صالح الغازى يكتب: توك توك المحلة وصورة مبارك

السبت، 15 يونيو 2013 03:12 م
صالح الغازى يكتب: توك توك المحلة وصورة مبارك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زيارتى، من أسبوعين، لمدينة المحلة الكبرى شاهدت توك توك يمر بشارع البحر عليه صورة مبارك! استغربت وانزعجت جداً، حاولت أن أتبين ما المكتوب على الصورة لكنى لم أستطع.

ودارت أسئلة عديدة فى رأسى هل هو فلول؟ مجنون؟ عشوائى؟ أم بلطجى؟ هل هو مُستأجر؟ وما استقر فى تفكيرى أنه من تفاصيل التخبط فى الشارع المصرى.

لكن بالمصادفة، بعد يومين، كنت أمر عند مجلس المدينة فوجدت التوك توك راكن على الجانب الآخر فالتقطت الكاميرا وصورته من بعيد، وتبين أن صاحبه جالس يشرب الشاى على المقهى. نعم هو صاحبه فاللوحات المعلقة أعلى سقف التوك توك من الجانبين عليهما صورة المخلوع، وصاحب التوك توك يقبل رأسه مكتوب على ناحية "30 سنة ماشفناش جوع، 7 شهور موتنا من الجوع" وعلى ناحية أخرى "ما تعرفش قيمة أبوك إلا ما تعاشر جوز أمك" أما الناحية الثالثة لمحت صورة لعبد الناصر لكنى لم أتبين الناحية الرابعة لكن يبدو أن مكتوب عليها كلام كثير!.

لم يكن صاحب التوك توك صبيا صغيرا كما تخيلت فهو رجل فى منتصف الأربعينيات يبدو عليه التحفز كأنه يريد أى أحد يحادثه أو يعلق على الصورة لينفجر فيه، وبينما هممت أن أقترب منه، قام وركب التوك توك. ووجدت لا جدوى من محادثته فالكلام المكتوب واضح منه أنه صبر سبعة أشهر لكن ضاقت به الحياة فى هذه المدة فكان الوضع أسوأ مما كان خلال 30 سنة، كذلك هو يلوم نفسه على تعشمه الخير فيمن لم يكتشف فيه الخداع والطمع (جوز أمه).

لكن أبداً لا ألتمس العذر له لتقبيل رأس الطاغية ولا حتى من باب إغاظة أتباع المنتخب، على كل حال وبأى تفسير ممكن فهذا المشهد موشر لأمرين: أولهما أن الشارع فيه تمرد قوى لكن بدون بديل حقيقى فهل ستفرز الأيام المُنقذ؟ أم سيظل الشعب هو الملهم الوحيد لنظل فى هذه الدائرة؟، والأمر الثانى: أن هذا الرجل، سائق التوك توك، ليس إلا أحد ضحايا هذا النظام ذو الجلد السميك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة