"فوق أرضى ــ برافر لن يمر" شعار رفعه الفلسطينيون ونجحوا، ولو مؤقتا، فى تحقيق الهدف الأول من نضالهم ضد مشروع تهجير جديد، عُرف إعلاميا بـ"النكبة الفلسطينية الجديدة"؛ حيث إنه كان من المقرر تهجير 40 ألفا من بدو النقب وتدمير 38 قرية فلسطينية "غير معترف بها إسرائيليا".
إعلان الوزير الإسرائيلى بينى بيجن، مساء يوم أمس الخميس، عن إلغاء مخطط برافر للاستيلاء على أراضى البدو فى النقب وهدم 45 قرية غير معترف بها، لم يكن بسبب الأسباب الواهية التى أعلن عنها "بيجن"، متعللا بمعارضة الاتجاه اليمنى واليسارى فى الكنيست للقانون، وإنما جاء بوصفه مكسبًا لنضال الشعب الفلسطينى ضد القانون، منذ أن أعلن عن المشروع.
برافر أو برافر بيجن، قانون إسرائيلى أقره الكنيست فى 24 يونيو الماضى، بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلى إيهود برافر عام 2011 لتهجير سكان عشرات القرى الفلسطينية من صحراء النقب، وتجميعهم فى ما يسمى "بلديات التركيز"، حيث تم تشكيل لجنة برافر لهذا الغرض، وبموجب القانون سيستولى الكيان على أكثر من 800 ألف دونم من أراضى النقب.
النكبة الجديدة التى كانت على موعد مع الشعب الفلسطينى، تم تجميدها مؤقتا، حيث نقل ونقل الموقع الإلكترونى لصحيفة (هآرتس) عن بيجن، قوله إن رئيس الوزراء قبل توصيته بتجميد التقدم فى مشروع القانون، من دون أن يعرف ما إذا تم التخلى عن المشروع نهائياً أو تم تأجيله مؤقتًا.
خلال الأسابيع الأخيرة، فوجئت قوات الاحتلال الصهيونى بحجم الاحتجاج والغضب الفلسطينى، حيث اندلعت المظاهرات داخل أراضى الـ48 والقدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة، واستحالت التظاهرات إلى مواجهات بالحجارة مع عناصر الشرطة الإسرائيلية، أدت إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين وإصابة حوالى 20 من قوات شرطة الاحتلال، كان التجمع الوطنى الديمقراطى دعا كافة القوى الوطنية إلى تنظيم أكثر من يوم غضب ضد "المخطط"، مؤكدًا، فى بيان له، أنه لا تراجع عن ذرة واحدة عن المطالب الفلسطينية، مجدداً العهد بالعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين ضمن أى اتفاق سلام يوقع فى المستقبل.
وفى غزة، وحسب تقارير إعلامية، تكفلت قوات الأمن التابعة لـ"حركة المقاومة الإسلامية" "حماس"، بالتصدى للشباب الموجودين فى ميدان الجندى المجهول وسط غزة، ولاحقوهم من بقعة إلى أخرى، بحجة عدم ترخيص التظاهرة المناهضة لقانون برافر، أو إبلاغ الجهات المعنية عن موعدها وأهدافها، فيما أصر الغزاوييون على الوقوف ضد "برافر"، مما أدى إلى اعتقال حماس لثلاثة من النشطاء.
السلطة الفلسطينية لم تكن بدورها أفضل من نظيرتها "حماس"، ففى رام الله، تصدت أجهزة محمود عباس أبو مازن الأمنية لمظاهرة كانت متجهة إلى مستوطنة "بيت إيل"، وتبرأت منظمة التحرير الفلسطينيى من بيان منسوب إليها، وأنكرت دعوة الشعب الفلسطينى إلى الإضراب العام، مقتصرةً على الإدانة والاستنكار، فيما لم ينظّم أى فصيل فعاليات متزامنة مع فعاليات النقب والداخل باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
الفنانون الفلسطينيون سخَّروا آلياتهم الفنية للوقوف ضد المشروع، فظهرت العديد من مقاطع الفيديو، الأفلام القصيرة، الأغنيات، الصور، والملصقات، التى تهدف إلى التشجيع على المشاركة فى الاحتجاجات، وأبرز الأعمال كان الفيلم القصير الصامت "برافر لن يمر"-5 دقائق- للفنان الفلسطينى محمد حاج داوود.
الاحتجاجات التى عمت فلسطين، وصلت حد رفع العلم الفلسطينى فى حيفا، جعلت إسرائيل على وشك مواجهة ثورة حقيقة، وبدأت تتزايد مخاوف سلطات الكيان فى اندلاع انتفاضة ثالثة بالضفة، خاصة أن أوضاع الشعب على وشك الانفجار، بعدما ضاقت الحركات الشبابية بممارسات الاحتلال، ما يعنى خروج الموقف عن سيطرة قوات الاحتلال على غرار "الربيع العربى"، ليبدأ من رفض "برافر" ويتصاعد سقف المطالب.
"شعبى يقرر.. شعبى حر.. عمر برافر ما حيمر" و"من النقب طلع القرار.. بدنا نولع الأرض نار" و"من غزة تحية للنقب الأبية"، بهذه الشعارات وبمواجهة القوة العسكرية الصهيونية فى عشرات المسيرات والمظاهرات، استطاع الفلسطينيون تجميد مخطط "برافر بيجن"، فمع سقوط الثلج على الأراضى الفلسطينية بعد هبوب عاصفة باردة، سقط مخطط برافر بيجن ولو مؤقتًا.
"برافر لن يمر" انتصار جديد لشعب فلسطين..إسرائيل تقرر تجميد مخطط التهجير بعد سيل الاحتجاجات..وتعتقل العشرات لإجهاض انتفاضة عارمة..وحماس والسلطة تمنعان التظاهر ضد القانون..والفنانون: "شعبى يقرر شعبى حر"
الجمعة، 13 ديسمبر 2013 02:15 ص
العلم الفلسطيني فوق حيفا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
بدو النقب
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
حسبنا الله و نعم الوكبل
عدد الردود 0
بواسطة:
تسلم الأيادى
تسلم الأيادى
تسلم الأيادى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
العين بالعين يا أبو العبد