أكد ميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى الشرق الأوسط، أن هناك تنسيقًا مصريًا روسيًا قويًا، فيما يتعلق بقضايا المنطقة، مضيفًا أن روسيا تعول على الأهمية القصوى لدور مصر فى الأسرة العربية وفى الأمم المتحدة والشرق الأوسط.
وقال بوجدانوف، عقب لقائه سامح شكرى وزير الخارجية المصرى اليوم السبت، إن لدى البلدين اتصالات على أعلى مستويات وتنسيقا وتبادلا للأفكار.
وأضاف أن "مصر من أقرب الشركاء بالنسبة لروسيا، فلذلك نحن نعتمد على رؤية الأصدقاء فى مصر، خاصة فى ظل خبرة مصر فى شئون المنطقة، وأيضا إدراك المسئولين المصريين لخصائص وخصوصيات والتطورات كافة فى المنطقة".
وأشار إلى أنه ناقش جميع القضايا الإقليمية الحالية خلال مباحثاته مع شكرى، واصفا الاجتماع بأنه "مفيد جدا"، خاصة بالنسبة لرؤى وتقييم الوزير شكرى لما يحدث الآن فى المنطقة، لا سيما فى مجال مكافحة الإرهاب والجهود الدولية لتعزيز القدرات الجماعية لمكافحة تنظيم "داعش" فى العراق وسوريا وجميع الدول، والخطر الذى يمثله هذا التنظيم على جميع الدول بما فى ذلك مصر وروسيا.
وردا على سؤال حول رؤية موسكو لحرب مصر على الإرهاب فى سيناء، وكذلك لإمكانية حدوث تدخل برى فى الحرب الحالية على "داعش"، قال إن روسيا تؤيد دوما احترام الشرعية الدولية بما فيها سيادة الدول والالتزام بميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والاستقرار فى الدول، وذلك بالنسبة لمصر فى سيناء وفى شمال سوريا والعراق، مؤكدا على دور الأمم المتحدة فى حفظ الأمن فى العالم وتنفيذ الاتفاقيات والتعهدات الدولية.
وأكد: "إننا على استعداد للمناقشة مع الشركاء الأوروبيين والغربيين والعرب والأتراك كل هذه الأمور والمشاركة فى الجهود على أساس احترام سيادة الدول والمعاهدات الدولية".
وردا على سؤال حول إمكانية قيام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بزيارة إلى مصر قبل نهاية العام الحالى، أكد المبعوث الروسى أنه يجرى الآن التنسيق لتحديد الموعد المناسب للزيارة من خلال الجانبين.
وفيما يتعلق بمؤتمر "إعادة إعمار غزة" المقرر غدا بالقاهرة وما سيطرحه الجانب الروسى خلال المؤتمر من أفكار، قال بوجدانوف إنه سيلتقى غدا على هامش المؤتمر الرئيس الفلسطينى محمود عباس لبحث جميع الأمور بما فيها العلاقات الروسية الفلسطينية، والتأكيد على دعم وحدة الشعب الفلسطينى والتوافق بين أبناء الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى دعم ومساندة الحكومة الفلسطينية، برئاسة رامى الحمد الله، باعتبارها تمثل المصالح الفلسطينية بما فى ذلك الاجتماعية والاقتصادية فى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبشأن ما ستطرحه روسيا على مؤتمر "إعمار غزة"، أكد أن بلاده ترى أنه ينبغى على المجتمع الدولى أن يقدم المساعدات فى أسرع وقت ممكن، وبشكل فعال للفلسطينيين.
وشدد على ضرورة إيجاد الحل السياسى بالنسبة للصراع، وذلك على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن تدهور الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، يرجع إلى عدم وجود حل دائم للصراع العربى- الإسرائيلى.
وحول الأزمة السورية الحالية وتأييد موسكو للحل السياسى لها فى الوقت الذى تطالب فيه تركيا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد كشرط للمشاركة فى الحرب الحالية على داعش، أكد المبعوث الروسى أن بلاده تتمسك ببيان "جنيف 1" الذى توصل إليه المجتمع الدولى بما فى ذلك روسيا وتركيا والأمم المتحدة فى يونيو 2012، وتنص على ضرورة التوصل إلى حل سياسى للأزمة.
وشدد على ضرورة مواصلة العمل على المسار السياسى "فطالما أن الجميع اتفق على تلك الوثيقة، فلابد من استكمال هذا المسار سياسيا"، وأكد أن روسيا ترفض أى حديث عن إسقاط النظام فى سوريا، وتؤكد على أهمية الحوار والتوصل إلى حل توافقى بين الأطراف السورية كافة.
وحول ما تطرحه تركيا لإقامة منطقة عازلة مع سوريا، شدد بوجدانوف على أن هذا الأمر يمكن مناقشته فى مجلس الأمن الدولى بمشاركة الجميع بما فى ذلك الدولة ذات السيادة على أراضيها، وذلك فى إشارة إلى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة