باحث أثرى: "المدينة" أول دستور مدنى عرفه التاريخ الإسلامى منذ 1390 عاما

السبت، 21 سبتمبر 2013 07:07 م
باحث أثرى: "المدينة" أول دستور مدنى عرفه التاريخ الإسلامى منذ 1390 عاما أرشيفية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الباحث الأثرى سامح الزهار، المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، أن أول دستور مدنى عرفه التاريخ الإسلامى هو دستور "المدينة" الذى تمت كتابته وقت هجرة سيدنا محمد (ص) إلى المدينة المنورة، فى السنة الأولى للهجرة عام 623م، واعتبره المؤرخون أحد أهم التجارب الديمقراطية فى الحضارة الإسلامية، حيث استهدف تنظيم العلاقة بين الطوائف المجتمعية و كان أهمها المهاجرون والأنصار والفصائل اليهودية.
وقال الزهار- اليوم – إنه من خلال هذا الدستور، الذى يتكون من 49 مادة، صارت المدينة المنورة دولة مكتملة الأركان رئيسها الرسول ومرجعيتها الشريعة الإسلامية الحقة وكفل جميع حقوق الإنسان كحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر والمساواة والعدل.
وأضاف أن النص الدستورى "لدستور المدينة " هو (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبى (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم"، مؤكدا أن هذا الدستور أرسى مبادئ وأسسا وقواعد وقيما تمكن الناس من العيش المشترك مع المختلفين معهم عرقيا أو ديناً أو ثقافيا.
وأشار إلى أن أول مادة حرص أن ينص عليها الدستور هى المساواة بين الجميع (المهاجرين من قريش وبنى عوف وبنى سعادة وبنى جشم وبنى النجار وبنى عمرو وبنى النبيت وبنى الأوس) على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيسة ظلم أو إثما أو عدوانا أو فسادا بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم، ولا يقتل مؤمن مؤمنا فى كافر ولا ينصر كافرا على مؤمن.
وأوضح أن دستور "المدينة" تضمن نصوصا تحدد الحريات وتحافظ على مبادئ وقيم التعايش والتعددية الدينية وهى "أن المؤمنين يبئ بعضهم عن بعض بما نال دماؤهم فى سبيل الله، وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه، وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن، وأنه من اعتبط مؤمنا قتلاَ عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول (بالعقل)، وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين وأنهم أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته ".
وقال إن دستور المدينة تضمن نصا صريحا لتحقيق العدالة الاجتماعية ونشر مبادئها فى المجتمع وهى " يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأن لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها، وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله، و انهم إذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب فى الدين على كل أناس حصتهم من جانبهم الذى قبلهم ".
وأضاف أن الدستور شرع لمبدأ مهم للحافظ على المواطنة والأمن فى المجتمع وهو "يهود الأوس مواليهم وأنفسهم لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما فى هذه الصحيفة وأبره، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة