يتمكن الشغف من بعض الأسر التونسية، خاصة فى الريف، لتربية الحمام، حبا فى سمات هذا الطائر الوديع، إضافة إلى التمتع بلحمه الطيب، غير أن بعض هذه الأسر تربيه على أسس سليمة، وأخرى بشكل عشوائى.
وهناك أنواع كثيرة للحمام الذى يربيه التوانسة، بعضها لا يمكن التفريق فيه بين الذكر والأنثى، إلا من خلال عمليات التودد التى يشتهر بها ذكر الحمام لأنثاه، وبعضها الآخر يمكن معرفة اختلاف الجنس بينها من خلال سمات الشكل والحجم والصوت.
ومن أنواع الحمام بتونس: المالطى، والمسكى، والهديل، وغيرها من الأنواع التى يعرفها الشغوفون بتربية الحمام.
ويعتمد بعض المربين على الأساليب العلمية فى تربية الحمام، سواء فى تنظيف أماكن نومه وإيوائه وطرق تغذيته بالعلف والماء وتتبع حالات بيضه وفقس بيضه والعناية بفراخه.
وفى هذا يقول الطبيب البيطرى، سالم النعمانى، لمراسل الأناضول: "الحمام يحب النظافة، وأى نقص فى تنظيف البيوت التى يسكنها أو كمية العلف التى يجب أن يتناولها تؤثر سلبا على إنتاجه، بل تؤثر على صحته، وربما صحة من يربيه؛ لأن الإهمال أحيانا يؤدى لأنواع من التلوث".
وينتقد النعمانى أساليب بعض المربين "العشوائيين" الذين لا يهتمون ببيوت الحمام من حيث السعة والنظافة، مشيرا إلى أن "أفضل طريقة هى وضع العلف فى أوانى مستطيلة معلقة فى الهواء وليس على الأرض، وكذلك الماء الذى يجب أن يوضع هو الآخر فى أوانى عميقة نسبيا، مع العناية بنظافة هذه الأوانى، وكذلك أوكار الحمام".
ولا يوجد فى تونس أسواق كبيرة للحمام، بل أماكن بعضها معزول فى وسط بعض المدن، ويباع عادة يوم الجمعة من كل أسبوع.
وعن أسعاره يقول عبد الرزاق الورفلى، تاجر حمام، لمراسل "الأناضول" إن الأسعار تتفاوت حسب النوع "فهناك زوجان من الحمام بعشرة دنانير (6.3 دولار)، وهناك زوجان بـ100 دينار (63 دولار)".
ويشتكى الورفلى مما وصفها بقلة الإقبال على شراء الحمام: "اشترى هذه الأزواج من المربين، وأقوم بدورى ببيعها للشغوفين الجدد بتربية الحمام، لكن الاهتمام بشراء الحمام قل رغم أن تربيته مربحة على المستوى الأسرى".
وعند سؤاله عما إذا كان ينوى أو سبق له تربية الحمام فى بيته قال بروح فكاهية ساخرة: "لا يمكننى تربية الحمام؛ لأنى متأكد من أن قطط الجيران ستأكله".
وعكس كثير من الناس، ينعم مربو الحمام بموائد عامرة بلحم الحمام الذى لم يمض على طيرانه سوى بضعة أشهر، أما كبير السن فيحتاج فى الطهى لوقت أطول، فضلا عن افتقاده للذة ونكهة الحمام صغير السن.
ويحكى لطفى بن حدة، أحد مربى الحمام، تجربته فيقول: "كل يوم فى شهر رمضان أذبح ما بين 4 و8 طيور من الحمام حسب الحاجة؛ فأحيانا يأتينا ضيوف فنضطر لذبح العدد الذى يكفى، أما الأسرة فيكفيها بين 4 و5 طيور".
وحول ما يقدمه من طعام لحمامه، قال إنه لا يقدم الكثير: "الحمام كغيره من الطيور يمكنه الحصول على طعامه بمجهوده الخاص؛ حيث يطير ويبحث عن الأماكن التى يجد فيها الطعام، وهى مخلفات الحصاد والخضار فى المزارع وغيرها، لكننا مع ذلك نقدم له فى الغالب طعامه، وهو نقع الخبز اليابس بالماء، كما يأكل بقايا الطعام الأخرى كالأرز والمكرونة وغير ذلك".
وحول ما ينجبه زوجا الحمام من فراخ فى السنة يقول بن حدة إن زوجى الحمام يفقسان بين 20 و24 بيضة فى العام أى بين 10 و12 زوجا فى السنة".
وبسعادة أشار إلى طيوره، قائلا: "بدأت بتربية زوجين من الحمام، وكل ما ترى من أعداد هائلة هى من هذين الزوجين الذين أهداهما لى والدى وأنا صغير".
وموضحا الشغف الذى تمكن منه فى تربية الحمام، يضيف المربى: "من حين لآخر أذهب إلى السوق وأقتنى أنواعا جديدة غير موجودة لدى".
وعن نصيحته لمربى الحمام يقول: "الحب، ثم النظافة، ثم استغلال فضلات الحمام فى تسميد الأرض؛ فهى أفضل طريقة للتخلص منها".
تربية الحمام فى تونس.. مائدة شهية وهواية محببة
الأحد، 19 مايو 2013 06:40 م
تربية حمام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة