الذكر هو حياة القلوب ونور الأبصار وغذاء الأرواح وتهذيب النفوس ورقى المسلم فى سلم ومعراج الروحانيات، والذكر يعنى ذكر العبد ربه، سواء بالأخبار المجرد عن ذاته وصفاته أو أفعاله، أو أحكامه، والذكر ضد النسيان والغفلة، والذكر نوعان ذكر باللسان وذكر بالقلب، ومن أمثلة الذكر باللسان والقلب قوله تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أو أَشَدَّ ذِكْرًا) وللذكر معانٍ منها: الشىء يجرى على اللسان ولقد تحدث القرآن عن هذا النوع عندما قال الله تعالى فى محكم التنزيل (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.) (مريم).
كذلك من معانى الذكر استحضار الشىء فى القلب وهو ضد النسيان قال القرآن عن فتى موسى "قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إلى الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ" أما الذكر شرعًا فله معنيان: معنى عام، ومعنى خاص، العام يشمل كل أنواع العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة وقراءة قرآن وتسبيح وتحميد. والخاص هو ذكر الله بالألفاظ التى وردت عن الله سبحانه وتعالى من تلاوة كتابه وإجراء أسمائه على لسان العبد.
والمراد من الذكر حضور القلب . والذكر مطلوب فى كل أحوال المسلم ومستحب فى كل الأوقات وهناك أوقات مستحبة للذكر مثل يوم عرفة ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل وليلة القدر وغيرها من الأوقات المستحبة، وللذكر آداب أن يكون الذاكر فى حلة طهارة، وأن يكون مخلصًا فى ذكره، وأن يخفض صوته حال ذكره مصداقا لقوله تعالى (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) وللذكر فضل عظيم وأثر عميق فهو من خير الأعمال وأفضلها، كذلك هو من أجل الطاعات وباب مفتوح بين الله والعبد فيجب عدم غلقه بالغفلة، فإذا خلا العمل من الذكر كان كالجسد بلا روح.
وقد جاءت نصوص كثيرة فى فضل الذكر وأهميته وعلو شانه ومنزلته وعظيم فائدته، جاءت آيات كثيرة تحض على الذكر وتحس عليه وفضله مثل قوله تعالى (ولذكر الله أكبر) (واذكرونى أذكركم) (واذكروا الله فى أيام معلومات). أيضًا جاءت أحاديث كثيرة تدعو إلى الذكر وتحض عليه ففى الحديث الشريف قول الرسول صلى الله سبق المفردون قيل وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات.
وعندما جاء رجل إلى رسول الله وقال كثرت على شرائع الإسلام فماذا أفعل قال الرسول لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله، كما قال الرسول فى الحديث عن أنس بن مالك قال رسول الله إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة قال حلق الذكر.
كل هذه الأحاديث وغيرها والآيات القرآنية تحض على الذكر وفضله، فهو غذاء الأرواح وذات القلوب، وعبادة من أجل العبادات التى يجب أن نحرص عليها لأنها أسهل عبادة على اللسان. وأثرها عميق فى القلب وفى حياة الإنسان والمجتمع، لأنها تمثل تبجيل لله وتقديس له، والذى يذكر ربه والذى لا يذكره مثل الحى والميت، فالذكر حياة للقلوب والأرواح .يجب علينا أن نكثر من الذكر والدعاء لأنهما من أسلحة المؤمن فى الوصول إلى رضوان الله ودخول جنته، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: حياة القلوب
الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014 04:03 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة