قال الدكتور كمال الهلباوى، المفكر الإسلامى، وعضو لجنة الخمسين لوضع الدستور، إن الخمسين لم تكتب دستورًا معقدًا، حيث بذل فيه القائمون على وضعه جهودًا بعضها تم الإفصاح عنه فى الإعلام وبعضها لم يطلع عليه إلا الذين شاركوا فيه، وأضاف: "واجهنا عددًا كبيرًا من المصاعب، وتغلبنا على عوائق كان يمكن أن تفشل هذه المهمة، ولكن بفضل الله تمكنا بوضع هذه الوثيقة، لتكون نبراسًا ونورًا للمصريين جميعًا، لا فرق فيه بين رجل وامرأة، ومسلم ومسيحى.
ودعا الهلباوى جموع المواطنين ممن لهم حق التصويت بالخروج للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور، دعمًا لثورتى 25 يناير و30 يونيو، إما بقول "نعم" أو "لا" فهو يعود إلى الضمير والمسئولية بعد الإدراك والفهم.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها قصر ثقافة أسيوط بحضور اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الاستراتيجى، واللواء عبد الهادى رشوان، أمين مساعد حزب الفرسان، واللواء محمد على بلال، رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة سابقًا، واللواء عادل غنام والدكتور حسام المساح عضو لجنة الخمسين.
وقال الهلباوى: "إن علاقتنا بحزب النور جاءت باعتباره ممثلاً للإسلام السياسى، حيث جلسنا معه عشر جلسات خارج لجنة الخمسين، بعيدًا عن الصحافة والتليفزيون حتى نفهم المادة التى تم وضعها فى دستور 2012، دون أن يكون لها فهم واضح للشعب المصرى، وهى المادة 219 الخاصة بالشريعة الإسلامية، خاصة لفظ "مذاهب أهل السنة والجماعة" وهذه الجزئية لا يفهمها إلا المتخصصون وبعد هذه اللقاءات وافق حزب النور بالإجماع على اقتراحات التعديل".
وتابع: "خلال مناقشة المادة الخاصة بالمرأة واجهنا جدلاً حول لفظين "تمثيل مناسب" أو "تمثيل ملائم" واستقرينا على وضع جملة تمثيل المرأة تمثيل عامل ومناسب، كما واجهنا أيضًا البعد الزمنى بالمادة المتعلقة بدور الأجهزة الرقابية، حيث كان فى الماضى تقدم التقارير السنوية إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الشعب بعد 30 يومًا من نشرها، واستطاعت اللجنة أن تغير بالكامل هذه المادة إلى أن ترسل التقارير فور صدورها".
وانتقد الهلباوى بعض الإسلاميين الذين يريدون تشويه الدستور بقوله إنه ضد الدين والإسلام قائلاً لهم: "إن المسلمين فى هذا البلد هم الأغلبية يعرفون دينهم ويتمسكون بشريعتهم قبل وبعد الدستور، والمادة الثانية هى خير رد عليهم والتى وافق عليها الأقباط بالإجماع".
وأضاف الهلباوى أنه تم وضع المادة الثالثة الخاصة بمبدأ المسيحيين واليهود فى اتباع شرائعهم فى أعمالهم وعباداتهم واختيار قياداتهم.
وقال الهلباوى إن فلسفة هذا الدستور تقوم على سد أبواب الفساد ومكافحته، وسد جميع المنافذ التى تصنع الديكتاتور، فبهذا الدستور لا يمكن صناعة ديكتاتور مرة أخرى، ومصر لأبنائها الصالحين الشرفاء وليست لفصيل دون غيره.
وفى كلمته حذر اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الاستراتيجى، من وجود خطة موضوعة لإفشال الدستور، حيث يأتى أفراد يستقلون ميكروباصات يوم الاستفتاء فى محاولة منهم لإفساد الاستفتاء، وهناك خطة مكتوبة تم العثور عليها بخط اليد موضح بها هذا المخطط.
وقال إن "نعم للدستور" تساوى الأمان ولا تعنى الخراب لمصر ولسنا مع أحد ولكن مع مصر التى حاربنا من أجلها.
وأكد الدكتور حسام المساح، ممثل المعاقين بلجنة الخمسين، أن هذا الدستور هو أول دستور يعترف بالإعاقة بوضع المادة 11 والتى تفردت عن جميع الدول العربية وكل الدساتير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة