بشير العدل

"نعم" للدستور.. تأكيد جديد على شرعية 30 يونيو

السبت، 11 يناير 2014 08:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام قلائل تفصلنا عن موعد حدث الاستفتاء على الدستور المعدل، والمقرر له يوما 14 و15 من يناير الجارى، وهو الحدث الذى له دلالة هامة باعتباره تأكيدا جديدا على شرعية ثورة 30 يونيو التى أطاحت بنظام جماعة الإخوان المسلحين – المصنفة محليا بالإرهابية – وأزاحته عن سدة الحكم، بعد عام هو الأسوأ – على الأقل عندى وقد يكون عند كثيرين غيرى – فى تاريخ مصر المعاصر، وهى الشرعية التى مازالت تنكرها الجماعة المسلحة، ومعها بعض قوى الشر العالمية، التى مازال حلم تفكيك مصر وإخضاعها لإرادته يراودها حتى يومنا هذا.

وقد اتخذت الجماعة المسلحة من حادث الاستفتاء على الدستور تحديا جديدا لإرادة الشعب، واعتبرته رهانا على عدم خروج المصريين للمشاركة فيه، حتى أنها شككت فى خروج الثلاثين مليون مواطن للمشاركة فيه، وهو الرقم الذى خرج فى ثورة من أعظم ثورات الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو ضد حكم الجماعة، حتى أصبح رقم 30 يمثل عقدة لدى الجماعة وأنصارها، كما تمثل أرقاما أخرى فى تاريخ بلادى مصر، عقدة لديها، وتسعى خائبة لمحوها من ذاكرة المصريين.

وحتى تكسب الرهان سعت الجماعة، خيب الله مسعاها، لإرهاب المواطنين وبث الرعب فى نفوسهم بممارسة الإرهاب سواء بالنفس أو بالوكالة، وزينت لأنصارها وللعالم سوء أعمالها، على أنها فى سبيل دعم الشرعية، حتى وصل بها الأمر لتهديد المصريين وتوعدهم فى يومى الاستفتاء، حتى لا يخرج المواطنون للمشاركة فيه وتكون النسبة ضعيفة، حتى تخرج على الناس والعالم، ضمن ما تخرج به من أكاذيب وافتراءات، أن الشعب الذى خرج فى 30 يونيو لم يخرج للاستفتاء على الدستور، وأن ما حدث فى ذلك اليوم كان خدعة فوتوشوب.

غير أن الشعب والقوى والأحزاب السياسية فطنت مبكرا لألاعيب الجماعة المسلحة، كما فطنت من قبل لخداعهم وضلالهم، وعقد العزم على الخروج للمشاركة فى الاستفتاء بل والتصويت "بنعم" حتى يقدم الشعب المصرى دليلا جديدا على شرعية الخروج على نظام الإخوان والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، وأن ما حدث فى 30 يونيو هو ثورة حقيقية عبرت عنها الإرادة الشعبية وساندتها قوتاه المسلحة والأمنية.
فأخذت الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية فى توعية الشعب بالدستور، وبدأت فى عقد المؤتمرات والندوات لدحض الأفكار التى روجت لها الجماعة وأنصارها من قوى الشر، بأن الدستور الجديد ضد الشريعة والدين، وأنه يفتح الباب لزواج المثليين، وهى أباطيل تروج لها الجماعة دون وازع من ضمير أو أخلاق أو وطنية بعد أن امتهنت الافتراءات والأكاذيب لحاجة فى نفس يعقوب.

خروج الشعب إذن فى الاستفتاء على الدستور والتصويت "بنعم" هو تأكيد جديد على شرعية 30 يونيو، وحلقة شعبية جديدة من مسلسل كشف الكذب الذى تروج له جماعة الإخوان المسلحين، وهى حلقة سوف يشارك فيها جموع الشعب، كما سبق وأن شارك فى حلقة 30 يونيو التى مثلت ملحمة شعبية، تضاف إلى تاريخ أبناء بلادى مصر فى مواجهة الاستبداد أيا كانت صوره، وفيها أيضا رسالة إلى العالم أن الشعب المصرى يسير وفقا لإرادته الحرة، وأنه القادر على اختيار من يحكمه، وأنه لا تعلو إرادة فوق إرادته ولن تفرض أى قوة سيطرتها عليه وتخضعه للاذعان أيا كانت تلك القوة سواء محلية أو دولية، ففى تاريخ الشعب المصرى العديد من المواقف، التى تؤكد أنه لن يخضع سوى لإرادته الحرة المنفردة.
* مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة