"إن لم تستح فافعل ما شئت". هذه الحكمة تنطبق على حركة حماس التى أطلقت تصريحات ناريه ردًا على قرار الاتحاد العام للصحفيين العرب الخاص بعقد اجتماعه المقبل فى رام الله "وتعتبر حركة حماس تلك خطوة تطبيعية وترى أن الاتحاد بقراره هذا يتنازل عن قراره الدائم بمحاربة التطبيع مع الاحتلال الصهيونى" وينتقل المتحدث الإعلامى لحركة حماس، ليتقمص دور الناصح الأمين موجهًا نصيحته داعيًا الاتحاد إلى التراجع فورًا عن ذلك القرار، الذى وصفه بـ"غير المدروس" وإعادة حساباته. بالطبع كان يريد أن يقول إن المكان المناسب المحرر فى الأراضى الفلسطينية هو غزة، باعتبارها أرضًا مباركة وأنها هى الدولة الفلسطينية التى تحميها حركة حماس!. وتسهب حماس فى تصريحاتها ضد الاتحاد، وكأنه قرر أن يعقد اجتماعه فى تل أبيب وأنه يأتى فى ضيافة الكنيست الإسرائيلى!.
الغريب أن تصريحات حماس تنطلق عقب أيام من نقل حفيدة إسماعيل هنية إلى دولة الكيان الصهيونى لتلقى العلاج، وفى نفس الوقت حماس ترى أنها تدير غزة كدولة مستقلة محررة، بينما فى الحقيقة أن القوات الصهيونية قادرة على أن تفعل بأى مسئول بحماس وداخل غزة ما تستطيع أن تفعله بأى مسئول من السلطة الفلسطينية برام الله، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها.
حماس تتجاهل أن للفلسطينيين سلطة يرأسها محمود عباس "أبومازن"، وأن حركة فتح هى الحركة التى استطاعت أن تنقل كفاح الشعب الفلسطينى من كونه مجرد عمليات تقع هنا أو هناك إلى حركة قوية، تمكنت من فرض نفسها على أجندة المنظمات الدولية، وبصرف النظر عن قبول أو رفض عملية السلام التى تمت إلا أنه لولا قيام الدولة الفلسطينية بقوة النضال والمقاومة والدماء الزكية التى سالت من الشعب الفلسطينى بقيادة ياسر عرفات لما كانت حركة حماس تتحول إلى سلطة فى جزء من أرض فلسطين، ولكن يجب أن تعلم أن غزة شأنها شأن رام الله ولكن ما يميز رام الله أنها للشعب الفلسطينى كله بكل طوائفه وبكل أعراقة وتوجهاته السياسية، حتى من ينتمون إلى حركة حماس يعاملون بنفس المعاملة دون تمييز أو تفرقة. وهو على عكس ما يحدث فى غزة.
المهم على الإخوة فى غزة أن يعلموا أن اتحاد الصحفيين العرب بقراره هذا يمثل دعمًا للسلطة الفلسطينية ومساندة قوية ومساهمة فى رفع معنويات الشعب الفلسطينى البطل المرابط على الأرض رافضًا تركها حتى لا يتمدد العدو الصهيونى بداخلها. وإلا علينا أن نخلى رام الله وكل الأراضى الفلسطينية المحتلة من الفلسطينيين، وهو ما يصب فى مصلحة العدو الصهيونى ووقتها يكون مٌدعو الوطنية قد قدموا أهم وأجل خدمة للكيان الصهيونى.
أقول إننا يجب أن نحيى اتحاد الصحفيين العرب على قراراه هذا، وعلى الاتحاد ألا يتأثر بأصحاب الحناجر الصاخبة لأنهم كالطبل الأجوف لا يعرف عن النضال سوى الصراخ والصياح والضجيج والتخوين لكل من يتعامل مع قضايا الأمة بأمانة وحكمة وليس بمزايدة وغباء، وكأنهم ينفذون دور خطط لهم، ويستهدف منه عزل الفلسطينيين عن أرضهم وحقوقهم. وأقول لو كان الاتحاد قد أخطأ، طبقًا لرأى ورغبة حركة حماس وبعض المزايدين فى مصر، فى اختيار رام الله مقرا لمؤتمره. أقول لكان الاتحاد أيضًا قد أخطأ عندما دعانا للقيام برحلة إلى غزة فى نوفمبر 2012 وبعد أيام من الحرب الصهيونية على غزة. لأنه لا فرق بين جزء وآخر من أرض فلسطين.
أقول لحركة حماس كفاكم شقاقًا وتوحدوا واتحدوا، فالعدو متربص بكم وبهم وبالأمة كلها. لملموا أنفسكم فلن يُضيّع فلسطين سوى ما أحدثتموه من انقسام، وكفى الإسلام السياسى استخدام الدين كدرج للوصول إلى أهداف تتلخص فى الوصول إلى كرسى السلطة، فما بالنا بحكم ليس له من مظاهر السلطة سوى الاسم.
أقول لحماس كفاكم تلاعبًا بالدين لأنه يمثل القواعد التى لا يمكن التلاعب بها، فهو النور الذى نهتدى ونسترشد به، وأن نسعى إلى تطبيقه نصًا ومعنى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة