على ما يبدو أن الداخلية ستظل كما هى تربط بين القيام بواجبها تجاه تطبيق القانون وبين استخدام العصا الغليظة بكل ما تحمل من معانٍ سيئة وتاريخ ملوث بالضرب والسب والسحل والاعتداء على حرمة وحقوق المواطن وحرياته.
وكانت الداخلية فى تعاملها مع المتظاهرين الأيام الماضية أمام مجلس الشورى إن دل على شىء فإنما يدل على أن الداخلية لن تتغير. وأنها تصر على أن الأمن لابد وأن يرتبط بالاعتداء على المواطنين وحرياتهم أو أن تترك البلد فى فوضى وكأنها تقول السحل أو الفوضى.
وضربت الداخلية بضباطها وجنودها أسوأ مثال فى التعامل مع الصحفيين والإعلاميين أثناء تأدية عملهم، وهو ما يكشف أنها لا تريد إلا أن تعيش فى الظلام وأن تحصن أفعالها وتصرفاتها التى تتسم بالشذوذ بغلاف من السرية وألا تكون هناك أى عيون سوى عيونها هى لتستطيع أن تظهر ما يكون فى مصلحتها ويخدِّم على خطتها وأن تخفى ما لا تريد أن يعرفه الناس.
الداخلية لا تريد أن تتعلم أن الشعب الذى ثار مرتين خلال عامين فقط قادر على أن يثور الثالثة ووقتها سوف تدفع مصر الثمن كما تدفعه كل مرة.
الداخلية يجب أن تعيد النظر فى آلية التعامل مع المواطنين والصحافة والإعلام، عليها أن تعيد صياغة تعاملها على أسس سليمة وأن تدرس أساليب تعامل النظام الشرطى فى العالم مع المواطنين حتى مع الخارجين على القانون وأن تفرق بين من يخالف القانون ومن يتواجد لممارسة عمله من تغطية صحفية وإعلامية لكشف الحقائق.
وأحداث تظاهرات مجلس الشورى أول أمس أعرف الزملاء الصحفيين وأعرف أن العديد منهم كان يقوم بالتغطية وليس له أى نشاط فى المشاركة فى المظاهرات، كل عملهم هو الرصد بالعدسة لكل الوقائع على مدار اللحظة وهو ما تجاهلته الداخلية فى عملها فكان القبض على الصحفيين هو أحد أهم الأدوار التى قامت بها، وهو ما نرفضه لأنه يكشف عن سوء النية والرغبة فى إخفاء تجاوزاتها وإلا لما قامت بالقبض على صحفيين تواجدهم فى الأحداث هو بنفس أهمية تواجد الشرطة نفسها لأن عمل الصحفى فى أى موقع يكون به الحدث، أتمنى أن يستعين وزير الداخلية بخبراء علم النفس فى إعادة تأهيل ضباط الشرطة لانتزاع حالة الصلف والغرور والرغبة فى العنف التى تنتاب العديد منهم وأن تعيد تأهيلهم للتفرقة بين من يخالف القانون ومن يمارس مهام عمله وسط الأحداث كالصحافة والإعلام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة