على جدران عرف إليه الفقر طريقه وضعوا للحياة القاسية طعماً آخر، بريشة وألوان رسموا بها خطوطاً واضحة لسعادة لم تكن هناك، أسس مجموعة من الشباب قواعد السعادة الأربعين على جدران المناطق الشعبية التى تركتها الألوان مفسحة مجالاً للفقر، وعكست جدرانها الباهتة معالم الحزن والفقر والاكتئاب والحياة الرمادية، التى غير معالمها شباب "السعادة"، فى رحلات متواصلة لتلوين الجدران، وتحويل المناطق الشعبية التى طالها الحزن إلى مناطق أخرى تعج بالألوان والحياة، التى عرفت طعماً آخر للبهجة.
مشروع السعادة، هو عنوان الفكرة، التى سرعان ما تحولت إلى مشروع منظم، لتغيير معالم المناطق الرمادية الباهتة، وتحويلها إلى مناطق ملونة بألوان البهجة، وهو المشروع الذى غير وجه مجموعة من المناطق الشعبية التى بدأت فى حارة "درب سعادة" فى مصر القديمة، واكتسبت بعد ذلك اسمها من نفس المنطقة، التى تحولت بالفعل إلى درب مبهج من السعادة بريشة "فريق السعادة".
"هاشم رأفت" المهندس المعمارى، وصاحب فكرة السعادة بالألوان، يتحدث لـ"اليوم السابع" عن المشروع قائلاً: بدأت الفكرة بعملى فى عروض الشارع فى المناطق الشعبية، بهدف إعادة إحياء التراث المصرى فى المناطق الشعبية، وهو ما فتح لى المجال فى التعرف على أهالى المناطق الشعبية، والجلوس معهم لفترات طويلة مكنتنى من التعرف على طرق مختلفة لإسعادهم بدون الحاجة لأموال باهظة أو مشروعات كبرى لتطوير الأحياء الشعبية، فكل ما يتطلبه الأمر هو لمسة من الألوان التى من شأنها إدخال البهجة على قلوبهم.
يكمل "رأفت": انطلاقاً من فكرة الألوان بدأنا فى تأسيس الفريق الذى يتكون الآن من 13 عضوا، معظمهم من المهندسين المعماريين، وحاولنا تصميم ديكور ملون للحوارى والمناطق الشعبية، التى عبرت قديماً عن التراث المصرى، الذى كتب عنه الراحل "نجيب محفوظ"، ثم طالها الفقر، فتغير حالها، واختفت ألوانها تاركة المساحة للصورة الباهتة، التى بقى عليها الحال الآن.
تغير الحالة النفسية لأهالى هذه المناطق، الذين يعانون الألوان الباهتة حولهم، كان هدفاً أساسياً لعب عليه الفريق، الذى درس دلالات الألوان وقدرتها على التأثير نفسياً على من يراها، وهو ما يكمل عنه "رأفت" الحديث قائلاً: "الألوان لا يمكنها تغير الشكل العام، وإدخال مشاهد البهجة على هذه المناطق فحسب، بل يمكنها أيضاً تغير الحالة النفسية بالكامل، وهو ما نحاول القيام به، تبعاً لكل منطقة وحالتها النفسية، فالأزرق يساعد على تحمل الظروف الصعبة، بينما الأحمر يعتبر لونا محفزا على الطاقة والعمل، والأخضر يقلل من حدة الشجارات الشعبية فى بعض المناطق الشهيرة بالمعارك المتكررة، وغيرها من الدلالات الخاصة بحالة كل منطقة.
ألوان متداخلة، ولوحات فنية لا تحتاج للكلام، غيرت بالكامل شكل حارة درب سعادة، حارة الجداوى، ومنطقة باب الخلق، وغيرها من المناطق الشعبية، التى أضفى عليها "شباب السعادة" لمسة ملونة من البهجة، يحلمون برسمها على كل حارة وشارع فى مصر.
شباب السعادة يرسمون البهجة على الجدران
الجدران ملونة بألوان السعادة
جانب من المشروع بعد الانتهاء
جدران ملونة فى حارة درب سعادة
واحد من أعضاء فريق السعادة أثناء العمل
أطفال حارة درب سعادة أمام خائط ملون
فتاة تلون شباك بألوان السعادة
شباب السعادة أثناء التلوين
أضحك
صورة جماعية للفريق
مجموعة من الفتيات أثناء العمل
بالصور.."السعادة بالألوان".. إبداعات شبابية على جدران المناطق الشعبية
الخميس، 02 أكتوبر 2014 05:37 م
الجدران ملونة بألوان السعادة