فيسك: الحديث عن السلاح الكيماوى بسوريا دراما سابقة تعتريها المؤامرات

الأحد، 28 أبريل 2013 01:56 م
فيسك: الحديث عن السلاح الكيماوى بسوريا دراما سابقة تعتريها المؤامرات روبرت فيسك
لندن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك أن التقارير التى تتردد حول قيام نظام الرئيس السورى بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه تأتى كجزء من حلقات درامية سابقة تعتريها المؤامرات.

وتساءل فيسك - فى مقال بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية نشرته اليوم "الأحد"- عما إذا كان يوجد أى سبيل للهرب مما وصفه بـ"مسرح الأسلحة الكيماوية"، وقال: "إن المخابرات العسكرية الإسرائيلية أعلنت أن قوات الأسد استخدمت، أو ربما تكون استخدمت أو تعتزم استخدام أو بإمكانها استخدام أسلحة كيماوية، ثم جاء وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل ليتعهد فى إسرائيل بتعزيز القوة العسكرية الإسرائيلية المبالغ فى تسليحها بالفعل بقدر كبير، ويتجاهل الحديث عن حقيقة امتلاك إسرائيل أكثر من 200 من الرؤوس الحربية النووية، ثم يستوعب بالكامل ويقتنع بالتقييمات الاستخباراتية الإسرائيلية حول سوريا.

واستطرد الكاتب البريطانى قائلا: "إن هاجل عاد إلى واشنطن وأعلن أن بلاده تحتاج كافة الحقائق الخاصة بهذا الأمر الجاد، فى حين أكدت السيناتور ديان فينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ - وهى التى دافعت عن تصرفات إسرائيل فى عام 1996 بعدما قتلت 105 مدنيين، معظمهم من الأطفال، فى قانا بلبنان- إنه قد تم تجاوز الخطوط الحمراء التى وضعتها واشنطن أمام الأسد ولذلك يتحتم على الإدارة الأمريكية أن تعمل لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق أوسع.

وربط الكاتب البريطانى روبرت فيسك هذه التقارير والأنباء المتداولة حول الأسلحة الكيماوية السورية بكليشيهات قديمة يدركها الجميع، وهى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخشيان من سقوط الأسلحة الكيماوية التى يمتلكها نظام الأسد "بالأيدى الخاطئة".

وقال: "إن ثمة مخاوف تنتاب ذهن واشنطن تل أبيب من سقوط هذه الأسلحة الكيماوية فى أيدى الجماعات المتشددة والتى تدعمها واشنطن ولندن وباريس والمملكة العربية السعودية وقطر".

وأضاف: "أنه فى حال وصف هذه الأيدى بـ"الخاطئة" فإننا يمكن إذا أن نصف أيدى الأسد بـ-"الصحيحة"، وبذلك نعود إلى الوضع الذى كان متواجدا إبان امتلاك نظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين أسلحة كيماوية حتى قرر استخدامها ضد الأكراد".

وتابع فيسك قائلا :" إنه تأكد لدينا الآن أن هناك ثلاثة حوادث بعينها تم فيها استخدام على ما يبدو كونه غاز "السارين" القاتل فى سوريا: فى حلب (حيث يتهم كل طرف - المعارضة والحكومة/ الطرف الآخر بارتكابه) وفى حمص؛ حيث تم إطلاق هذا الغاز على نطاق صغير ثم من خلال هجمات شنت بضواحى دمشق، ومع ذلك ومع حرص البيت الأبيض على تجاهل هذه الحوادث، أفادت أنباء دخول ثلاثة أطفال سوريين لاجئين فى لبنان إحدى مستشفيات مدينة طرابلس اللبنانية إثر إصابتهم بحروق عميق وبالغة فى أنحاء متفرقة من أجسادهم.

وأوضح فيسك أنه رغم حقيقة تسبب القنابل الفسفورية فى حروق عميقة وربما تشوهات خلقية تصيب الأطفال، لم يعرب الأمريكيون عن اعتقادهم بأن الجيش النظامى السورى استخدم مثل هذه الأسلحة (التى تصنف على أنها كيماوية)، ومع ذلك أعاد فيسك إلى الأذهان قيام الجيش الأمريكى باستخدام القنابل الفسفورية إبان غزو العراق وقصف مدينة الفلوجة مما تسبب الآن فى إلحاق التشوهات الخلقية بأجنة الأطفال.

ومضى الكاتب البريطانى الشهير فى سرد المفارقة القائمة بين حقيقة انعكاس كراهية المجتمع الدولى للأسد من خلال التقارير التى تؤكد قيام قوات الشرطة السرية فى دمشق بتعذيب المنشقين عن النظام وبين قيام واشنطن قبل عشرة أعوام بتسليم أناس أبرياء - كان من بينهم مواطن كندى- إلى دمشق من أجل استجوابهم وتعذيبهم على يد نفس رجال الشرطة السرية التابعة للنظام السورى!!.

واختتم فيسك مقاله :" إننا فى حديثنا عن الأسلحة الكيماوية التى كان يمتلكها الرئيس العراقى السابق صدام حسين يتعين علينا أيضا تذكر أن مكونات هذه الأسلحة تم تصنيعها بمصنع بمدينة "نيوجيرسي" الأمريكية، ثم تم إرسالها إلى بغداد عن طريق الولايات المتحدة نفسها".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة