أعلنت جمعية الصحفيين الأمريكيين أن هيلين توماس عميدة مراسلى البيت الأبيض، التى عرفت الرؤساء الأمريكيين منذ جون كينيدى، توفيت اليوم السبت عن عمر ناهز 92 عاماً.
واشتهرت "توماس" بجلوسها الدائم فى الصف الأول خلال المؤتمرات الصحفية للمتحدثين باسم البيت الأبيض، حتى إنها حظيت بامتياز لم ينله أحد قبلها، إذ خصص لها مقعد باسمها فى الصف الأول، واشتهرت بأسئلتها المحرجة وكلامها المباشر والصريح.
بدأت بتغطية أخبار البيت الأبيض لحساب وكالة "يو بى أى" الأمريكية فى الستينيات فى عهد الرئيس جون كينيدى وبقيت فى عملها هذا حتى العام 2010 عندما قررت التقاعد إثر تصريحات أدلت بها وأثارت لغطا.
ويكفى القول إنّ توماس غطّت أنشطة 10 رؤساء أمريكيين على مدى نصف قرن، لتخط اسمها فى لائحة أساطير الصحافة.
وقامت توماس قامت بالتغطية الصحفية لرؤساء الولايات المتحدة جميعا بدءا من جون كندى وكانت أول امرأة عضو فى نادى الصحافة القومى، وأول امرأة عضو ورئيس لجمعية مراسلى البيت الأبيض.
كما كتبت أربعة كتب آخرها: "كلاب حراسة الديمقراطية؟" "Watchdogs of Democracy?" والذى تنتقد فيه دور وسائل وشبكات الإعلام الأمريكية فى فترة رئاسة جورج بوش.
وفى مايو من عام 2010 وردا على سؤال حول إسرائيل خلال احتفال أقيم فى البيت الأبيض قالت هيلين توماس، إن على الإسرائيليين "مغادرة فلسطين".
وأضافت فى تصريحها هذا "لا تنسوا أن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال والأرض أرضهم"، مضيفة "بإمكان اليهود العودة إلى ديارهم فى بولندا وألمانيا والولايات المتحدة أو أى مكان آخر، وعادت وقدمت اعتذارات عن تصريحاتها هذه.
وحظيت توماس بتقدير عال واسع النطاق، ترجمه الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال عيد ميلاده الـ48 عندما جذب الأضواء إليها لأن عيد ميلادها يصادف عيد ميلاده.
فتقدم الرئيس الأمريكى حاملاً الحلويات وكعكة توسطتها شمعة واحدة وهو يغنى "عيد ميلاد" لهيلين توماس، قبيل أن يطبع قبلة على خدها.
واضطرت الصحفية، التى ولدت لأسرة مهاجرة من لبنان استقرت فى ولاية كنتاكى، للاستقالة من وظيفتها بعد أن سجل لها حديث أدلت به خارج البيت الأبيض قالت فيه: "إن على الإسرائيليين أن يخرجوا من فلسطين والعودة إلى ديارهم".
وبدأت توماس مشوارها الصحفى كموظفة طباعة فى جريدة واشنطن ديلى نيوز ثم عملت لعقود لوكالة يونايتد برس إنترناشونال ثم أصبحت كاتبة عمود فى سلسلة صحف هيرست.
وتعتبر توماس من رائدات العمل الصحفى فى العالم حيث كانت أول امرأة عضو فى نادى الصحافة القومى، وأول امرأة عضو ورئيس لجمعية مراسلى البيت الأبيض وأول امرأة عضو فى "نادى غريديرون" وهو أقدم وأهم ناد للصحفيين فى العاصمة الأمريكية.
وكتبت أربعة كتب كان آخرها "كلاب حراسة الديمقراطية" الذى انتقدت فيه دور وسائل وشبكات الإعلام الأمريكية فى فترة رئاسة جورج بوش، حيث وصفت وسائل الإعلام الكبرى بأنها تحولت من "سلطة رابعة وكلاب تحرس الديمقراطية إلى "كلاب أليفة".
وعرفت توماس بتوجيهها لأسئلة صعبة وإلحاحها للحصول على إجابات خلال المؤتمرات الصحفية حتى وصف سكرتير صحفى للبيت الأبيض أسئلة توماس بأنها كانت بمثابة "عملية تعذيب" لكنه لم يخف إعجابه بموهبتها.
وقال الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون إن توماس هى السيدة الأولى للصحافة الأمريكية حيث عرف وجهها من الوجود الدائم فى الصف الأول فى مؤتمرات البيت الأبيض إضافة إلى أسئلتها اللاذعة.
وأثار هجوم توماس الشديد على الرئيس الأمريكى جورج بوش والحرب على العراق حفيظة الصحافة اليمينية بالولايات المتحدة وأطلق عليها لقب "العرافة العجوز القادمة من الشرق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة