لا أدعى أننى أعرف جيدا الإخوان من الداخل، مثلما يعرفها الذين ينتمون إليها سواء الأتباع الذين ينفذون الأوامر أو القادة الذين يصدرونها لهم.
لكننى أعلم مثل الجميع أنها جماعة منظمة أنشأها المرحوم حسن البنا سنة 1928 خلال فترة الاحتلال البريطانى لمصر، واستطاع بحسن بيانه وصدق كلماته ومعرفته العميقة، بصحيح الدين نتيجة تخرجه فى دار العلوم أن يجتذب إليها آلاف المصريين فى القرى والمدن، وأن يؤلف منهم خلايا مترابطة يرأس كل منها فرد متميز، يقوم بتدريبها على أساس نظام الجوالة الذى كان معجبا به.
وهكذا نشأت الجماعة فى بدايتها دعوية خالصة، وذات توجه أخلاقى وصوفى وراحت تدعو إلى العمل النافع، فى المجتمع فتساعد الفقراء والمساكين وتساند المرضى والمحتاجين ثم حدث ما لابد منه، وهو أن (أى حزب ينشأ فى البداية صوفيا وينتهى سياسيا) وبفعل الظروف وطموح البعض راحت الجماعة تدخل مجال السياسة بعد أن قامت بجهد مشكور فى مكافحة الاحتلال ثم الاشتراك فى حرب فلسطين سنة 1948، التى انتهت كما نعلم بهزيمة ماحقة للجيوش العربية كلها وعلى إثرها نشأت دولة إسرائيل!
وبعدها عادت الجماعة لتشارك سرا فى ثورة يوليه 1952 وعندما نجحت حاولت اقتسام السلطة مع جمال عبد الناصر الذى لم يقبل شروطها فأقصاها واستبعدها ونكل بزعمائها.. ومن يومها والجماعة ماضية فى تجنيد أتباعها بصورة سرية (أصبح من الضرورى الآن الإعلان عنها) والانتظار حتى تحين لحظة سقوط الأنظمة القائمة فتتولى الحكم، لهذا كانت ثورة يناير 2011، فرصتها النادرة لذلك فانتخب منها الرئيس ومجلس الشعب ومجلس الشورى، وقامت هى بعمل الدستور وشكلت الحكومة وأصبح كل شىء تقريبا فى يدها، فماذا حدث؟ !
لقد تبين، بل تأكد أن قيادات الجماعة الحاليين ليسوا على مستوى زعيمها العظيم حسن البنا، فهم غالبا من أساتذة الجامعات ومن ذوى التخصصات غير الدينية كما أنهم لم يمارسوا الدعوة بين أفراد الشعب المصرى وإنما على نطاق ضيق بين أفراد الجماعة ثم أنهم اهتموا بالتصعيد داخل التنظيم على حساب الدعوة الدينية والأخلاقية، وكان هذا واضحا تماما من ضعفهم فى استخدام اللغة العربية الفصحى: لغة القرآن الكريم والسنة النبوية!
لقد انتهت الجماعة إلى حزب سياسى بل إنها انغمست تماما فى السياسة التى لم تكن واعية جيدا بأساليبها وسراديبها، وقد اعتمد قادتها على اتصالاتهم فى الخارج بأمريكا ووعدوها بأنهم الأصلح لحكم مصر بعد رحيل مبارك.
وخلال العام الذى تولوا فيه الحكم (يونيه 2012 – يونيه 2013) تعثروا غاية التعثر بدءا من الوعود التى أطلقوها ولم تتحقق، ومرورا بالقوانين التى أصدروها وكانت فرعونية، وانتهاء بتدهور أحوال الشعب المعيشية.
وأؤكد لكم أن الثورة على الإخوان لم تكن أبدا بسبب دعوتهم الدينية، فإن الدين هو أحد مقومات الشعب المصرى، وقد كان قبل الإخوان وسيبقى بعدهم وإنما بسبب الفشل الذريع، فى إدارتهم للبلاد، لذلك أرجو وأتمنى أن يعودوا لإحياء دعوتهم الدينية والأخلاقية من جديد، ويتركوا السياسة التى كادت أن تقضى عليهم، فهم فى مجال الدعوة يستطيعون أن يرفعوا من المستوى الأخلاقى للشعب المصرى، ويومها سوف يخرج منه السياسيون الحقيقيون الذين يديرون شئون البلاد على أفضل نحو ممكن.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
البرواز دينى اما الصوره فهى لجماعه تؤمن بكل شىء مباح فى سبيل الوصول للسلطه والهيمنه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ساذج وواهم الذى يعتقد ان الاخوان كانوا يخططون لاربع سنوات فقط
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
للاسف حولوا الاسلام الداعى للخير والمحبه والسلام الى اداه للتكفير وبث الكراهيه والبغضاء
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بدون اى تجنى وبكل الموضوعيه كيف نحلل ونقيم التصرفات الاتيه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اما الاعلان الديكتاتورى فقد جعل من الرئيس الها وسيفا مسلطا على رقاب الشعب والجيش معا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لو الشعب مش متدين ومتمسك بعقيدته لما استمر الاسلام فى مصر 1400 سنه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشعب المصرى يصلى ويصوم ويحج ويذكى من قبل ان يولد المرشد ومرسى وابو اسماعيل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا بتوع رابعه - الشعب هو السيد الشرعى المطاع - انتهى الدرس والصبر له حدود
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
30 يونيو يحسم كل ثورات التاريخ - الشعب هو السيد الشرعى المطاع
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بارادة الشعب انزاح الكابوس وهدأت النفوس وعادت مصر المناره والحضاره والكرامه
بدون