"أنا أخنق مراتى..دا هى زوجتى وأختى وبنتى وحبيبتى وكل حاجة حلوة لى..دا أنا بكيت عليها لما عرفت أنها ماتت أكتر ما بكيت على أبويا..واديتها الميه شربت فى السحور قبل الفجر وبوست على دماغها ونامت وقلت لها بكرة هأعملك صينية بطاطس نفطر بيها..منها لله حماتى اللى ورطتنى أصلها طول عمرها بتكرهنى مش عارف ليه.." كانت هذه الكلمات للمتهم بقتل زوجته فى البدرشين.
وأضاف المتهم "محمود.م" 28 سنة فران، فى حديثه لليوم السابع، شقيقى الأكبر تزوج من ابنة عمنا وكانت زوجة مثالية و"بصراحة كان مرتاح معاها أوى" واقترح على أشقائى أن تزوج بشقيقتها، وكانت فتاة جميلة الملامح "زى البدر" وأصغر منى فى السن بـ8 سنوات، ومؤدبة لا تسمع لها صوتا، فوافقت عليها على الفور حيث وجدت فيها جميع الصفات التى كنت أبحث عنها، وتقدمت للزواج منها ووافقت أسرتها ودخلت بها.
وتابع المتهم طويل القامة نحيف الجسد الذى يبدو عليه التوتر فى الكلام، قضيت مع زوجتى أجمل أيام حياتى. وبالرغم من أن "الرزق مش كتير" حيث كنت أعمل "فرانا" إلا أنها كانت زوجة صبورة لأقصى الدرجات" عايشة معايا على الحلوة والمرة زى ما بيقولوا" وكانت تواجهنى مشكلتين وهما تأخر الإنجاب، و"حماتى" التى كانت تنغص علينا حياتنا، عندما تأتى لزيارة بنتها، لكنى كنت أتحملها من أجل زوجتى "وعشان الورد ينساق العليق"، ومرت السنوات ودخل الفرح بيتنا الصغير عندما أكدت لى زوجتى بأنها تشعر بجنين يتحرك داخل أحشائها، وبعد شهور أنجبت "أدهم" الذى ملأ علينا الدنيا فرحة وبهجة، ولم تمر سوى سنتين وأنجبت "مريم" وكان الطفلين بمثابة القاسم المشترك بيننا، وكانت زوجة تمتع بالحنان والحب الذى علمته للطفلين.
بدأت الأمور تستقر داخل المنزل بوجود الطفلين ـ المتهم يواصل حديثه ـ إلا أن مشكلة حماتى لم نتوصل لحل لها، حتى فاض صبرى عليها، فى حين أن توسلات زوجتى كانت تمنعنى أن اعترض لوالدتها بمكروه، بالإضافة إلى أنها زوجة عمى قبل أن تكون "حماتى".
وعن يوم الحادث يقول المتهم: خرجت بعد الإفطار وعدت إلى منزلى على مشارف وقت السحور، وبرفقتى "كيس كبده" وطلبت من زوجتى أن تجهزه "عشان نتسحر به" فقالت لى "هو فيه حد بيتحسر كبدا؟" فأقنعتها بأن "نفسى فيها" وبالفعل تناولنا السحور، وجلست معاها أتجاذب أطراف الحديث قبل أذان الفجر، وقلت لها إن شقيقى الأصغر أعطانى "كيس لحمه فيه حوالى كيلو" واقترحت عليها أن أجهز لها قبل المغرب "صينية بطاطس" وعليها أن تجهز الأرز، واتفقنا على هذا الأمر وسط وصلة من الضحك والفرحة ارتسمت على وجهها، ثم سألتنى عما إذا كنت أنوى صلاة الفجر بالمسجد أو فى المنزل، فأكدت لها أننى سوف أصلى بحجرتى لأننى "مرهق" وتوضأت وقبل الآذان بدقائق شربت وأعطيت زوجتى كوب الماء لتشرب، وقبلت رأسها ونامت ووجهها مبتسم، وصليت الفجر ونمت أنا أيضا، وفوجئت فى الصباح ببكاء شديد لابنتى "مريم" وطلبت من زوجتى أن تستيقظ لترضعها لكنها لم ترد، ومع تكرار المحاولة والزوجة لا ترد بدأ القلق يتسرب إلى قلبى، وحاولت ان ارفع جسدها من فوق السرير لكننى اكتشفت أنها "ماتت"، فأصيبت بالصدمة وانهمرت الدموع من عينى، واختلط بكاء بنتى الصغيرة بصراخى، حتى تجمع الجيران وتم نقل زوجتى إلى المستشفى، واتصلت بأسرتها وطلبت منهم الحضور إلى المستشفى، وعندما حضرت "حماتى" اتهمتنى بقتلها، فقلت لها "هو فيه حد فى الدنيا يقتل روحه؟ دى كانت كل حاجة لى فى الدنيا بتطلع اللقمة من بقها وتديها لى، لكنها لم تصدقنى وأبلغت الشرطة عنى.
وعندما سألنا المتهم عن رد فعله عن التقرير الطبى الذى يؤكد بأن الزوجة ماتت نتيجة تعرضها للاختناق، ارتبك ولم يعلل ذلك، وردد "ما حصلش ما أعرفش" ودخل فى نوبة من البكاء الشديد وامتنع بعد ذلك عن الكلام.
وعلى جانب آخر أكد أقارب الزوجة، بأن زوجها وراء قتلها بسبب الخلافات الزوجية المتكررة بينهما، واتهم شقيق القتيلة زوجها بارتكابه للواقعة، فيما أفادت تحريات المباحث التى قادها الرائدان هانى إسماعيل وحازم عليش معاونا المباحث، بأن الزوج قبل الحادث كان يزور زوجة شقيقه المحبوس 3 سنوات، وهو الأمر الذى أثار حفيظة زوجته ودخلت معه فى مشادات كلامية بسبب كثرة تردده على زوجة شقيقه والإنفاق عليها، ومن ثم تعدى عليها بالضرب وخنقها بيده حتى فارقت الحياة.
وكان المقدم محمد غالب رئيس مباحث البدرشين تلقى إشارة من المستشفى بوصول سيدة جثة هامدة إثر تعرضها للخنق، فانتقل الرائد هانى إسماعيل معاون المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن مشادات كلامية اندلعت بين "هبة.ب" 20 سنة ربة منزل وزوجها "محمود.م" 28 سنة فران، بسبب الخلافات الزوجية حيث خنقها، وتم إعداد حملات أمنية بقيادة العميد خالد عميش مفتش مباحث جنوب الجيزة والقبض على المتهم، الذى اعترف أمام اللواءان محمد الشرقاوى مدير المباحث ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية بارتكابه للواقعة، وبإخطار اللواء حسين القاضى مدير أمن الجيزة أمر بتحرير المحضر رقم 2325 لسنة 2013 وأحال المتهم للنيابة والتى باشرت التحقيقات معه وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة