تحل يوم الجمعة المقبلة الذكرى الأولى لرحيل المطربة الجزائرية وردة التى رحلت عن عالمنا يوم 17 مايو العام الماضى، إثر أزمة قلبية تعرضت لها فى منزلها بحى المنيل، وهو الخبر الذى مثل صدمه لمحبيها سواء فى مصر أو الجزائر أو جميع الدول العربية، فنجومية وردة كانت تحمل طابعا خاصا ومميزا، وحبها للغناء لم يتوقف فى أى لحظة من حياتها وكانت دائما تردد "سأظل أغنى حتى آخر نفس فى حياتى" فمنذ طفولتها كانت تحلم بالغناء وحتى فى أيامها الأخيرة لم تتوقف، بل كانت تحيى بعض الحفلات الغنائية والدموع تنهمر من عينها على المسرح وهو ما ظهر واضحا فى حفلها الذى كانت أحيته بـ "ليالى فبراير" عندما بكت بعد تصفيق الجمهور لها، بل إن المطربة رحلت وهى كانت تجهز لتصوير فيديو كليب لإحدى أغانيها وهو الكليب الذى كان تقول عنه إنه سوف يكون مفاجأة للجميع.
رحلة وردة محمد فتوكى الشهيرة بـ "وردة الجزائرية" مع الغناء بدأت منذ طفولتها، حيث ولدت لأب جزائرى وأم لبنانية فى فرنسا فى أواخر الثلاثينات من القرن الماضى، وتعلمت الغناء على يد مجموعة من المتخصصين فى فرنسا منهم الفنان التونسى الراحل الصادق ثريا، وأبدوا إعجابهم بصوتها ووجدوا أنه يختلف عن باقى المطربين الموجودين حينذاك، ولم تكن حلاوة صوتها فقط هى من أدهشت أساتذة وردة فى الغناء لكن أيضا إتقانها لتقديم أغانى لعمالقة الفن وقتئذ ومنهم أم كلثوم، التى شاءت الأقدار بعد ذلك أن تكون بدايتها الغنائية الحقيقة وتحليقها فى عالم الشهرة وتعلق الجمهور المصرى بها بأغنية " أوقاتى بتحلو" من ألحان سيد مكاوى والتى كانت ستغنيها أم كلثوم، لكن وقف الموت حائلا دون تحقيق ذلك، لتذهب الأغنية إلى وردة، حيث وجد مكاوى فى صوتها ضالته المنشودة والتى ظل يبحث عنها حوالى 5 سنوات لتخرج الأغنية من الأدراج فى حفل غنائى عام 1979.
قدمت وردة على مدار مشوارها الفنى الغنائى العديد من الأعمال الغنائية العاطفية عن الحب والهجر والفراق والخيانة، لكنها لم تنسى أبدا الوطن، حيث قدمت أغانى سياسية وطنية رفضت أن تأخذ مقابلا ماديا عنها، وأبرزها أوبريت "وطنى حبيبى" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عام 1960 والذى شارك فى تقديمه أيضا النجوم عبد الحليم حافظ وصباح وشادية وأخرون، كما غنت أيضا "حلوة بلادى السمرا" والتى كانت تستعد لإعادة تقديمها مرة أخرى بطريقة مطورة وحديثة بعنوان "إحنا كلنا ولادك يا مصر" لتهديها إلى الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير لكن القدر لم يمهلها.
كما لم يمهلها القدر أيضا الفرصة لسماع أغنيتها "الأيام" كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين باللهجة اللبنانية والتى كانت سجلتها للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، حيث كانت تعتزم المطربة مشاركة أبناء بلدها فى ذكرى الاستقلال وكانت تستعد لذلك وأبدت سعادتها لمسئولى وزارة الثقافة والدبلوماسيين فى الجزائر لتوجيه الدعوة لها ضمن عدد من الشخصيات الفنية والسياسية وكبار الكتاب والمثقفين، حيث كانت ستحيى 3 حفلات فى 3 ولايات مختلفة بدون تفاضى أى أجر يذكر، فوردة كانت تعتبر الغناء لوطنها سواء مسقط رأسها الجزائر أو مصر التى شهدت شهرتها وعاشت بها بمثابة الواجب تجاه الوطن.
ورغم أن أغانى وردة للأطفال قليلة جدا إلا أنها تعد من الأغانى الخالدة ومن العلامات البارزة فى أغانى الأطفال، وأشهرها بعنوان "أنا عندى بغبغان" كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان بليغ حمدى وأيضا "بوسة على الخد ده" كلمات عبد الوهاب محمد وألحان بليغ حمدى، لتبرع وردة فى تقديم جميع أشكال الأغانى لتعيش بصوتها، وأيضا تشكل تراثا فنيا مميزا فى سجل الأغنية العربية، يستلهم منه كبار نجوم الأغنية فى الوطن العربى ليعيدون تقديم بعض أعمالها الغنائية وأبرزهم الكينج محمد منير الذى قدم من قبل أغنية "حكايتى مع الزمان" وإليسا التى قدمت فى ألبومها الأغنية أغنية "لولا الملامة"، كما أن العديد من المتسابقين فى برامج اكتشاف المواهب الغنائية يحرصون على إعادة تقديم أغانى المطربة الراحلة وردة من أجل الاستحواذ على رضا لجنة التحكيم والجمهور.
موضوعات متعلقة:
عبد الوهاب وبليغ حمدى والموجى ومكاوى "كلمة السر" فى تألق وردة
أحمد صقر: تلقائية وردة وحساسيتها ووجهها الجميل أهم أسلحتها كـ"ممثلة"
أكدب عليك لو قلت نسيتك همسة.. أكدب عليك..
عام على رحيل وردة الجزائرية.. غنت لمصر والجزائر مجانا ومنعها القدر من استمرار العطاء الوطنى.. أغانى الحب عاشت بصوتها ليستلهمها نجوم الأغنية الحديثة.. وحفرت اسمها فى ذاكرة الطفولة بـ"أنا عندى بغبغان"
السبت، 11 مايو 2013 10:59 ص
وردة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة