للمرة المليون تسرق المساجد الأثرية وتفرغ محتوياتها وتحرر المحاضر ويتم التحقيق وتتبادل كل من وزارتى الآثار والأوقاف الاتهامات بينهما، ويرمى كل منهم المسئولية على الآخر، وتغلق المحاضر دون الكشف عن السارق ومحاسبته، وتمر أيام قليلة لنسمع بخبر سرقة جديدة فى أحد المساجد الأثرية.
منذ أيام وتحديدا يوم الأربعاء الماضى، وقعت سرقة جديدة فى مسجد قايتباى الأثرى، حيث سرقت الحشوات الأثرية المصنوعة من العاج والأبنوس من منبر مسجد قايتباى الأثرى، والذى يقع فى منطقة صحراء المماليك بشرق القاهرة، حيث قام بسرقة حشوات المنبر المصنوعة من العاج والأبنوس وتفريغ المنبر تماما من هذه الحشوات، وهى المرة الثالثة التى يتعرض لها المسجد الأثرى للسرقة، حيث سرق من قبل حشو كرسى المصحف، وكذلك سرقة "الصرة النحاسية" للمسجد.
الدكتور مختار الكسبانى، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة القاهرة، كشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل السرقة كاملة، قائلا: إن وزارة الأوقاف تعين عديمى الأمانة لحراسة المساجد الأثرية، بدليل ما يحدث بشكل مستمر وممنهج من سرقة المساجد الأثرية التابعة أمنيا لوزارة الأوقاف.
وأضاف الكسبانى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" فى تعليقه على سرقة منبر مسجد قايتباى الأثرى أن مفتشى الآثار اكتشفوا واقعة السرقة أثناء تسلمهم لعملهم صباح يوم الخميس الماضى، وعلى الفور توجهوا لتحرير محضر، لكنهم وجدوا موظفى الأمن بالأوقاف بالفعل حرروا محضرا يفيد سرقة بعض الأخشاب من المسجد دون ذكر أنها حشوات للمنبر الأثرى، ودون وصفها، وهو ما يؤكد أنهم متورطون فى السرقة، لتضليلهم أثناء البلاغ عن السرقة، ودون إبلاغ الأثريين المسئولين عن المسجد.
وأكد الكسبانى أن السرقة تمت على مدار أكثر من يوم، لأن المفتشين أكدوا فى المحضر أنهم اكتشفوا سرقة حشوة واحدة من حشوات المنبر، كانت مفكوكة، فقاموا بالإبلاغ عن الواقعة، لحماية ما تبقى من الحشوات، لكنهم فى اليوم التالى فوجئوا بسرقة باقى الحشوات.
وحمل الكسبانى، مسئولية سرقة حشوات منبر قايتباى إلى وزارة الأوقاف، لأن السرقة وقعت فى الليل وهى الفترة المسئولة فيها الأوقاف وحدها عن حراسة المسجد، مؤكدا أن الحراسة التى تعينها وزارة الأوقاف لا تقوم بعملها على أكمل وجه، ولا يعنيها بالأساس الآثار المصرية.
بينما قال محمد عبد الرحيم رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إن وزارة الآثار حررت محضرا بواقعة سرقة حشوات منبر قايتباى الأثرى، وتم تحويل عامل وزارة الأوقاف والعاملين بمنطقة شرق القاهرة الأثرية الكائن بها المسجد كلها للتحقيق.
وأضاف عبد الرحيم أنه تم أيضا رفع البصمات من على المنبر الموجود بمكانه الآن، بعد سرقة حشواته، موضحا أن هذه ليست الواقعة الأولى التى يتم فيها سرقة المساجد الإسلامية التابعة لوزارتى الآثار والأوقاف معا.
وقال عادل غنيم، نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن الحشوات بالكامل تم تفريغها، مؤكدا أنه من المستحيل أن يكون فرد واحد من قام بالسرقة، لأن هذا يتطلب أربعة أيام على الأقل، والمسجد تمت سرقته فى يوم واحد، مؤكدا أنها مجموعة مدربة ومحترفة، دخلت المسجد ليلا، وهذا على حد رواية الشهود، وقامت بتفريغ حشوات المنبر، موضحا أن المنطقة الأثرية هناك بالكامل للسرقة، لأن المنطقة الأمنية بها مغلقة والمنطقة الأمنية مغلقة
الجدير بالذكر أن مسجد قايتباى من أهم المساجد الأثرية فى مصر وهو المسجد المرسوم على العملة الرسمية "الجنيه"، واستغرق بناء هذا المسجد عامين حيث بنى فى الفترة من 877 هـ -879 هـ = 1472-1474م.، وشيد المسجد الملك الأشرف أبو النصر قايتباى الذى قدم إلى مصر فى رفاقة تاجره محمود بن رستم سنة 839 هـ 1435/ 36م فاشتراه الملك الأشرف برسباى واستمر ضمن مماليكه إلى أن اشتراه الملك الظاهر أبو سعيد جقمق وظل فى رقه حتى أعتقه. ومن ثم تقلب فى عدة وظائف إلى أن ولى الملك فى رجب سنة 872 هـ = 1468م، وكانت مدة حكمه تسعا وعشرين سنة وبضعة شهور حيث توفى سنة 901 هـ = 1496م، وله من العمر نحو ست وثمانين سنة.
موضوعات متعلقة
أنباء عن سرقة منبر العاج والأبنوس من مسجد قايتباى الأثرى
ننشر صور منبر مسجد قايتباى الأثرى بعد سرقته
رئيس قطاع الآثار الإسلامية: تحويل كل العاملين بمسجد قايتباى للتحقيق
الكسبانى: الأوقاف تختار عديمى الأمانة لحراسة المساجد الأثرية
ننشر تفاصيل سرقة مسجد قايتباى الأثرى.. اللصوص فكوا حشوة من المنبر وعمال الأوقاف حرروا محضرا بسرقة أخشاب ولم يذكروا أنها حشوات أثرية..الكسبانى: "الآثار" تحمل "الأوقاف" المسئولية وتحيل العاملين للتحقيق
السبت، 16 فبراير 2013 06:17 م
منبر مسجد قايتباى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة