عرض كسوة للكعبة من زمن السلطان سليمان القانونى بمعرض أبوظبى للكتاب

الجمعة، 26 أبريل 2013 08:04 م
عرض كسوة للكعبة من زمن السلطان سليمان القانونى بمعرض أبوظبى للكتاب أرشيفية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرض "دار انتكواريات إنليبرس للمخطوطات الأثرية" النمساوية فى جناحها المختص بأندر المخطوطات داخل معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، كسوة نادرة للكعبة الشريفة بعثها أشهر سلاطين الدولة العثمانية السلطان سليمان القانونى فى عام 950 هجرية من إسطنبول.

وكسوة الكعبة الشريفة، التى لا تزال تحافظ على رونقها بعد مرور 470 عاما على حياكتها، تقف شاهدًا على الفن الإسلامى وتسابق ملوك المسلمين على الحصول على شرف كسوة الكعبة.

ويفخر هيجو ويتشيرك مدير الدار أن الكسوة المعروضة هى أقدم كسوة معروفة للكعبة بهذه الدرجة من الدقة، وأنها أفضل حالا من نظيرتها المحفوظة فى متحف قصر توبكابى، والتى لم يتم حفظها بشكل سليم.

ويُعرّف السلطان سليمان القانونى بأنه كان أحد أهم رعاة الفنون والآداب الإسلامية فى عز الإمبراطورية العثمانية، وقام بتكليف أفضل النساجين فى تركيا فى ذلك الوقت بنسج هذه الكسوة التى أرادها أن تكون فخرا لكل المسلمين وشهادة على العصر الذهبى للإمبراطورية العثمانية أمام كل المسلمين الذين يحجون لقبلتهم من كل أصقاع الأرض.

وقد سنّ السلطان سليمان التقليد الذى يقضى بأن يتم إرسال كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من إسطنبول عاصمة السلطنة، بعد أن تنسج من أفخر الأقمشة وتطرز بخيوط الذهب والفضة، وجرت العادة أن يتم تقطيع الكسوة بعد انتهاء مراسم الحج وتوزيعها على الحجاج، ويستثنى من ذلك كسوة الكعبة فى الحجة التى توافق فيها وقفة عرفات يوم الجمعة، وهو ما يفسر احتفاظ هذه الكسوة بحالتها المتكاملة حتى الآن.

وتتوافق الكسوة المعروضة فى معرض أبوظبى للكتاب مع جميع تفاصيل الكسوة الموجودة فى قصر توبكابى فى إسطنبول، كما أن الفحص الكربونى الذى أجرته جامعة تويبنجين الألمانية، وهى أقدم جامعة ألمانية متخصصة فى التاريخ، أثبتت أن عمر الكسوة مطابق للتاريخ المكتوب عليها، كما أن خبراء الجامعة أشاروا فى التقرير إلى أن وجود التطريز الذى يحمل اسم السلطان وتاريخ السنة الهجرية "يجعل من الكسوة وثيقة تاريخية" وليست فقط أثرا تاريخيا.

ولا توجد أية كسوة مثبتة حتى الآن أقدم من الكسوة المعروضة فى معرض أبوظبى للكتاب، حيث إن هناك ثلاث كسوات من القرن الثامن عشر وباقى الكسوات من القرن التاسع عشر، كذلك لا يوجد لهذه الكسوة مثيل فى المتاحف العالمية. فالمتحف البريطانى يحتوى جزءا من غطاء الباب نسج فى عام 2003 أما متحف بريجامون فى برلين فيحتوى قطعة نسجت فى عام 1045 للهجرة معارة لها من المملكة العربية السعودية، بينما يضم متحف فيكتوريا وألبرت فى لندن جزءا من كسوة، إلا أنها تعود لأواخر القرن التاسع عشر ميلادى، ولا يوجد فى المتاحف الشهيرة بمجموعاتها من الفن الإسلامى مثل متحف الفن الإسلامى فى اللوفر أو المتحف الوطنى للفنون الإسلامية فى روما أى معروضات تمثل أحد أهم الوثائق التاريخية المنسوجة.

وبوجود الكسوة فى جناح (جى- 6) بالقرب من بوابة 9، يصبح معرض أبوظبى للكتاب أول موقع يستطيع الجمهور من خلال الإطلاع على أندر كسوة للكعبة الشريفة، ما يؤكّد القيمة المتزايدة لمعرض أبوظبى للكتاب كمعرض لأندر الوثائق التاريخية ومنها كسوة سليمان القانونى، بالإضافة إلى تحول أبوظبى إلى أهم العواصم العربية لعرض روائع الفن الإسلامى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة