نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا لوضاح خنفر، المدير العام السابق لقناة الجزيرة القطرية، قال فيه إنه على المصريين ألا يسمحوا بانزلاق بلادهم نحو الفوضى، واعترف بأن الرئيس محمد مرسى قد ارتكب أخطاء لكنه قال إن المعارضة بتحالفها مع أعضاء النظام السابق، على حد قوله، تهمش الديمقراطية.
ويشير خنفر إلى أنه بدلا من الاحتفال بإتمام مرسى عامه الأول فى حكم مصر، فإن الكثيرين يخشون من أن الذكرى ستشهد بداية انهيار النظام السياسى فى البلاد.
فقد دعت المعارضة لاحتجاجات حاشدة ضد مرسى والإخوان، ورغم أن الاحتجاجات حق سياسى فى أى ديمقراطية، إلا أن هذه الاحتجاجات يمكن أن تسفر عن انقلاب على العملية اليمقراطية، ويمكن أن تغرق مصر فى دائرة من العنف والفوضى.
ويتابع خنفر قائلا إن هناك عدة انتقادات يمكن أن توجه إلى أداء مرسى وسلوك الإخوان منذ سقوط مبارك، فعدم قدرتهم على إجراء حوار سياسى جاد مع المعارضة كان واضحا، واتخذوا قرارات من جانب واحد فى عدد من القضايا التى كانت تحتاج إلى إجماع وطنى. والمعارضة فى محاولاتها لإعاقة الرئيس والإسلاميين ورفضها لنتائج الانتخابات الحرة، تحاول أن تغير قواعد اللعبة الديمقراطية.
واتهم خنفر المعارضة بالقيام بأمرين خطرين ومحظورين سياسيا: الأول هو أنه بالمطالبة باستقالة مرسى تحالفت مع بقايا النظام السابق والأجهزة الأمنية التى تم حلها. وأشار إلى تصريحات البرادعى لصحيفة الحياة اللندنية التى قال فيها إن كلمة فلول أصبحت شيئا من الماضى، وأنه من الضرورى احتضان هؤلاء الذين لم يرتكبوا جرائم من النظام السابق. بينما وصف حمدين صباحى فى مقابلة مع التليفزيون المصرى أى معارض للتحالف مع عناصر النظام السابق بأنه مراهق سياسى ضيق الأفق.
وتزامنت هذه التصريحات مع عدد من الأحكام القضائة التى برأت عددا من عناصر النظام السابق مثل تبرئة مبارك من تهم الفساد وتبرئة نجليه جمال وعلاء وغيرهما.
أما الفعل الآخر المحظور كان دعوات شخصيات من المعارضة للجيش بالتدخل والإطاحة بالرئيس المنتخب. فإذا كان لمرسى إنجاز ديمقراطى حقيقى هو أنه أبعد الجيش عن السياسة، وقام بإقالة عدد من أعضاء المجلس العسكرى السابق. وقد أقنع قادة الجيش بعدم التدخل فى العملية الانتقالية. لذلك، فإنها مفارقة أن المعارضة التى كانت جزءا من الثورة ضد عقود الحكم العسكرى، تطالب الآن الجيش بالتدخل، وأن الجيش يرفض التدخل فى العملية السياسية.
وحذر خنفر من أن الشرق الأوسط يمر بأخطر مراحله الانتقالية منذ الحرب العالمية الأولى. وتأثير الثورة السورية وانتشارها إلى لبنان والعراق وارتفاع التوترات الطائفية إلى مستويات غير مسبوقة، يمكن أن يكون له انعكاسات جذرية على المنطقة.
وانزلاق مصر نحو الفوضى سيزيد من الخطر وعدم الاستقرر فى المنطقة برمتها، ويجب على المصريين ألا يسمحوا بهذا، ولا يزال أمامهم فرصة لبناء مستقبل أفضل، ولا يوجد بديل عن الحوار الوطنى الجاد فى مصر تلزم فيه جميع الأطراف نفسها بالعملية الديمقراطية حتى لو كانت ضد رغباتها.
وضاح خنفر: على المصريين ألا يسمحوا بانزلاق بلادهم نحو الفوضى
الأربعاء، 26 يونيو 2013 01:30 م
وضاح خنفر المدير العام السابق لقناة الجزيرة القطرية