأخير، يتم الاحتفال فى هذا اليوم بعيد البحرية المصرية.
وارتبط اسم "ذكرى" بإنجازات عسكرية عالمية تدرس فى كبرى الأكاديميات العسكرية فى العالم بـ"اعتباره القائد، الذى خطط وأمر بضرب المدمرة إيلات باستخدام لنشات الصواريخ لأول مرة فى تاريخ البحرية فى العالم، كذلك خلال حرب أكتوبر كان لذكرى شرف قيادة أول معركة تصادمية بالصواريخ خلال حرب أكتوبر بعد أن حاصر باب المندب بقواته قبيل حرب أكتوبر بـ10 أيام، ويحسب له دوره فى إعادة تنظيم وتطوير القوات البحرية خلال فترة وجيزة".
وتم تكريم الفريق فؤاد أبو ذكرى داخل مصر وخارجها، فهو حاصل على 27 ميدالية من ضمنها ميداليات من كمبوديا وفرنسا واليونان والمغرب وليبيا والمملكة العربية السعودية وسوريا ويوغوسلافيا، كما اشترك فى جميع الحروب ضد إسرائيل فى 1948، و1956، و1967، و1973، ورحل عام 1983 فى لندن، حيث أخبره الطبيب الانجليزى بأن "المرض الخبيث استطاع أن يتمكن منه وعندما خلت غرفته إلا من زوجته قالت له، إنك الآن وحدك فى غرفتك.. تصرف براحتك.. ابك إذا كنت تشعر بحزن، لا تحبس دموعك.. فابتسم فى شجاعة مذهلة وقال لماذا البكاء والدموع؟! إننى مؤمن وقد يستطيع الأطباء علاجى أو أموت.. لا فرق".