شاءت إرادة الله عز وجل أن تكون الدنيا دار أسباب وسنن ونواميس وليست دار جزاء وراحة وحينما كان أبانا آدم فى الجنة قال له ربه (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى)
لكن بعد أن أكل من الشجرة ونزل إلى الأرض فمعنى ذلك سيادة قانون الأسباب فى الأرض
نفهم من ذلك أن للجنة قوانين وللأرض قوانين وبما أننا فى الدنيا فنتناول بعضا من قوانين الدنيا.. قوانين الدنيا قائمة على العلم والعمل والخبرة والكفاءة والتجربة لأنها سنن ونواميس وأسباب لا تحابى أحدا ولا تجامل أحدا قال عنها القرآن (سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ما كان من أمر دينكم فإلى وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم فأمور الدين بالوحى وأمور الدنيا بالعلم والعمل والسنن والأسباب.
لذلك من أكبر المشاكل التى نقع فيها مسألة الخلط بين ما هو دينى وما هو دنيوى.
لقد استطاع النبى أن يطبق أعظم تجربة لاحترام السنن والأسباب المادية على الأرض لأنه يعلم أن للدنيا قوانين لا تجامل المسلمين لأنهم مسلمون وإنما من أخذ بها فإنه يحقق ما يريد.
كان النبى "صلى الله عليه وسلم" يحترم أهل التخصص والخبرة والكفاءة والعلم والتجربة فكل مجال وكان اختياره للأمور والشئون الدنيوية والإدارية والسياسية والعسكرية قائمة على اختيار أهل الخبرة والتخصص وليس أهل الثقة والموالاة.
لقد اختار للصحابة عند الهجرة حاكما عادلا مسيحيا واختار لطريق الهجرة واحدا خبرة وكفاءة بالطريق دليل رغم أنه مشرك (عبد الله بن أريقط) واختار فى الطب الحارث بن كلدة نصرانيا واختار للقيادة العسكرية سيدنا خالد بن الوليد رغم أنه حديث عهد بالإسلام وهناك من أعلم منه بالدين والفقه لكنها الكفاءة ورفض أن يولى سيدنا أبو ذر الإمارة وقال له إنك ضعيف وإنها أمانة برغم تقواه وإيمانه واختار شاب غلام قائدا للجيش وهو اسامة بن زيد رغم أن فى الجيش سيدنا أبو بكر وعمر ولو كان الاختيار على أساس التقوى والدين لكان اختيار شيوخ الصحابة أولى ولكنها الدنيا ونواميسها واختار للصلاة سيدنا أبو بكر قمة الإيمان والتقوى واختار للاذان صاحب الصوت الندى الجميل سيدنا بلال
وهكذا حقق النبى نقلة حضارية للدولة الاسلامية وجاء الخلفاء من بعده صلى الله عليه وسلم فكان اختيار سيدنا عمر للولاة على أساس الخبرة والكفاءة كما أن سيدنا عمر كان يستفيد من خبرات الكفار فى الشئون السياسية والإدارية والدنيوية وثبت أنه أخذ مستشارين من بلاد فارس وأخذ منهم فكرة الجند والدواوين والإحصاء والمرتبات والشرطة والعملة وحقق التقدم للمسلمين لأنه احترم التخصص والخبرة.
ونحن الآن لو نظرنا للعالم اليوم نجد أن الغرب احترم قوانين الدنيا والأسباب والسنن واحترموا العلم والعمل فتقدموا رغم أنهم غير مسلمين ونحن الذين نقول لا إله إلا الله ونصلى ونصوم ونوحد للأسف نمد أيدينا ونفتح أفواهنا لهم لنأخذ غذائنا ودوائنا وسلاحنا منهم
دولة مثل فنلندا دولة ملحدة من وجهة نظرنا الدولة الأولى لصناعة المحمول فى العالم دخل الفرد فيها 60 ألف دولار واليابان فيها من يعبد بوذا وخدمت البشرية فى العلم والتكنولوجيا والهند فيها من يعبد البقر وفيها أكثر من 2000 ديانة ومع ذلك متقدمة علميا وإسرائيل تعيش فى رفاهية ورخاء أكثر من كل البلاد العربية والإسلامية إنها الأسباب والسنن التى لا تجامل المسلم على حساب الكافر
فهل نعتبر ونحترم قوانين الدنيا لنتقدم وننفض الكسل أرجو وأدعو الله أن يحدث ذلك.
نشأت زارع يكتب: النبى "صلى الله عليه وسلم" واحترام التخصص
الإثنين، 01 أبريل 2013 12:22 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جبارة
سقط سهوا
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح
نتقدم عندماندرك ونفهم ان السنه بجوهرالافعال
وليس بمظهرالاشكال
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح
نتقدم عندماندرك ونفهم ان السنه بجوهرالافعال
وليس بمظهرالاشكال
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح
نتقدم عندماندرك ونفهم ان السنه بجوهرالافعال
وليس بمظهرالاشكال
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر البنا
الكون كله يعرف قدر النبى محمد صلى الله عليه وسلم . كتاب العظماء مائه . اعظمه محمد صلى الله