أعرب وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف، الثلاثاء، عن أمله فى حل سريع للصراع المصرى، مشددا على أن عدم الاستقرار فى البلاد يضر بالسلام فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال لافروف فى مؤتمر صحفى عقده بموسكو "للأسف، انشغل قادة مصر بالمشكلات الداخلية، ولم يتمكنوا من إيلاء القضايا الإقليمية الاهتمام الكافي".
وأضاف "من وجهة النظر التى تتحدث عن استقرار المنطقة، نأمل أن تهدأ الأوضاع فى مصر بأسرع وقت ممكن".
وفى الوقت ذاته، حث مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيادة المصرية المؤقتة على التحقيق فى تجاوزات قوات الأمن، فى أعقاب إراقة الدماء أمام دار الحرس الجمهورى بالقاهرة.
وقالت المتحدثة باسم المجلس سيسيل بويلى "نذكر السلطات المصرية بأن أية حوادث ينتج عنها قتلى وإصابات تستلزم تحقيقا شاملا وشفافا، ويجب تقديم المتورطين فى هذه التجاوزات إلى العدالة".
وتعمق الانقسام السياسى فى مصر الاثنين، جراء واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال عامين ونيف من الاضطرابات، بعدما قتلت قوات الأمن أكثر من خمسين محتجا مؤيدا لمرسى فى اشتباكات مع معتصمين أمام مقر الحرس الجمهورى فى القاهرة.
واتهم الجيش إسلاميين مسلحين بإشعال الصراع، لكن مؤيدى مرسى قالوا إن الجنود فتحوا النار عليهم دون استفزاز من جانبهم، فجر الاثنين.
ومنذ ذلك الحين، صور الجيش ووسائل الإعلام الموالية له حملة المطالبة بعودة مرسى بأنها تتخذ منحى عنيفا على نحو متزايد، وأشاروا إلى اندساس متطرفين إسلاميين بينهم، على حد تعبيرهم.
وفى المقابل، قال الإسلاميون إن الجيش يهدف إلى سحقهم وقمعهم فى أعقاب ما وصفوه بانقلاب على الديمقراطية.
وقالت بويلى من جنيف "ندعو كافة الأطراف إلى عدم اللجوء إلى العنف، كما نحث المحتجين على الحفاظ على الطابع السلمى للاحتجاجات.. وندعو الجيش ومسئولى إنفاذ القانون إلى التحلى بأقصى درجات ضبط النفس".
ونفى تونى بلير المبعوث الأممى إلى الشرق الأوسط ووزير الخارجية السابق عمرو موسى أن يكون عزل مرسى انقلابا عسكريا.
وقال بلير "هذا ليس وضعا انتخب فيه الشعب حكومة للإخوان المسلمين ثم انقلب الجيش عليها.. لقد أعطى الجيش الفرصة لحكومة الإخوان المسلمين لكى تعمل.. كما أعطاها الشعب الفرصة.. إنه وضع بالغ الخصوصية".
وشدد على ضرورة توقف العنف فى البلاد من أجل إحراز تقدم نحو السلام.
وأضاف "الشيء الرئيسى هو أن نفهم أن العنف سيكون عدو التقدم، الذى يعد ضروريا لكى تقف البلد على قدميها وأن تبدأ الحكومة العمل مجددا.. فضلا عن أن هناك جدولا زمنيا حاليا للعودة إلى عملية ديمقراطية سليمة".
ومن جانبه، قال عمرو موسى إن الاحتجاجات الأخيرة كانت بمثابة انتفاضة ضد الحكومة ونظام غير كفء.
وأضاف قائلا "إنه ليس انقلاب وإنما ثورة"، حيث قال المتحدث باسم الرئيس المصرى المؤقت بأنه تم تعيين حازم الببلاوى رئيسا للوزراء، بالإضافة للدكتور محمد البرادعى المؤيد للديمقراطية نائبا لرئيس الجمهورية.
وأعلن أحمد المسلمانى هذا الخبر اليوم الثلاثاء بعد أيام من الجمود السياسى بشأن منصب رئيس الوزراء، فيما كان البرادعى على مقربة من تولى المنصب الأسبوع الماضى، ولكن حزب النور السلفى الإسلامى أعاق تعيينه.
وعمل الببلاوى كوزير للمالية فى ثانى مجلس للوزراء تم تشكيله بعد الانتفاضة المصرية فى عام 2011 والتى أزالت حسنى مبارك من سدة الحكم وتولى المجلس العسكرى بدلا منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة