خبير: أسعار الأسهم أصبحت جاذبة للشراء والبورصة ستعود للارتفاع

قال إيهاب سعيد خبير سوق المال إن مؤشر البورصة الرئيسى فشل فى التماسك أعلى أي من مستويات الدعم بجلسات الأسبوع الماضى ليفقد قرابة الألف نقطة فى خمس جلسات فقط أى ما يعادل حوالى 10% من قيمته ليغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب أدنى مستوى سعرى له منذ يوليو الماضى.

وذلك تأثرا بالتراجعات الحادة التى شهدتها كافة الأسواق العالمية على خلفية إيقاف برنامج التحفيز الكمى بنهاية الشهر الحالى بالإضافة إلى المخاوف التى صدرها محضر الفيدرالى الأمريكى الأخير بشأن إبقائه على أسعار الفائدة قرب الصفر لفترة من الزمن دون تحديد تلك الفترة.

وهو ما أشاع حالة من القلق حول تعافى الاقتصاد الأمريكى جراء الأزمة المالية العالمية وتناسى الجميع البيانات الإيجابية التى ظهرت مؤخرا بشأن الاقتصاد الأمريكى من تحقيق أعلى معدل نمو خلال الربع الثانى قارب على الـ4,6% بالإضافة إلى تراجع معدلات البطالة لأدنى مستوياتها فى ست سنوات عند الـ5,9%.

بالإضافة إلى التراجع فى عجز الموازنة الأمريكية وكل هذا ألقى بظلاله السلبية على أسواق الخليج والتى تواكب معها أيضا تراجع حاد فى أسعار النفط سواء الخام الأوروبى "برنت" أو الخام الأمريكى "نايمكس" لتشكل هى الأخرى ضغوطا قوية على السوق المصرى والذى شهد كما سبق وأشرنا أعنف هبوط أسبوعى منذ يونيو الماضى بفعل التراجعات الحادة التى طالت كافة القطاعات.

وجاءت الأسهم القيادية ذات الوزن النسبى العالى على رأس الأسهم المتراجعة بقيادة سهم البنك التجارى الدولى والذى تراجع من مستوى الـ48,40 جنيه مع بداية الأسبوع إلى قرابة الـ43,61 جنيه مع نهايته وأن أغلق قرب مستوى الـ44,01 جنيه.

وكذلك الحال فى سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة والذى تراجع هو الآخر من مستوى الـ17,50 جنيه إلى قرابة الـ14,94جنيه قبل أن يغلق قرب مستوى الـ15,22جنيه، وأيضا سهم العز لصناعة حديد التسليح والذى شهد ايضا تراجعات حادة من مستوى الـ17,60 جنيه حتى مستوى الـ15,35 جنيه بجلسة الخميس قبل أن يغلق مع نهايتها قرب مستوى الـ15,53 جنيه.. كما تراجع ايضا سهم جلوبال تيليكوم مواصلا أدائه السلبى على مدار الشهور الماضية ويفشل فى مواصلة تماسكه أعلى مستوى الدعم السابق قرب الـ4,90 جنيه ليقترب من أدنى مستوى سعرى لة منذ ابريل الماضى عند الـ4,31 جنيه قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى الـ4,37 جنيه.

وأما فيما يتعلق بقطاع الإسكان والذى كان يعد الحصان الأسود لكافة قطاعات السوق على مدار الشهور الماضية فلم يسلم هو الآخر من التراجعات الحادة والتى طالت معظم أسهمه فقد تراجع سهم مصر الجديدة للإسكان والتعمير من مستوى الـ62 جنيه إلى قراب إلى 47,35 جنيه والذى يعد الأدنى له منذ مطلع أغسطس الماضى ويغلق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه، وأيضا سهم مدينة نصر للإسكان والتعمير والذى تراجع هو الآخر بشكل حاد من مستوى الـ45,15 جنيه إلى قرابة الـ36,10 جنيه والإغلاق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه.

وفيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فلم يكن أفضل حالا من سابقة مؤشر السوق الرئيسى أن لم يكن أسوأ حيث تراجع بشكل حاد من مستوى الـ653 نقطة مطلع الأسبوع الماضى حتى مستوى الـ572 نقطة والذى أغلق بالقرب منه مع نهاية جلسة الخميس محققا نسبة انخفاض قاربت على الـ12% فى خمسة جلسات فقط فى ظل مبيعات عشوائية على كافة الأسهم الصغيرة والمتوسطة بما فيها الأسهم ذات الوزن النسبى العالى، وتلاحظ هبوط هذه النوعية من الأسهم بشكل اكثر من نظيرتها القيادية لاسيما صاحبة الأوزن النسبية المرتفعة على مؤشر السوق الرئيسى EGX30 لتفقد بعضها ما يقارب الـ25 - 30 % من قيمتها فى 5 جلسات فقط!

وأما فيما يتعلق باهم الأحداث التى شهدها الأسبوع المنصرم فكانت بطبيعة الحال أبرزها التقارير السلبية التى صدرت من صندوق النقد الدولى والتى أظهرت تخوفا من تباطؤ معدلات النمو للاقتصاد العالمى خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى محضر الفيدرالى الأمريكى السابق الإشارة إليه والتى كانت لها أبلغ الأثر فى الضغط على الأسواق العالمية كما سبق وأشرنا.

وعلى الصعيد المحلى فقد شهد الأسبوع الماضى قرار الحكومة بشأن فرض رسوم حماية على الحديد المستورد بقيمة 290 جنيها على الطن بعد ورود بعض التقارير التى تشير إلى زيادة واردات الدولة من الحديد المستورد وذلك حرصا على الصناعة الوطنية على حد وصف الحكومة، وكان لهذا الخبر أثره الإيجابى على أداء أسهم الحديد بالبورصة المصرية ولكنه سرعان ما زال بفعل الحالة السلبية التى طالت السوق كافة كما سبق وأشرنا .

واما فيما يتعلق بقيم وأحجام التعاملات بجلسات الأسبوع الماضى فقد شهدت ارتفاعا واضحا لتتراوح بين الـ490 - 900 مليون جنيه بمتوسط تعاملات يومية بلغ 695 مليون جنيه بالمقارنة مع 557 مليون جنيه متوسط تعاملات الاسبوع قبل الماضى، ويذكر أن ادنى قيم تعاملات خلال الاسبوع والتى بلغت 490 مليون جنيه قد شهدها السوق بجلسة الاربعاء وهى الجلسة الوحيد التى أغلق بشكل إيجابى، وهذا يشير بطبيعة الحالى إلى ارتفاع قيم وأحجام التعاملات مع الهبوط وانخفاضها مع الصعود وهو ما يعنى سيطرة القوة البيعية تماما على مجريات الاداء.

وأما فيما يتعلق بفئات المستثمرين فقد شهدت بعض التباين الواضح لاسيما فيما يتعلق بالمستثمرين الأجانب فقد تباينت تعاملاتهم على مدار الأسبوع ما بين الشراء والبيع ببعض الجلسات مع تراجع ملحوظ فى نسبتهم بالمقارنة مع قيم وأحجام التعاملات الكلية لتتراوح بين الـ18 - 20 % فقط.

كما تباينت أيضا تعاملات المستثمرين العرب بين الشراء والبيع دون اتجاه واضح أغلب جلسات الاسبوع مع ارتفاع طفيف فى نسبتهم بالمقارنة مع قيم وأحجام التعاملات الكلية لتتراوح بين الـ8 - 12%، وأخيرا وعن المستثمرين الأفراد المصريين فقد بدا واضحا تأثرهم بالأداء السلبى للأسواق العالمية ليتوجهوا ناحية البيع أغلب جلسات الأسبوع وشاركهم أيضا فى بعض الجلسات المؤسسات المحلية التى تباينت ايضا تعاملاتها بجلسات الاسبوع الماضى

وعن توقعات أداء السوق الأسبوع المقبل قال سعيد فالنسبة لمؤشر السوق الرئيسى EGX30 فالتركيز سيتحول إلى مستوى الدعم التالى قرب الـ8500 نقطة بعد فشل المؤشر فى التماسك أعلى مستوى الدعم قرب الـ8800 نقطة والذى إن نجح فى إيقاف تراجعه فنتوقع معه أن يبدأ الدخول فى حركة تصحيحية لأعلى لتعويض جانب من خسائره الكبيرة ليقترب مجددا من مستوى الـ9000 - 9100 نقطة.

وأما فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فالتركيز سيتحول إلى مستوى الدعم الرئيسى قرب الـ555 - 550 نقطة والذى نتوقع أن يعوقه على مواصلة تراجعه الحاد ليبدأ من الدخول فى حركة تصحيحية لأعلى لتعويض جانب من خسائره الكبيرة على مدار الجلسات السابقة.