بعد صلاة كل جمعة فى صيف 1962، كان المصريون يستمعون إلى ملحمة « أدهم الشرقاوى» من الإذاعة، بغناء عذب وشجى من المطرب الكبير محمد رشدى: «منين أجيب ناس لمعنات الكلام يتلوه/ شبه المؤيد إذا حفظ العلوم وتلوه/ الحادثة اللى جرت على سبع شرقاوى/ الاسم أدهم لكن النقب شرقاوى/ مواله أهل البلد جيل بعد جيل غنوه».
قال لى صديقى الراحل محمد رشدى: إن النجاح الهائل للموال دفع عبدالحليم حافظ إلى الغناء فى فيلم «أدهم الشرقاوى» بطولة عبدالله غيث، فمن يكون هذا الاسم تميمة حظ «رشدى»، والمثل الأعلى للرئيس الراحل أنور السادات حسب قوله فى كتابه «البحث عن الذات»؟
هو الشاب «أدهم عبدالحليم عبدالرحمن الشرقاوى» المولود فى قرية «زبيدة» مركز «إيتاى البارود» محافظة البحيرة، 1898 أى بعد الاحتلال الإنجليزى بـ«17 عاما»، وقتل فى مثل هذا اليوم «13 أكتوبر 1921»، وكتبت «الأهرام» خبر مقتله بعنوان: «عاقبة البغى.. مقتل شقى كبير»، وفى يوم «15 أكتوبر» نشرت تفاصيل مقتله بعنوان: «سلطان الأشقياء ومصرعه».
وقالت «الأهرام»: «إن الشقى أدهم الشرقاوى قتل بطلق نارى، واشتهر القتيل بالجرائم والاعتداء على الأنفس والأموال فى بيان النهار وفى الليل، ولم يسلم من شره حتى بعض أقاربه» وأضافت: «يشيعون عن القتيل المذكور حكايات كثيرة منها أنه يثير الذعر والرعب فى أنحاء مركز إيتاى البارود وكوم حمادة والدلنجات، وأنه حاصل على الشهادة الابتدائية، وترك الدراسة للثأر ممن قتلوا عمه».
وشرحت «الأهرام» أن «الداخلية» وزعت منشورا فيه، أن من يمسك هذا الشقى حيا أو مقتولا فله 300 جنيه، فقتله محمد خليل الجاويش، ومن واقع هذه التغطية الصحفية، فإننا أمام «شقى» حسبما تراه السلطة، وفى بحثى عن الحقيقة بأرشيف الصحف، وجدت مادة متنوعة ما بين اتهامه بـ«البلطجة» وأخرى تراه بطلا، وحسب تحقيق منشور فى مجلة «آخر ساعة» يوم 9 أكتوبر 1963، يتحدث عمه الحاج محمد سلمان الشرقاوى، وسامى «ابن عمه» عنه بوصفه «وطنى» ينصر المظلومين، ودوخ السلطة، وانتقم لعمه محمود الشرقاوى الذى نفاه محمد سعيد باشا رئيس الوزراء إلى الواحات بسبب ثورته ضد الإقطاع.
دخل السجن وقتل فيه «على عبدالرءوف عيد» قاتل عمه فنال حكما بالمؤبد، لكنه استطاع الهرب بعد 5 سنوات على أثر الفوضى التى حدثت أثناء ثورة 1919، وحدثت اشتباكات مع الأمن أثناء هروبه أدت إلى قتل 80 مسجونا.
هكذا تبقى قصة أدهم بين الحقيقة والأسطورة، وأضفى الخيال الشعبى عليها الكثير مثل اتهام صديقه بدران بقتله كما يذكر الموال، وتلك مشكلة حكى لى محمد رشدى أن بدران الحقيقى هدده برفع قضية على أثرها، وأجرى وقتها الصحفى فاروق عبدالسلام «رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون فيما بعد»، تحقيقا صحفيا استضاف الاثنين فى مصالحة أكدت على براءة «بدران».
سعيد الشحات يكتب "ذات يوم"..13 أكتوبر 1921 محمد خليل «الجاويش» يقتل أدهم الشرقاوى «والأمن يصف» القتيل بـ«الشقى واللص».. والأسطورة تخلده بطلا
الإثنين، 13 أكتوبر 2014 08:43 ص
أدهم الشرقاوى - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الحاج / أحمد
يقولون أحد أبناء الشرقية أمس
عدد الردود 0
بواسطة:
د.احمد الباسوسي
نهج جديد في الكتابة