نشر المترجم البارز "إيهاب عبد الحميد" عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" بياناً يتهم فيه كلا من دار الشروق للنشر والدكتور جوزيف مسعد، بالسطو على ترجمته لكتاب "اشتهاء العرب" عن الإنجليزية، وذلك من خلال مقدمة الكتاب التى قدّمها الدكتور جوزيف مسعد "للقارئ العربى" والتى ذكر فيها أنه يتقدم بالشكر "للسيد إيهاب عبد الحميد" على جهده فى ما أسماه بـ"الترجمة الأولية" للكتاب.
ذلك التعبير الذى رفضه المترجم "إيهاب عبد الحميد" موضحاً أنه عمل على ترجمة هذا الكتاب وتحقيقه على مدار عام كامل تخللته أحداث ثورة 25 يناير وأنه بذل فى ترجمته جهداً مضنياً ليخرج بالمستوى المناسب للقارئ العربى، وكان ذلك بمعاونة الكاتب نفسه "جوزيف مسعد" وأن هذا الأمر طبيعى جداً، حيث إن من المنطقى أن يرجع المترجم للكاتب حتى يخرج العمل بالصيغة والمعنى المنشودين من وجهة نظر الكاتب نفسه.
وانتقد إيهاب عبد الحميد، تسمية الكاتب لترجمته بالـ"ترجمة الأولية" لمجرد أنه رجع إليه ككاتب النص الأصلى فى بعض الأمور البسيطة، والتى كان من الضرورى الرجوع فيها للكاتب لا لقصور فى القدرة على ترجمتها بل لضبط المعانى بالشكل الذى أراده "مسعد" من خلال كتابه، ولكن كاتب النص الأصلى اعتبر من خلال مشورته تلك أنه قد قام هو و"محمد عبد الكريم أيوب"، الذى وصفه بالصديق والأخ، ببذل جهود مضنية لإخراج العمل للقارئ العربى بصورته الحالية بعد الترجمة "الأولية" لإيهاب عبد الحميد.
هذا الأمر الذى اعتبره عبد الحميد محض إهانة حيث تم تقديمه كـ "صبى مترجم" أو "مكتب ترجمة" على حد تعبيره، وهو الأمر الذى رفضه بشدة، موضحاً ذلك على النحو الآتى، "من يعرفوننى يعرفون أننى لا أترجم "ترجمة أولية"، وأننى حين أقدم النص لدار النشر، أكون مسئولا عن كل كلمة من كلماته، كل مصطلح، وتعبير، وعلامة ترقيم، ولا أقبل أن يلى اسمى اسم آخر لـ"مراجع لغوى ومحقق" ينسب له الكاتب فضلا مستحقا (لست مسئولا عن أية أخطاء فى الغلاف الخلفى، لأننى لم أطلع عليه)".
كما أضاف أنه أصيب بالصدمة حينما قرأ تلك المقدمة المشار إليها، والتى تبخس من عمله وجهده الذى بذله فى الترجمة، وزادت صدمته أنه لم يوجه إليه دعوة لحضور حفل التوقيع الذى فوجئ بإقامته دون الإشارة إليه، وأنه مستاء من ترويج الكاتب لفكرة أن ترجمته "ضعيفة" وأنه بذل جهدا كبيرا فى العمل عليها لتصحيح ما بها من أخطاء، وقد أشار إيهاب إلى أن الكاتب أجرى تعديلات طفيفة جداً على ترجمته، والتى لم تصل إلى حد التغيير فى المعنى المنشود منها، وأن ذلك أمرا طبيعيا، لأنه هو كاتب النص الأصلى وهو الأعلم بما يريد أن يقول.
كما نشرت صحيفة الشروق على موقعها الإليكترونى بتاريخ اليوم رداً من الدكتور جوزيف مسعد على بيان السيد إيهاب عبد الحميد، والذى وصفه مسعد بأنه "يقترب إلى السب والقذف"، منتقداً أسلوبه فى ما أسماه بالهجوم على الكاتب ودار النشر متسائلاً "هل يسرق الكاتب جهد المترجم؟" مذيلاً بيانه بـ31 كلمة قام بتعديل ترجماتها فى كتابه "اشتهاء العرب" موقّعاً أسفل رده بـ"د.جوزيف مسعد أكاديمى عربى بارز، وأستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربى الحديث بجامعة كولومبيا بنيويورك أمريكا".
والجدير بالذكر أن الصحيفة قد نشرت رد الدكتور جوزيف مسعد، على البيان الذى كتبه الأستاذ إيهاب عبد الحميد، دون الإشارة إلى نص البيان الذى يقوم المؤلف بالرد عليه.