عرضت مكتبة الإسكندرية أول فيلم روائى طويل عن الثورة السورية بعنوان "باب شرقي" فى ندوة عنوانها "ثلاثية الربيع العربى السينمائية"، بحضور الإعلامى والمخرج الدكتور محمد سعيد محفوظ، ومخرج الفيلم أحمد عاطف، وذلك ضمن الفاعليات الثقافية لمعرض الإسكندرية الدولى للكتاب.
وأكد أحمد عاطف أن سبب قيامه بإنتاج وإخراج فيلم عن الثورة السورية أن هناك دولا كثيرة تستخدم سلاحها السياسى ومن الممكن أن تستخدمه فى طرد بشار الأسد من سوريا، لكنه استخدم سلاحه كإنسان وسينمائى وهو صناعة فيلم يتحدث عن الثورة السورية، فالسينما أداة سحرية قوية قادرة على أن تقف أمام ماكينة القتل.
وقال إن باب شرقى هو مكان فى دمشق عاشت به جميع الأديان والأعراف، ورغم أن سوريا تشمل عدة طوائف إلا أنها لم تكن طائفية أبدا، وعندما يقوم رئيس دولة بتقسيم البلد إلى طوائف وقتل من يختلف معه فى الرأى فيجب عليه أن يتنحى فورا أو أن يخرج من الحُكم بخبث مثلما فعل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح.
وفيما يخص بيع الفيلم أكد عاطف أنه رفض بيعه لأى جهة سينمائية أوروبية حتى لا يخضع لأى جهة سياسية ولكى يظل رمزا حقيقيا للثورة السورية، فهذا الفيلم هو جهد من صنعوه، وقد عمل فيه الإعلامى السورى فرحان مطر والأخوين ملص دون أجر.
وأكد عاطف أن القنوات التليفزيونية غير قادرة على شراء الفيلم نظرا لمشهد نهايته، ولكنه عُرض فى إفريقيا فى مهرجان ببوركينا فاسو، كما أن مهرجان "كان" طلب نسخة من الفيلم لمشاهدته قبل عرضه، بالإضافة إلى أن الفيلم سوف يُعرض فى 8 دور عرض فى مصر.
وتم استطلاع رأى الجمهور السورى الذى تابع الفيلم وقد أكد أحدهم أن الفيلم لا بد من عرضه حاليا وليس بعد انتصار الثورة السورية وذلك للمساهمة فى رفع معنويات الشعب السوري.
وبسؤال المخرج أحمد عاطف عن المغزى من نهاية الفيلم أكد أن المنطق الفنى ينص على العدالة الشعرية فيجب أن يأخذ الظالم جزاءه ليشعر المشاهد بالعدالة فهو حل درامى أكيد باعتبار أن بشار الأسد هو السبب فى كل ما حدث بسوريا كما أنه لعبة سينمائية فكان لا بد من وجود دوى يجذب المشاهدين للفيلم.
وبسؤاله عن سبب تكرار مشاهد التعذيب والقتل فى الفيلم أكد عاطف أن المشاهد وصل إلى درجة غريبة من التبلد بسبب كثرة مشاهدته لتلك المشاهد فى نشرات الأخبار فكانت وظيفته كمبدع أن يوقظ وعى المشاهد ليأخذ موقفا ولا يكون متفرجا فقط.
وقد أعرب الاعلامى السورى فرحان مطر عن مدى شكره وتقديره للمخرج أحمد عاطف لإنتاجه وإخراجه الفيلم، مؤكدا أن العنصر الأول الذى حققه الفيلم هو تحقيق السبق والريادة له حيث لم يجرؤ أحد من الساسة ورجال الأعمال والفنانين على المشاركة فى إنتاج الفيلم لكن اعتمد أحمد عاطف على ذكائه الفنى ومهارته واعتمد أيضا على الناشطين السوريين وهذه مغامرة فى حد ذاتها.
وأشار مطر إلى أن العنصر الثانى يتمثل فى أن الفيلم كان سورياً بكل تفاصيله كما أن عاطف أعطاه حرية التعرف على دوره وقام بكتابته كما يرى، وتلك الحرية ساعدت على تحقيق تلك الروح السورية.