الخارجية تحتفل بمرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية

الإثنين، 20 مايو 2013 08:09 م
الخارجية تحتفل بمرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية محمد كامل عمرو وزير الخارجية
كتبت أميرة عبد السلام - تصوير حسن محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفلت وزارة الخارجية، اليوم، بمرور ٥٠ عاما على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقى)، وألقى وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، كلمة خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء المنظمة، قال فيها، إن المنظمة الأفريقية كانت عبر العقود الماضية بمثابة القلب النابض لمسيرة العمل الأفريقى المشترك، والآلية الجامعة لجهودنا ومساعينا فى سبيل تلبية تطلعات شعوبنا نحو الوحدة والحرية والازدهار، مما يضيف إلى خصوصية هذا اللحظة.

وأكد "عمرو"، فى الاحتفال الذى نظمته وزارة الخارجية فى قصر محمد على، بحضور أكثر من ٣٠٠ دبلوماسى وسفير من ممثلى البعثات الدبلوماسية الأفريقية، أن الاحتفال يجرى هنا فى القاهرة، التى كانت دوماً حاضنة للقضايا الأفريقية، ومنبراً للدفاع عن مصالح القارة، وداعماً رئيسياً لكافة المناضلين فى سبيل حرية القارة الأفريقية وتقدمها.

وأضاف، وإذ ننظر اليوم إلى تلك المسيرة الحافلة من العمل الأفريقى الجماعى، وما أنجز خلالها، فلابد لنا أن نقدم تحية إجلال وتقدير للآباء المؤسسين لمنظمتنا العريقة، الذين آمنوا بالمستقبل وعملوا من أجله بصدق وإخلاص.

وتابع، سيتذكر التاريخ دائماً الملحمة التى خاضتها الشعوب الأفريقية، والتضامن فيما بينها، للتخلص من وطأة الاستعمار ونيل استقلالها، واستعادة السيطرة على مقدراتها وثرواتها.

وقال لقد كانت مصر فى القلب من هذه الملحمة منذ بدايتها، حيث سخرت كافة إمكاناتها لدعم قضية استقلال القارة، ووقفت بكل عزم، ومن خلال كل المحافل وعلى رأسها حركة عدم الانحياز، لتكوين رأى دولى عام داعم لشعوب القارة المتطلعة إلى الاستقلال، ولفت أن القاهرة استضافت على أرضها حركات التحرر الأفريقى ودعمتها بكافة السبل، وانطلقت الإذاعات من القاهرة باللغات الأفريقية تدعو شعوب القارة للثورة والتحرر، كذلك شاركت مصر فى مؤتمرات التضامن بين الشعوب الأفريقية، بدءاً من المؤتمر الأول فى أكرا عام 1958، واستضافت القاهرة المؤتمر الثالث فى عام 1961، وهى المؤتمرات التى بلورت روح التضامن بين الشعوب الأفريقية، وأفضت إلى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.

وأضاف، لعل تولى مصر رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية ثلاثة مرات، واستضافتها ثلاثة قمم أفريقية، كان آخرها عام 2008، دليلاً على التزام مصر بدعم المنظمة.

وأكد خلال اللقاء، الذى سيطرت على أروقته مناقشة التحديات التى تواجه الدول الأفريقية بسبب إعلان أثيوبيا البدء فى تنفيذ مشروع سد النهضة، أكد على أن مصر كانت دائما حريصة على المساهمة فى تحقيق الأمن والسلم فى مختلف أنحاء قارتنا الأفريقية، وأشار، إلى أن مصر وضعت وسخرت كل إمكانياتها لتطوير قدرات الاتحاد الأفريقى فى إدارة وتسوية النزاعات، وتدعيم آليات التنمية وإعادة الإعمار فى مرحلة ما بعد النزاعات، انطلاقا من قناعتها بمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية.

وقال: تعتز مصر دوماً بكونها إحدى الدول الخمس المؤسسة لمبادرة النيباد، باعتبارها الإطار الأفريقى الأشمل لتحقيق التنمية فى القارة وفقاً لأهداف وأولويات أفريقية، وأكد، على أنها مستمرة مصر فى دعم برامج ومشروعات النيباد فى مختلف المجالات، خاصة المشروعات التى تتولى مصر مسئوليتها فى إطار مبادرة تنمية البنية التحتية فى أفريقيا، لإنشاء مجرى ملاحى نهرى للربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وكذلك لاستكمال الجزء الخاص بالربط بين مصر والسودان فى إطار محور التنمية القاهرة- كيب تاون، وصولاً لتحقيق كافة أهداف المبادرة بالقضاء على الفقر وتعزيز معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لكافة شعوب القارة.

وأشار إلى قضية التنمية البشرية فى أفريقيا، وقال بأنها كانت دوماً فى مقدمة اهتمامات مصر، وتابع، لا يفوتنى أن أنوه فى هذا الإطار إلى الدور الذى يقوم به الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا من خلال المساهمة فى إعداد وتأهيل الكوادر الأفريقية فى مختلف المجالات، بما يؤهلها للنهوض بـأعباء التنمية، حيث درب الصندوق منذ إنشائه ما يزيد عن 8000 متدرب من الكوادر الأفريقية، كما أوفدت مصر من خلال الصندوق ما يقرب من ثمانية آلاف خبير فى مختلف المجالات لتقديم الخبرات المصرية المتميزة للعديد من الأشقاء فى أفريقيا.

وأضاف أن مصر تحرص أيضا على مواصلة دعمها لمسيرة التكامل الأفريقى، وفى هذا الإطار تأتى استضافة مصر للقمة المرتقبة للتكتلات الإقليمية الثلاث، الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا، لتحقيق التجانس بين سياساتها وبرامجها، وبما يمثل خطوة هامة على صعيد تحقيق الاندماج الإقليمى وإقامة السوق الأفريقية المشتركة.

وقال: بالرغم من كل ما تحقق عبر مسيرة العمل الأفريقى المشترك، فإننا على وعى تام بأن التحديات التى تواجه شعوبنا اليوم لا تقل جسامة عن تلك التى واجهتها فجر استقلالها، ولعله مما يدعو إلى الثقة فى قدرة القارة على تجاوز كافة هذه التحديات.

وأضاف، تستقبل القارة الخمسينية الجديدة من عمر المنظمة والنسبة الأكبر من سكانها هم من الشباب، الذين يمثلون أهم موارد القارة وثرواتها، كما تمكنت أغلب دولها من تحقيق معدلات تنمية تبلغ فى المتوسط 5% وتتجاوزها فى بعض الحالات، بالرغم من الاضطرابات التى شهدها الاقتصاد العالمى، مما جعل العالم الآن ينظر إليها على أنها القارة الصاعدة فى مجال النمو الاقتصادى، بعد أن كانت تعتبر حالة ميئوساً منها اقتصادياً منذ أعوام قليلة.

وقال، إن أهم انعكاسات ثورة 25 يناير المجيدة، إعادة التأكيد على الأولوية التى تستأثر بها القضايا الأفريقية فى مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، ومن هذا المنطلق، فقد حرصت مصر خلال الفترة الماضية على تعزيز التواصل مع أشقاءها الأفارقة، وتكثيف الاتصالات والتنسيق بشأن كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ووجه التهنئة لجميع الحاضرين فى هذه المناسبة الخاصة، آملاً فى أن تكون فرصة لتجديد العزم على العمل معاً لما يحقق تطلعات وآمال شعوبنا للمستقبل الأفضل الذى تستحقه.




















































مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة