"جوبا" تنجح فى إحباط أول محاولة لانقلاب عسكرى منذ انفصالها عن الخرطوم.. النائب السابق لرئيس الدولة الوليدة يتزعم التشكيلات المسلحة ويلجأ للسفارة الأمريكية طلبا للحماية..وجيش الجنوب يلاحق فلول الانقلاب

قادت مجموعة عسكرية مسلحة بقيادة نائب رئيس جنوب السودان، "المقال" رياك مشار، محاولة انقلابية صباح اليوم الاثنين للإطاحة برئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مما أدى إلى اشتباك مسلح مع قوات الجيش المؤيدة لسلفاكير، كما أكدت شبكة "الشروق" السودانية، وتعتبر أول محاولة انقلاب فى دولة جنوب السودان، منذ انفصالها عن الدولة السودانية الأم.

وقالت مصادر بجوبا، إنها محاولة انقلابية قادها مشار، وتعامل معها الجيش الشعبى، وتمكن من إحباطها.. وأكدت أن رياك مشار لجأ للسفارة الأمريكية فى جوبا طالبا الحماية، وأضافت: "أن الجيش لا يزال يتعامل مع بعض الجيوب التابعة للعملية الانقلابية".

وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، قد شن الليلة الماضية، هجوما عنيفا على المجموعة المناوئة له بقيادة رياك مشار، الذى ما زال يشغل منصب النائب الأول فى الحزب الحاكم الحركة الشعبية.

من جانبها، قالت وكالات الأنباء، إن البث الإذاعى الرسمى لدولة جنوب السودان انقطع، بعد وقوع إطلاق النار فى جوبا عاصمة جنوب السودان.

وأكد المتحدث الرسمى للجيش الشعبى بجنوب السودان، صباح اليوم الاثنين، أن قوات الجيش الشعبى تمكنت من صد هجوم المجموعة المسلحة التى حاولت الاستيلاء على مستودعات الذخيرة.

وأفادت تقارير إخبارية، أن مجموعة من الجيش الشعبى التابعة للحرس الجمهورى، "قوات تايجر" فى جوبا سيطرت على مستودع للذخيرة تابع للقيادة العامة للجيش، فى إشارة على تمرد مسلح، وأوضح مصدر عسكرى، أن ما حدث تمرد يقوده عسكريون يتبعون لنائب الرئيس السابق رياك مشار، حاولوا لاحقا السيطرة على وزارة الدفاع وسط إطلاق نار كثيف.

من جهتها أشارت المصادر إلى سقوط عدد من القتلى فى صفوف الجيش الشعبى التى انتشرت بكثافة فى شوارع (جوبا)، وأوضحت أن محاولة التمرد المسلح بدأت الليلة الماضية.

وتشهد شوارع عاصمة جنوب السودان (جوبا)، والمناطق المتاخمة لوزارة الدفاع انتشارا مكثفا، للآليات والمعدات العسكرية التابعة للجيش الشعبى بعد إحباط محاولة الانقلاب.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن مؤتمرا صحفيا سيعقد بمقر رئاسة الجمهورية فى جوبا اليوم الاثنين يتم خلاله كشف ملابسات الأحداث الدامية التى وقعت أمام مقر وزارة الدفاع، ومحاولة الانقلاب وأبعادها السياسية والعسكرية.

وتصاعدت التوترات السياسية فى البلاد منذ أن أقال سلفا كير رئيس جنوب السودان نائبه فى يوليو الماضى. وأعلنت قيادات من حزب الحركة الشعبية الحاكم فى جنوب السودان، الأحد، بقيادة النائب الأول لرئيس الحركة الدكتور رياك مشار، الانسحاب من اجتماع مجلس التحرير القومى، الهيئة الأعلى فى الحزب. وعللت القيادات قرار الانسحاب بما سمته غياب روح الحوار فى الجلسة الأولى.

جاء ذلك فى وقت دعت فيه مجموعة تسمى نفسها «التيار الديمقراطى التقدمى فى الحركة الشعبية» رئيس جنوب السودان سلفاكير إلى اعتزال العمل السياسى وعدم الترشح فى انتخابات عام 2015.