القيادة السياسية ترى أنه لا بديل عن المفاوضات لحل أزمة سد النهضة الإثيوبى، وأن التعاون المشترك بين الحكومات يخلق حالة من الارتياح لدى شعوب حوض النيل، بما يحقق المنفعة المشتركة للجميع، وإذابة كافة الفوارق والاختلافات.
بهذه الكلمات بدأ الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، حواره مؤكدا أن مصر مستمرة فى مسار التفاوض الفنى مع إثيوبيا والسودان بشأن "سد النهضة"، وذلك بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وإلى نص الحوار:
بداية ما الذى توصلت إليه نتائج اجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة حتى الآن؟
رأينا أنه ينبغى أن تكون قائمة المكاتب الاستشارية العالمية التى ستتولى تقييم السد كبيرة، وتضم 7 مكاتب عالمية من جنسيات "أمريكا وأوروبا وأستراليا" لضمان تقديم الدراسات الفنية والبيئية فى غضون 5 أشهر، وتتولى كل دولة تقييم المكاتب السبعة من خلال الشروط المحددة والتى وضعتها اللجنة الوطنية وهى الخبرة الفنية والكفاءة العالية إلى جانب التكلفة المادية الأقل، وذلك فى غضون ثلاثة أسابيع، حيث سيتم عقد اجتماع اخر فى الخرطوم الشهر المقبل لتحديد المكتب الفائز الذى سيتولى إنجاز الدراسات المطلوبة.
ماذا عن مكتب المحاماة الذى تم الإعلان عن اختياره لتولى الشئون المالية والإدارية مع مكتب الدراسات؟
انتهت اللجنة من اختيار المكتب وهو إنجليزى شهير له سمعه طيبة، سيتولى عملية دفع المبالغ المالية لمكتب الدراسات، وسيتم مراسلة المكاتب الاستشارية بدءا من اليوم لتقديم العروض وسيتم المفاضلة بين الأقل تكلفة مالية والأكثر كفاءة مالية، وسيتم مد عمل اللجنة الوطنية شهر آخر لإجراء مناقصة عامة محدودة.
ما تقييمك لما توصلت إليه اللجنة الوطنية حتى الآن؟
هناك تأخير شهر فى عمل اللجنة عن خارطة الطريق التى تم وضعها فى الخرطوم، لكننا نسير بخطوات قوية وجادة فيما يتعلق بالنواحى الفنية لضمان إنجاز الدراسات الفنية والبيئية المطلوبة، للاطمئنان على عملية التقييم بأنها تسير فى شكل سليم "فما الحكمة أن نتسرع فى اختيار مكتب ولا يقوم بإنجاز الدراسات المطلوبة فى خمسة أشهر".
وما هى أولوياتكم فى أجندة الاجتماع المقبل بالخرطوم؟
سنقوم بالانتهاء من اختيار المكتب الاستشارى العالمى، بالإضافة إلى الخبير الدولى الذى سيتولى الفصل بين أعضاء اللجنة الوطنية فى حالة وجود خلاف.
ما هى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فيما يخص الملف؟
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه بالوزراء على توجيه كلامه لوزراء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، بأن مصر تتمنى الخير لجميع الدول كما تتمناه لنفسها وأن يرتفع مستوى المعيشة فى هذه الدول التى يصل تعداد سكانها إلى 200 مليون نسمة، وأن الموارد الموجودة فى هذه الدول تكفى وتفيض، لذلك لا بديل عن التعاون المشترك بين الدول الثلاث ونحن نتمنى الخير لإثيوبيا فى توليد الكهرباء ولسنا ضد التنمية وما يهمنا هو ألا تتأثر حصتنا المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وحرص الرئيس أيضا خلال اللقاء على أن يتم الانتهاء من المسار الفنى فى الوقت المحدد له.
ما هى أبرز النقاط التى أكد عليها الرئيس السيسى؟
وجه السيسى حديثة للوزراء الثلاثة قائلا: "مصائر شعوب بلادكم فى أيديكم" وشعرت وقتها بالمسئولية وما زالت تلك الكلمات تتردد على مسامعى حتى الآن، لتزيد من حجم الأعباء والمسئوليات الملقاة على عاتقى لخدمة هذا البلد. وتمنى الرئيس أن يكون هناك طريق يربط بين مصر وإثيوبيا لتسهيل التواصل الشعبى بين البلدين بلا أية اختلافات.
وما هى توجيهات المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء خلال لقائه الوزراء؟
زيادة التعاون المشترك فى مجالات الصحة والتعليم واستيراد اللحوم وتبادل الخبرات فى مجال التعليم العالى بين الأساتذة بالجامعات المصرية وأديس أبابا وأيضا مع وزارة الرى لنفل الخبرات الفنية بين الدولتين.
وما هى مطالب الوزراء من المهندس محلب؟
طالب الوزراء المهندس محلب بإعادة النظر فى تجميد مصر أنشطتها فى مبادرة حوض النيل، والعودة مرة أخرى إلى مكانها لاستئناف أنشطتها لتأثر هذه الدول بغياب مصر حتى يكون هناك للتعاون المشترك.
وهل تنوون العودة إلى مبادرة حوض النيل؟
نحن الآن فى مرحلة التقييم قبل العودة إلى مبادرة حوض النيل مرة أخرى، لاسيما وأن هناك توجيهات من الرئيس السيسى بالتعاون المشترك فى مجالات الاستثمارات والبنية التحتية وهناك لجنة مشتركة عليا ستعقد فى نوفمبر القادم وهذه الأشياء ستأخذ فى الاعتبار وأن الفترة الحالية التى نعيشها عن الوقت الماضى، ونحن فى مرحلة أخرى نتطلع إلى زيادة التعاون.
هل هناك تبادل مشترك بين مصر وإثيوبيا سنشهده خلال الفترة المقبلة؟
هناك تبادل معلوماتى خلال الفترة المقبلة حيث رشح وزير التعليم العالى من أساتذة كليات الهندسة من الجامعات المختلفة سيقومون بزيارة إثيوبيا لتبادل المعرفة فيما يخص السد.
ما هو تقييمك لما توصلنا إليه حتى الآن مع الجانب الإثيوبى؟
فى بداية الاجتماعات التى حضرتها فى الخرطوم كانت هناك مشادات وتشدد من الجانب الإثيوبى لكن بدأت تذوب فى اجتماع أديس أبابا، إلى أن وصلنا إلى مرحلة طيبة خلال اجتماع القاهرة، وبدأ الجانب الإثيوبى يتعامل بنوع من الود وهناك انطباعات تفاؤل لدينا ونحن نحاول إزالة نتائج الخلافات التى حدثت ولأول مرة يستقبل رئيس جمهورية مصر وزيرى المياه السودانى والإثيوبى فى القصر الرئاسى، وهذه رسالة قوية تؤكد ترحاب مصر بأشقائها من دول حوض النيل، وهو ما يجعلنا نتطلع إلى نجاح المفاوضات لأن قطار المباحثات بدأ ولن يستطيع أحد إيقافه الآن، وسيقف إبريل المقبل بعد تسليم الدراسات المطلوبة وانتهاء عمل اللجنة الوطنية الثلاثية من أعمالها طبقا لما تم الاتفاق عليه فى خارطة الطريق بالعاصمة السودانية الخرطوم، ولن نلتفت إلى الإعاقات التى يقوم بها البعض ولا بديل عن المفاوضات "ومن يحاول عرقلتها يعيش فى عصر تانى".
ما هو الداعى من وجود خبير دولى؟
وجود الخبير الدولى مهم جدا حيث إنه سيقوم بالفصل بين أعضاء اللجنة فى حالة الاختلاف فيما بينهم خلال مرحلة تقييم السد وأنه سيتم اختياره خلال الاجتماع القادم والمقرر عقده نوفمبر فى العاصمة السودانية "الخرطوم"، وجميع المسئولين فى الدول الثلاث يحترمون رأى الخبير الدولى، والوزير الإثيوبى أكد أكثر من مرة أنهم لا يهدفون إلى إلحاق الضرر بمصر، وأنهم يستهدفون التنمية فى بلادهم فقط، وأنهم لديهم المياه متوفرة.
هل قامت اللجنة الوطنية بتجهيز الدراسات والبيانات المطلوبة التى سيتم تقديمها للمكتب الاستشارى العالمى؟
بالفعل قامت اللجنة بتجهيز البيانات والدراسات المطلوبة لتقديمها إلى المكتب الاستشارى العالمى فور اختياره، لضيق الوقت للبدء فورا فى عملية إتمام الدراسات الفنية فور اختياره.
ما هو دور القيادة المصرية فى إنجاح مفاوضات "سد النهضة"؟
القيادة السياسية المصرية كان لها دور كبير فى نجاح الدور الفنى للمفاوضات حيث أعطت الضوء الأخضر، لأنه لا بديل عن المفاوضات وأننا لسنا ضد أحد طالما أن حصتنا المائية فى أمان ولا ضرر على مصالحنا القومية.
موضوعات متعلقة:
اليوم.. اللجنة الوطنية لسد النهضة تختتم اجتماعاتها بمشاركة وزير الرى
وزير الرى لـ"اليوم السابع": 7 مكاتب عالمية على مائدة لجنة "سد النهضة" لاختيار أحدها فى مناقصة.. وقطار المباحثات بدأ ولا يمكن إيقافه.. والقيادة السياسية أكدت أنه لا بديل عن المفاوضات
الجمعة، 17 أكتوبر 2014 05:39 م
الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى و محررة اليوم السابع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة