كاتب أمريكى: الصين فى الطريق إلى العرش مكان أمريكا

دعا الكاتب الأمريكى روجر كوهين إلى التسليم بأن شمس الهيمنة الأمريكية على النظام العالمى آخذة فى المغيب، مبشرا ببزوغ نجم الصين كوريث لعرش العالم.

ورأى كوهين فى مقال نشرته (النيويورك تايمز) الثلاثاء أن ما يشهده العالم فى الوقت الراهن من اضطراب إنما هو متعلق فى جزء كبير منه بهذا الانتقال الصعب من القيادة الأمريكية إلى قيادة صينية.

وعاد الكاتب بالأذهان إلى الحرب العالمية الثانية ووقوف أمريكا منتصرة، ولكن على جُثث لا حصر لها.. وحذر كوهين من مغبة ألا تكون البشرية قد تعلمت من أخطائها على مرّ التاريخ، لافتا إلى أن التغنّى بثورة الاتصالات ليست كافية لتفادى أخطاء الماضي، كما أن حلم انتصار "المصلحة الذاتية المستنيرة" باسم الخير العام على كوكب آخذ فى الصِغر لم يكن غير وهْم من أوهام القرن العشرين.

ووضع كوهين على رأس التحذيرات، خطر "سوء التفاهم" بين أمريكا والصين، مُحذرا من أن عدم تفهّم الطرفين أحدهما الآخر كفيل بتصعيد الصراع على المصالح.

ونبّه إلى أن سوف التفاهم بين الصين وأمريكا بات واضحا فى الفترة الأخيرة، راصدا وصْف وزير خارجية سنغافورة السابق "جورج يو" لأمريكا بأنها قوة "تبشيرية" تعتقد بوجوب هداية الشعوب إلى قيم الحرية والديمقراطية، بينما وصف "يو" الصين بأنها على النقيض من أمريكا، تعتبر مثل هذا السلوك بمثابة تدخل فى شئون الدول الأخرى وانتقاصا من سيادتها.

ورأى صاحب المقال أن كلا من أمريكا والصين لها ثوابتها التى تنطلق منها، وأن لكليهما أيضا استثناءات تتناقض كلية مع تلك الثوابت، فإذا كانت أمريكا تعتبر نفسها منارة للحرية فما هو يا ترى رأى العراقيين فى ذلك؟ وإذا كانت الصين تتحدث عن ثقافة حب السلام، فماذا عن إقليم "التبت"؟

واستدرك كوهين فى ختام مقاله بالتأكيد على أن هذه التناقضات والإخفاقات لا تنفى بالضرورة وجود الثوابت.