أول من رفع شعار صدرها وبلاش تستخسرها..

الحاج سيد الشعراوى "ملك السلطنة" 104 سنة فى صناعة الشيشة

الإثنين، 24 يونيو 2013 09:06 م
الحاج سيد الشعراوى "ملك السلطنة" 104 سنة فى صناعة الشيشة الحاج زكريا شعراوى أحد أحفاد "ملك السلطنة"
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحاج سيد الشعراوى والشهير بـ"ملك السلطنة" أول من صنع الشيشة فى مصر، ولم يكتف بالتجارة داخل مصر بل صدرها إلى الدول الخليجية والأجنبية، "رافعاً شعار صدرها وبلاش تستخسرها"، فالشيشة بالنسبة له ليست مجرد شىء ترفيهى أو لمجرد تضيع الوقت، إنما هى تراث مصرى شعبى حاول مراراً وتكراراً الحفاظ عليه من الانقراض، حتى بعد وفاته أصبحت تلك الصناعة، صناعة تتوارثها أجيال العائلة.

"فرغة، قلب، طاسة، ليى، بلية، جلدة، قماشة، وكعب.. هى دى مكونات الشيشة اللى استرزقت من وراها عائلة لمدة 104 سنة"،
ولم تكن الشيشة هى مجرد صناعة بالنسبة لهم، إنما هى فخر من وجهة نظرهم كونها من الصناعات الشعبية القليلة التى انفرد بها المصريون، بل ويتهافت عليها السياح والأجانب حتى الآن، فهى على الرغم من بساطة شكلها، ألا أنها صعبة الصنع، لأنها تعتمد على الصناعة اليدوية فقط فى كل مراحلها، خاصة مرحلة النقش والرسم على معدنها سواء كان نحاس أو استانلس.

ويقول الحاج زكريا شعراوى أحد أحفاد الحاج الشعراوى لـ"اليوم السابع"، إنه ورث تلك المهنة من أكبر جده الكبير الذى افتتح ورشته ومحله الخاص منذ عام 1907 بمنطقة "الحسين"، كما يضيف أن تلك المهنة فى طريقها للانقراض، فهو تقريباً الآن آخر من يصنعون الشيش فى مصر، فمثلها مثل كل المنتجات أصبحت صناعة صينية وقالها بالإنجليزية.

يشير الحاج زكريا، إلى أن الشيشة لم تقتصر على مجرد التدخين والمزاج، إنما هى تمتلك ثقافة وتاريخ خاص بها، يقول إن الشيشة ظهرت فى مصر من قبل عام 1908 بكثير، ولكن فى شكلها الأول وهو "الجوزة"، وهى عبارة عن قلة نحاس وغابة أو قصبة طويلة، ولكن مع حكم محمد على لمصر أضافوا الأتراك الزجاج والقاعدة الكبيرة لها، واستمرت فى التغيير حتى أصبحت على شكلها الآن.

ويستكمل ضاحكاً: "الأتراك هما اللى علمونا التنبلة، الجوزة زمان كانت سهل أن الواحد يتحرك بها زى السيجارة ويعمل اللى عاوزة إنما من ساعة ما تعلمنا الشيشة لازم نقعد جنبها على ما الحجر يخلص"

وعلى الرغم من ندرة هذه الصناعة، إلا أن تجارتها مربحة حتى الآن "فلا الهم والدخان بيخلصوا ولا الناس بيبطلوهم" - على حد قوله - كما يتراوح سعر الشيشة من 30 إلى 800 جنيه.

ويفسر الحاج زكريا عدم مقدرتنا كمصرين على الحفاظ على الحرف والصناعات المصرية بشكل عام، وعلى تصنيع الشيشة على وجهة الخصوص لسبب يعود إلى "الصنايعى" نفسه، فيقول "الصنايعى المصرى لا يعمل ولا ينتج طالما يملك قوت يومه، حتى يفلس يعود مرة أخرى إلى حرفته، مما أدى إلى تدهور مثل تلك الصناعات الصغيرة".

إلى جانب ارتفاع أسعار الخامات الذى يكون نتيجته الطبيعية ارتفاع فى سعر السلعة نفسها، فلا تجد إقبالاً عليها نظراً للظروف الاقتصادية، وهنا يفتح السوق المصرى زراعيه لتسويق الصناعات الصينية المقلدة لصناعتنا وحرفتنا الأصلية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة