يجلس على الأرض فى هدوء ممسكاً بإبرة طويلة تخترق جوانب "اللحاف" تتحرك يديه بين أطراف اللحاف بكل سرعة ومرونة، محاولا أن يصل إلى سرعة الماكينات التى أصبحت تنافسه فى لقمة عيشه البسيطة، بعد أن تربع أمس على عرش صناع مهنة المنجد، وأصبح حالياً ينافس من أجل البقاء.
عم "أحمد مصطفى" الذى ورث المهنة عن عائلته بعد أن بدأها صبياً فى محل أحد أقاربه، هو الذى تحول من مجرد "منجد" لم يعد له مكاناً وسط سوق الجاهز إلى عاشق لمهنته المشارفة على الانقراض، لم يتطور مع الزمن ولم يفقد عشقه لمهنته اليدوية، ولم يتخل يوماً عن ماكينة "نفش القطن" التى يفوق عمرها سنوات عمره.
يترك الإبرة وقطعة القماش من يده ليتحدث لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "مهنة التنجيد كانت دايماً مرتبطة بالأفراح، وكان يوم التنجيد يوم عيد عن أهل العروسة، لكن دلوقتى المنتجات الجاهزة والمراتب الصينى ضربت السوق، ووقفت حالنا، ويا دوب الشغل بقى فى المناطق الشعبية اللى لسه بتنجد وبتحب تلتزم بالتقاليد المتوارثة للجواز".
يمسك بالإبرة ويستكمل ما بدأه من خياطة ثم يقول، "بالرغم من أن المراتب الجاهزة عمرها قصير وبتبوظ بسرعة ومش صحية وبتتعب جسم الإنسان، لكن إقبال الناس عليها بيكون أكبر يوم بعد يوم، وخصوصا أنها بتكون بنفس التكلفة، بس ميزة التانية أنها بتكون جاهزة مبتاخدش وقت، لكن القطن بتاخد وقت علشان تخلص، وبتكون تقيلة فى الشيل والحط".
أكثر من أربعين عاما قضاها عم أحمد فى مهنة التنجيد بعد أن ترك المدرسة من أجل عشقه لها، "أنا اتعلمت المهنة على إيدين خالى هو اللى علمهانى وورثنى أصولها، وورثنى كمان مكنة "النفش"، دى عمرها أكبر من عمرى".
حتى المراتب بقت صينى..
"عم أحمد المنجد" ورث المهنة ومش هيسيبها غير لما تسيبه
الجمعة، 29 نوفمبر 2013 02:19 ص
عم أحمد المنجد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة