على عتبة باب ضخم لغرفة صغيرة تجدهم جالسون بعيون زائغة تراقب زوار مقام "سيدنا الحسين" و"ستنا الطاهرة" و"السيدة زينب"، لا تترك أيديهم سبحة ضخمة تتشابه من ضريح لآخر، ولا تتوقف أفواههم عن ترديد الذكر والتسبيح فى همهمة منخفضة، التنقل بين الضريح والمريدين والصلاة أو استقبال النفحات وتلميع نقوش المقام هى تفاصيل حياتهم اليومية، التى قضوا سنواتها بين جدران المقامات الكبرى، حاملين لقب "خدام المقام" فى رضا يظهر بمجرد سؤالهم عن "أهل البيت"، و"عشاق سيدنا النبى"، بعضهم من يهوى التندر بذكريات لا تنتهى عن "زوار المقامات" والبعض الآخر من اكتفى بخدمة المقام "ومجاورة الأولياء" وأصحاب البركات.
"ستنا الطاهرة" وعم "ممدوح" أقدم خادم مقام فيكى يا مصر..
لا يمكنك المرور بالساحة الضخمة لمسجد السيدة نفيسة، دون أن تسمع سيرته، يدلك الجميع على مكانه الملاصق لمقام "ستنا الطاهرة" التى يخدمها "عم ممدوح" منذ ما يزيد عن عشرون عاماً مضت، تعرفه بمجرد دخولك بسبحة ضخمة فوق جلباب بسيط، وابتسامة صافية تفترش وجه بشوش وعيون لا تكف عن التجول بين زاوية وأخرى، تسبيح مستمر يقطعه رد السلام الذى يلقيه الزائرون على "عم ممدوح" خادم مقام "ستنا الطاهرة"، التى مازال ضريحها ملاذاً لطالبى البركة.
"أنا هنا من 20 سنة وأكتر" بابتسامة رضا وكرم واضح يدفعك للتساؤل عن سنوات عمره التى سرعان ما يجيبك أنها تجاوزت الستون منذ زمن، أنهى سنوات عمله وخرج على المعاش ولكنه لم يترك "المقام" ويقول "طلعت على المعاش بس لو طلعت من هنا أموت".
يحدثك عم "ممدوح"عن مقام ستنا الطاهرة الذى احتل المركز الأول فى استقبال الشخصيات الهامة وكبار رجال الدولة والفنانين اللذين عاصرهم "عم ممدوح" بداية من "تحية كاريوكا" و"فريد شوقى" حتى تصوير الحلقة الأخيرة من مسلسل الفنان "نور الشريف" فى المقام منذ عدة أيام.
ويتذكر قائلاً "هنا كان مكان النجوم، تحية كايروكا كانت أكتر واحدة بتزور يوم آه ويوم لأ، وكانت جدعة ومن أهل الخير، وفريد شوقي" عن الزمن القديم يتحدث بعد أن اختلف الزمن وتغيرت الوجوه حوله ومازالت جلسته المعتادة تراقب ما يحدث حول المقام عاماً بعد أخر، ويقول "علاء ولى الدين" الله يرحمه كان بيجى يزور وكان "ابن حلال"
خادم مقام "السيدة".. فقه ومعلومات وذكر وحكايات عند "عم رضا كله موجود..
مسافة بسيطة تفصل بين "ستنا الطاهرة" ومسجد "السيدة زينب" الذى يستقر به "عم رضا" كخادم لمقام "الست"، لا يبدو على مظهره البسيط ما يحمل فى عقله من حكايات عن "السيدة زينب" بنت على بن أبى طالب وأخت الحسن والحسين التى رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء واستقرت بها حتى ماتت ودفنت هناك وتحول قبرها إلى أكبر مقامات مصر، وتحول عم "رضا" إلى حارس مقام "الست" كما يفتخر متجولاً بين الضريح والمسجد متفقداً ما يحدث بالداخل والخارج.
"الأولياء انتقلوا من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية، وأماكنهم بيوت مستجاب فيها الدعاء" بشكل لا يخلو من اجتهاد فى شرح ما يعتنقه عم رضا من قناعات عن "آل البيت" وبركتهم، يبدأ حديثه عن حكايات المقام، "السيدة زينب دخلت مصر فى عهد الوالى أسلمة بن مخلد، وترك لها هذا المكان تشريفاً لها حتى تحول إلى منزل تعقد به الدواوين حتى وفاتها".
"أم محمد" ربنا بيحبنى وراضى عنى عشان خلانى أخدم "سيدنا الحسين"..
لا يختلف المشهد كثيراً فى مقام "الحسين" الذى لا تكف "أم حسن" عن الحركة داخل زواياه بسبحة معلقة برقبتها وطرحة بيضاء أحاطت بتجاعيد وجهها، لا تتوقف عن شكر الله الذى اصطفاها لخدمة "حفيد النبي"، حركات سريعة لا تتناسب مع سنوات عمرها التى تجاوزت الستون عاماً هى ما تشتهر بها "أم حسن" بين المصلين وزوار المقام، لا تكف عن الدوران بالبخور حاملة فرشة خاصة لتلميع فضة المقام بمادة ذات رائحة نفاذة لا تنقطع عن مقام "سيدنا الحسين"..
"المكان ده طاهر أنا عشت عمرى كله فيه، ما بروحش البيت عيالى عارفين انى لو خرجت من هنا أموت" مبتسمة تتحدث عن ذكريات سنوات طويلة قضتها "أم حسن" بين الزائرات وأصحاب الطلبات ومن جئن لطلب الشفاء أو الرزق بمولود، وغيرهن ممن دخلن للتمسح أو التسول بين زوار المقام، لا تختفى ابتسامتها طوال حديثها حتى تنهيه قائلة "أنا هموت هنا عند آل البيت، زى ما عشت جمبهم".
لكل مقام حراسه..
خدام المقامات فى عشق "سيدنا النبى".. عم "ممدوح" أقدم خادم مقام فى مصر.. السيدة نفيسة "مقام النجوم .. "عم رضا" موسوعة عن "آل البيت".. و"أم حسن" ربنا اخترنى لخدمة "سيدنا الحسين"
الجمعة، 09 أغسطس 2013 06:11 م
مقام سيدنا الحسين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة