إذا كنت ممن يسعى إلى تحقيق شيء بعينه، لابد أن تُوسع من آفاقك لاستيعاب أفكار جديدة، وان يكون لديك القدرة والرغبة للتحول من الحالة التى أنت عليها الآن إلى حالة أخرى
أكثر استجابة وتطور، بحيث أن تكتسب شيئاً جديداً من آن إلى أخر، يقول اوليفر ويندل هولمز: "إن عقل الإنسان الذى يتسع لفكرة جديدة، لا يرجع أبداً إلى أبعاده الأصلية".
بتفكيرك المتوازن من الداخل أنت من تصنع عالمك، وما تريد تحقيقه، وأن الظروف لا تصنع إنسان بقدر ما قد تؤثر وتعطل خطواتك ولكنها لا تُوقف مسيرتك، حاول بكل قوتك تحرير ذاتك من قيود العودة للخلف أو معاداة نفسك من خلال عدم تكيفك بمن حولك، حطم قيود سجنك، واندمج فى الكون ولا تجعل حياتك مقيدة بحدود الزمان والمكان، فالكون يفرض عليك أن تتناغم وتتوازن معه بأفكارك ومشاعرك وحواسك وتدرك قوانينه وحركته، لتصل إلى درجة من التوافق والانسجام الداخلى. حتى لا تظل فى كهفك المعتم، فأنت لست منفصل عن الكون، أنت تكمل ما فى الكون بما لديك من توسيع دائرة الإدراك والتفاهم والحب.
لا تقف عند حدود وقتك ومكانك فأنت لست ذلك الإنسان المحدود المقيد، أنت المحارب والمفكر والعالم والفنان والأديب. ..، أنت جزء لا يتجزأ من هذا العالم.
إذا كنت فى معركة ما، وكنت على وشك القتل كل ما عليك هوأن تفكر كيف تحارب بشجاعة، وإذا كنت بقارب فى عرض البحر، وكنت على وشك الغرق كل ما عليك هوأن تحرك مجدافك، فى اتجاه ما قد تراه طوق نجاة. . نعم أنت فكرة متجددة فى وقت الأزمات لا تجعلها تتوقف عند حدود وقت ومكان معين لقد خلقك الله أفضل وأكبر من ذلك وسخر لك ما يؤهلك أن تتناغم مع الكون.
فالكثير منا وبدون أن يشعر يفكر بطرق تحليلية للآخر وقد تكون عدائية تجاه من حوله، قد تؤدى فى النهاية إلى انفصاله عن العالم المحيط به رغم تواجده القوى فيه، مع أنه لوفكر بطريقة ما يجمعنا، لكنا أفضل مما نحن عليه الآن.
يقول وين دبليو.داير: "تذكر كل يوم وأنت تنظر إلى عالمك وترى ملايين الملايين من الزهور تتفتح أن الله تعالى قد خلق كل ذلك دون استخدام القوة وإنما بقدرته القائمة على الجمع والتأليف والتى تمتاز بالكمال".
إذا كنت فقدت القدرة على التفكير فأنت فى عداد الأموات، أوممن يعيشون على نتاج أفكار قديمة واكتفيت بها فأنت ممن يعيشون على الهامش، فغذاء الروح، التفكير والتجديد والتطور، وإذا كنت ممن يزود ويغذى ذاته بالتفكير المنظم والتأمل من وقت للآخر، فأنت صعب مواجهتك واختراقك، من قراصنة الحياة، فنحن نتاج أفكارنا لا شك فى ذلك، يقول فيكتور هوجو:" غزوالجيوش يمكن مقاومته. . أما غزوالأفكار فلا " بالفعل أنت الوحيد الذى يدرك سبيله إلى التحول الذاتى بالتفكير السليم.
صورة أرشيفية