تأمل شركة أباتشى كورب الأمريكية، المنتجة للنفط والغاز، إحدى أكبر الشركات الأجنبية التى تعمل فى مصر فى التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المصرية حول رفع أسعار الغاز الذى تورده إليها بنهاية العام، متشجعة بما تعتبره قدرا أكبر من الشفافية من جانب الحكومة.
وتحدث الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى بوضوح أكبر من الرؤساء السابقين بخصوص التحديات الكثيرة التى يواجهها اقتصاد البلاد ورسم صورة واقعية لبلد أنهكته ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية.
ويتحدث الوزراء أيضا بصراحة أكبر من نظرائهم فى الحكومات السابقة، وهو نهج يطمئن المستثمرين الأجانب الذين اعتادوا على رؤية مسئولين يقدمون لشعبهم صورا مضللة.
وقال توماس ماهر، نائب رئيس أباتشى، المدير العام لعملياتها فى مصر إنه يتوقع أن يظل الاستثمار الرأسمالى مستقرا على مدى السنوات القليلة القادمة عند نحو 1.4 مليار دولار سنويا مع زيادة قدرها 450 مليون دولار فى مصروفات التشغيل، وسوف تحدد نتيجة المفاوضات مع الحكومة ما إذا كانت أباتشى ومقرها تكساس ستوسع عملياتها فى مصر أم لا.
وتجرى أباتشى محادثات حول تعديل أسعار الغاز فى بعض امتيازاتها ومن بينها مشروع مشترك مع شل، وتتفاوض مصر مع شركات أخرى منتجة للغاز تسعى لرفع الأسعار بهدف تشجيعها على القيام باستكشافات جديدة.
وقال ماهر لرويترز فى مقابلة أمس الثلاثاء "أعتقد أننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة فى المفاوضات ونأمل أن تعلن الحكومة شيئا بخصوص هذا قبل نهاية العام.. لم نتوصل بعد إلى اتفاق لكننا متفائلون".
ويحصل منتجو الغاز حاليا على حوالى 2.65 دولار لكل ألف قدم مكعبة، وهو أقل بكثير من الأسعار فى بحر الشمال وأنحاء أخرى، وتحتاج مصر لتوسعة شركات الطاقة الأجنبية عمليات التنقيب والإنتاج من حقول جديدة للغاز بهدف حل مشكلة انقطاع الكهرباء وتفادى مزيد من الاضطرابات الأهلية، لكن الأسعار الحالية لتوريد الغاز تغطى بالكاد تكلفة الاستثمار للمنتجين.
وامتنع ماهر عن الحديث بشأن الأسعار الجديدة التى تتوقعها أباتشى، لكن مسئولين تنفيذيين قالوا فى وقت سابق إنهم يسعون من أجل سعر قدره سبعة دولارات لكل 1000 قدم مكعبة من الغاز، وهو أعلى مما تدفعه مصر حاليا لكنه أقل مما قد تنفقه على واردات الغاز الطبيعى المسال إذا لم يتم استغلال موارد البلاد.
وفى الوقت الحالى تستفيد أباتشى من كشف للغاز والمكثفات بالقرب من مدينة مرسى مطروح المطلة على البحر المتوسط، والذى أعلن عنه فى مايو، وقال ماهر إن البئر بدأت الانتاج قبل نحو أسبوع وتنتج بالقرب من مستويات الاختبار البالغة 49 مليون قدم مكعبة من الغاز و7700 برميل من المكثفات يوميا.
وفى العام الماضى قلصت أباتشى عملياتها فى مصر وباعت حصة قدرها 33% لسينوبك النفطية الصينية العملاقة المملوكة للدولة مقابل 3.1 مليار دولار وسط الاضطرابات السياسية فى البلاد، واستطاع السيسى منذ تولى رئاسة مصر فى يونيو تحقيق استقرار نسبى ونفذ إصلاحات طال انتظارها.
وتقول الحكومة المصرية إنها ملتزمة بتحسين الشروط للشركات الأجنبية من خلال إجراءات مثل تقليص العقبات الروتينية والصعوبات القانونية أمام الاتفاقات، وقال ماهر إنه متفائل بعد تراجع البيروقراطية منذ تولى السيسى منصبه.
وقال "شكلت البيروقراطية التحدى الأكبر بالنسبة لنا حتى وقت قريب وبصفة خاصة فى الحصول على تراخيص من الجيش، لكن ذلك تحسن بشكل ملحوظ فى الشهر أو الشهرين الماضيين بالتزامن تماما مع تولى الرئيس الجديد منصبه".
وتقوم شركات الطاقة بالتواصل مع وزارة البترول للحصول على التراخيص اللازمة من الجيش الذى يسيطر على مساحات واسعة من الأراضى، وأشاد ماهر بزيادة الشفافية وبالمسؤولين الذين لا يخشون التحدث بالحقائق المؤلمة واتخاذ قرارات لا تلقى قبولا شعبيا.
ولتقليص العجز المتضخم فى الميزانية خفضت الحكومة دعم الطاقة فى يوليو ورفعت تكلفة الطاقة للشركات والمستهلكين بما يصل إلى 78%.
وتفادى زعماء البلاد لعقود مواجهة مشكلة الدعم الحساسة لكن السيسى اتخذ خطوات مبدئية بشأن ذلك وبشأن قضايا أخرى مثل الضرائب خلال بضعة أشهر.
وقال ماهر إن الوضع الأمنى لا يزال مصدر قلق لأباتشى التى تعمل بشكل رئيسى فى الصحراء الغربية بالقرب من الحدود مع ليبيا، حيث تصاعد نشاط المتشددين هذا العام، وأضاف "يشكل الأمن مصدر قلق بشكل واضح فى ظل ما يحدث حول مصر وبصفة خاصة فى ليبيا".
"أباتشى كورب الأمريكية" تتوقع زيادة أسعار الغاز المباع لمصر بنهاية العام
الخميس، 16 أكتوبر 2014 02:09 ص
شركة أباتشى - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة