يستضيف فندق قصر الإمارات معرض الفنان عبد القادر حسن المبارك "همسات اللون والضوء"، ويبدأ المعرض أعماله يوم الثلاثاء 12 مارس، فى الساعة السابعة والنصف مساءً فى مطعم ميزا لونا بقصر الإمارات وتستمر فعاليات المعرض حتى 25 مايو 2013 .
وسيتم عرض عشرين عملاً فنياً للفنان السودانى الذى يقيم بالإمارات العربية المتحدة عبد القادر حسن المبارك تم تنفيذها بالأكريليك والألوان المائية.
وتؤكد هذه الأعمال سعى الفنان الذى تطور فى كَنف الجيل الرائد من الفنانين، أن يكون متميزاً بين أقرانه من خلال شغفه بالألوان المائية واللوحات التى تعكس درجة هائلة من انسياب الألوان والتدفق الفنى الذى يعانق خصوصية الكيان الروحى السودانى.
ويختلف أسلوبه عن أسلوب فنانى الفولكلور إلا أنه ينسجم مع الاستخدام المبدع والمبتكر للفرشاة التى تعكس إيقاع الطبول الأفريقية وإنشاد الصوفيين السودانيين وصلواتهم الليلية وتوهج شمسهم وأيام حزنهم التى يصورنها مكسوة بالألوان والموسيقى والدهشة.
يصف الدكتور عمر عبد العزيز، أحد الباحثين فى الفنون التشكيلية، أعمال مبارك بقوله "إن النزعة اللونية الاستثنائية لمبارك ليست نتاج اكتسابه للمعرفة أو امتلاكه للحس الفنى الذى تحقق من خلال التدريب الأكاديمى فحسب بل إن خبرته المثيرة هى ما جعلت منه فناناً مخلصاً منسجماً مع ذاته طوال مسيرته المتميزة والمستقرة نحو النجاح. كما أن التزامه تجاه أعماله ومنتجاته الفنية المتواصلة يسير جنباً إلى جنب مع الروحانية المنغمسة فى موسيقية تصويره الفنى المدهش.
وتُثير ألوانه الانسيابية داخل مصفوفة الانسجام التى تتحرك فى فلك التجريدية التعبيرية وتعكس همسة الصورة المرئية الجميلة. كما تناسب مكوناته الراسخة معادلة الثوابت والمتغيرات والصرامة النقية التى يمكن أن تخضع للتغيرات غير المحدودة.
ومن هنا يمكننا تحديد منطق التشكيلات المرئية التى تتناغم مع جودة الاتساق. ومن خلال أعماله، نجح الفنان فى نسج حوار مزدوج ينطلق من منصة صلبة ونقية. وفى أثير الفراغ، يرتفع الفنان بأجنحته عالياً بحثاً عن التحديات والمفاجآت والصعوبات. وإننى أعتقد أنه استغرق فى حوار بين النفس واللوحة متأثراً ومفتوناً بومضات الذهول فى أعماله الملحمية".
ومنذ عدة أعوام ماضية، يتم عرض الأعمال الفنية لمبارك فى المعرض الفنى السنوى للشارقة التابع لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
ورسم الفنان السودانى عبد القادر المبارك لوحاته من خلال دمج التجانس بين عناصر المكان مثل البساتين والمناظر الطبيعية ونسج قوة ألوانه المتناغمة مع هذا العالم وعمله الفنى لتطويع تلك العناصر والألوان مع المساحات المحيطة.
ويتم تشكيل أعماله التجريدية بكل سهولة، كما لو أنه لا يشارك فى إنتاجها نظراً لسلاسة تداخل الألوان التى تميز لوحاته. وهى مصداقية تنبع من نقاء الغرض ونبالة الشكل والتكوين الاحترافى الصارم التى تشكل جميعها سمة مميزة.
تتسم لوحات مبارك بخصوصية لا يمكن أن تتجاهلها عين المشاهد القادر على قراءة ما وراء اللون. وتشكل هذه العلاقات الخفية عالماً مرئياً فريداً يثير الرومانسية والحنين إلى الوطن. وتبدو جميع لوحاته كحديقة مرسومة فى أحلامه أو جنة مخلدة فى ذاكرته.