جدد قاضى المعارضات بمحكمة البدرشين حبس المتهم بقتل عم المكوجى القبطى 15 يوما على ذمة التحقيقات بعدما وجهت له النيابة تهمة القتل وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وكشفت تحقيقات النيابة التى أجراها عبد الرحمن طنطاوى وكيل أول نيابة البدرشين والتى استمرت قرابة الـ10 ساعات، أن المتهم يدعى "عمر.م.أ" شقيق "معاذ" الذى لقى مصرعه فى أحداث البدرشين.
وأفادت التحقيقات أن المتهم اشترك مع 4 آخرين فى التخلص من القتيل المتسبب فى الفتنة وبمواجهة النيابة له بالاتهامات المنسوبة إليه بقتل بشرى يوسف عم مكوجى الفتنة أنكر ارتكابه للواقعة، حيث وجه له المستشار محمد شقير رئيس نيابة البدرشين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
كما استمعت النيابة لأقوال شقيق المجنى عليه الذى أكد أنه غادر قرية دهشور بعد اندلاع أحداث الفتنة الطائفية، حيث تنقلوا من مكان لآخر فمنهم من توجه إلى القليوبية ومنهم من ذهب إلى فيصل بالجيزة وبعضهم أقام فى البدرشين بعيدا عن دهشور موقع الأحداث.
وأكد أن أقارب "معاذ" قتيل الأحداث كانوا يطاردونهم فى كل مكان يذهبون إليها فى محاولة للثأر منهم، بالإضافة إلى إطلاقهم الرصاص أكثر من مرة على منازل شقيقاته البنات بقرية دهشور اللاتى لم يتركن منازلهن، وأنهم تعدوا بالضرب على نجل شقيقته حتى رشدهم عن مكان اختفاء "بشرى" ـ المجنى عليه ـ لافتا إلى أن المتهمين تتبعوا خطوات شقيقه حتى مقر عمله بمنطقة فيصل ومنها إلى منزله بالبدرشين وأطلقوا عليه الرصاص.
وكان المتهم "عمر.م.أ" ذا الثامنة والعشرين عاما، اعترف أمام ضباط المباحث، أنه منذ 7 أشهر اندلعت أحداث طائفية فى قرية دهشور التى يقطنون بها، وبالقرب من مكتب بريد دهشور تحديدا، بعدما حرق مكوجى قبطى قميص شاب مسلم يدعى "أحمد"، حيث تحولت مشادات كلامية إلى مشاجرة بالمولوتوف، وأثناء مرور شقيقه "معاذ" لأداء الصلاة أصابته زجاجات المولوتوف، مما أدى إلى احتراق معظم جسده بحروق تخطت الـ90% وتم نقله إلى مستشفى عسكرى حتى فارق الحياة بعدها بأيام.
وأوضح المتهم أن أجهزة المباحث ألقت القبض على المتهمين من الطرفين وتحولت القرية إلى ثكنة عسكرية بعدما تم اقتحام الكنيسة وإحراق منازل للأقباط وتدخلت رموز العائلات وقيادات الداخلية ومندوب من رئاسة الشرطة للصلح بين الطرفين، وبالرغم من أنهم لم يكونوا طرفا فى القضية إلا أنهم فقدوا شقيقه "معاذ" الذى عرف بحسن السيرة بين الأهالى.
وأشار المتهم إلى أن الجميع حاولوا إقناع والده بفكرة التنازل عن الثأر والانتقام لروح "معاذ"، وأن والده خضع لإرادة الناس وذهب إلى المسجد يوم جمعة وطلب من الأهالى بعدم اللجوء للعنف ضد الأقباط باسم والده الفقيد، وأنه يتمنى أن يسكنه الله فسيح جنانه، لافتا إلى أن والده شدد على باقى أشقائه بعدم الاستماع إلى المحرضين على الثأر لشقيقهم من أقارب القاتل وظل عدة أيام بعد الحادث يؤكد عليهم ذلك.
وكشف المتهم أنه طوال هذه الأيام وفكرة الثأر لم تغب عن عقله، وفى سبيل ذلك اشترى بندقية آلية ورصد خطوات عم المكوجى وحاول قتله 4 مرات إلا أنه كان يفشل فى كل مرة، ويوم الحادث انتظره فى مدينة البدرشين خارج قرية دهشور وأطلق عليه 4 رصاصات أودت بحياته، ثم استقل سيارة وانطلق بها نحو طريق مصر إسكندرية الصحراوى، لكنه عاد مرة أخرى إلى المدينة، حيث ذهب إلى الإدارة التعليمية لتقديم طلب إجازة له، حيث إنه يعمل مدرسا فتم القبض عليه قبل خروجه من المكان.
وكان العميد خالد عميش، مفتش مباحث جنوب الجيزة، تلقى بلاغا من الأهالى بإطلاق رصاص بمنطقة دهشور ومقتل مواطن، فانتقل المقدم محمد غالب رئيس المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن مجهولين أطلقوا الرصاص على "بشرى.ى" عم "سامح.س.ى" المكوجى القبطى المتسبب فى أحداث الفتنة الطائفية فى أغسطس الماضى بقرية دهشور.
وانتقل اللواء عبد الموجود لطفى، مدير أمن الجيزة، واللواء محمد الشرقاوى مدير المباحث إلى مكان الواقعة، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، وتشكل فريق بحث للقبض على المتهمين، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق الشاب المسلم الذى لقى مصرعه فى الأحداث، فتم إعداد حملة أمنية بقيادة الرائد هانى إسماعيل معاون المباحث والقبض عليه، وبإحالته للنيابة أنكر ارتكابه للواقعة لتأمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وكانت قرية دهشور، شهدت أحداثا مؤسفة منذ 7 أشهر بين المسلمين والأقباط، بعدما حرق مكوجى قبطى قميص شاب مسلم، واندلعت بينهم مشاجرة وتم إطلاق زجاجات المولوتوف واقتحام كنيسة بالقرية وإحراق عدد من المنازل، وأسفرت الأحداث عن مصرع شاب مسلم وإصابة آخرين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة